تلخيص تحليل نص علم الاجتماع الأدب المكون: نص قرائي مقالي نظري مناهج نقدية سنة ثانية اداب بكالوريا
موقع النابض دوت كوم يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم من كتاب اللغة العربية للسنة الثانية بكالوريا تحضير وتحليل وملخصات النصوص كما نقدم لكم الأن أعزائي الطلاب والطالبات ما يأتي.. تلخيص تحليل نص علم الاجتماع الأدب المكون: نص قرائي مقالي نظري مناهج نقدية سنة ثانية اداب بكالوريا
الإجابة هي
المكون: نص قرائي - مقالي / نظري
الموضوع: علم اجتماع الأدب
المجزوءة: الرابعة - مناهج نقدية
المستوى: السنة الثانية باكلوريا
المسلك: الآداب والعلوم الإنسانية
أولا: التأطير؛ تقديم وملاحظة.
عرف النثر العربي بعد عصر النهضة حركيةً كبيرةً أدت إلى بروز أشكال أدبية نثرية حديثة كالقصة والرواية والمسرحية.. ولم يكن هذا التطور حِكرا على الأشكال الإبداعية فَحَسْب، بل شمل حتى الدراسات النقدية التي عرفت هي الأخرى تطورا ملحوظا في مواكبتها لما يُنتج من أعمال أدبية من خلال تجديد آليات اشتغالها ومنطلقات إصدارها للأحكام النقدية.. وذلك نتيجة الانفتاح على الثقافة الغربية وانتشار الطباعة وتطور الصحافة ونشاط حركة الترجمة.. وقد ساهمت هذه العوامل وغيرها في تأثر النقاد العرب بمختلف المناهج النقدية الحديثة التي ظهرت في الغرب.. حيث سعوا في البداية إلى استيعابها قبل تمكنهم من تقريبها إلى المتلقي العربي في منجزاتهم النقدية الكثيرة، ومن المناهج التي سجلت حضورا قويا في الدراسات النقدية العربية الحديثة المنهج الاجتماعي الذي يتميز بكونه منهجا يقارب الظاهرة الأدبية من خلال ربطها بالواقع الاجتماعي، وبيان مدى قدرة المبدع على تصوير هموم مجتمعه تصويراً دقيقا وصادقاً.. إلى جانب البحث في الأعمال الأدبية عن العلاقات التي تربط الإبداع الأدبي بالشروط الاجتماعية المؤطرة له عبر التأويل الاجتماعي للإبداع وتتبع الخلفيات الاجتماعية المتحكمة في إنتاجه واستهلاكه، ودرجة تعبيره عن الصراع الدائر في المجتمع.. وقد برز نقاد كثيرون في التعريف بهذا المنهج النقدي وتتبع تحولاته واستخلاص قواعده، ودراسة خصائصه وتبيين طرائقه في مقاربة الظواهر الأدبية، نذكر منهم في الغرب؛ كارل ماركس ولوسيان غولدمان وجورج لوكاتش ومدام دوستال.. أما في العالم العربي فنجد؛ شكري عياد وصلاح فضل وسلامة موسى ونجيب العوفي وادريس بلمليح وادريس الناقوري ولويس عوض.. وحميد لحميداني الذي اشتهر كثيرا بتأليفه في المجال النقدي أكثر مما اشتهر في غيره، ويعد النص - قيد الدرس والتحليل - المأخوذ من كتابه " من أجل تحليل سوسيوبنائي للرواية العربية " واحدا من كتاباته المتميزة في هذا المجال، فما القضية التي يعالجها فيه.. ؟ وما طرائق عرضها..؟
ورد عنوان النص جملة اسمية تألفت من ثلاث وحدات معجمية، تُشكل مجتمعة خبرا لمبتدإ محذوف.. استغني عنه لسهولة تقديره، وهو يحيل دلاليا على قسم من أقسام علم الاجتماع، وهذا مؤشر واضح على أن النص سيبحث في العلاقات التي تربط بين الأدب والمجتمع من خلال رصد الصلات الموجودة بين الإبداع الأدبي والمؤشرات الاجتماعية المتحكمة في إنتاجه ( البنية، الثقافة، العصر... )، فإلى أي حد سيعكس العنوان بهذه الدلالة مضمون النص.. ؟
ومن خلال العنوان ودلالته، وبالتعرف على صاحب النص ومصدره، وبعض المشيرات النصية الدالة مثل " الأدب ظاهرة فكرية اجتماعية، المضمون الاجتماعي، التي تروج في الوسط الاجتماعي... " نفترض أن النص - مناط الدراسة والتحليل - مقالة أدبية يروم فيها صاحبها إبراز خصائص المنهج الاجتماعي في علاقته بالأدب ( الرواية نموذجا.. ) فإلى أي حد ستصح هذه الفرضية..؟ وإن صحت فما هي هذه الخصائص التي يتميز بها هذا المنهج النقدي.. ؟ وما الآليات المنهجية والوسائل الفنية التي اعتمدها الناقد في عرض تصوره النظري في هذا النص حول قواعد المنهج الاجتماعي وفاعليته في مقاربة الأعمال الأدبية الإبداعية.. ؟
ثانيا: الفهم
استهل الناقد نصه بإبراز قيمة المنهج الاجتماعي وأهميته في مقاربة الأعمال الإبداعية، معتبرا إياه منهجا مناسبا لدراسة الظواهر الاجتماعية انطلاقا من الفن الروائي.. لأنها تخضع لمفاهيمه ونظرياته الاجتماعية من خلال التركيز على الظاهرة الأدبية في الإنتاج الإبداعي، وقد أكد الكاتب أن سوسيولوجيا الأدب تنفي أن يكون للنتاج الأدبي مدلول في ذاته فحسب، لأن المدلول يرتبط بقضية اجتماعية أو إنسانية شمولية، أما الجانب الفني فيعد مجرد وسيلة مساعدة وليست غاية في حد ذاتها، كما يرى الكاتب أيضا أن المنهج الاجتماعي يهتم بالرواية أكثر من غيرها من الفنون الأدبية الأخرى، وقد استدل على علاقة العمل الأدبي بالمجتمع من خلال استحضاره لمبدإ الكاتب الروسي بيلخانوف الذي يؤكد على أن الأدب غني بالمضمون الاجتماعي قبل أن يخلص في الأخير إلى أن الفعل الأول في الممارسة النقدية هو البحث عن المضامين الاجتماعية للأدب..
ثالثا: التحليل
-تحديد القضية
يطرح الكاتب في هذا النص قضية العلاقة الموجودة بين النص الأدبي " الروائي " ومرجعه الإديولوجي الذي ينتمي إليه، مبرزا في الآن ذاته خصائصه الفنية وقدرته الكبيرة على رصد مختلف الظواهر الاجتماعية المتضمة في الأعمال الإبداعية.
- الألفاظ الدالة على المنهج الاجتماعي:
سوسيولوجيا ـ ظاهرة فكرية اجتماعية ـ المضامين والنظريات الاجتماعية ـ المضمون الاجتماعي...
- خصائص المنهج الاجتماعي ومقوماته
الأدب ظاهرة اجتماعية ـ الاعتماد على جانب الدلالة ـ يعتبر الجانب الجمالي وسيلة مساعدة ـ ارتباط المدلول بقضية اجتماعية ـ تبليغ رسالة معينة إلى القارئ..
- المنهج الاستدلالي
اعتمد الكاتب منهجا استنباطيا حيث انطلق فيه مما هو عام ( التعريف بالمنهج الاجتماعي.. ) إلى ما هو خاص ( خصائص المنهج الاجتماعي ومميزاته.. )
- الأساليب الحجاجية
وظف الكاتب مجموعة من الأساليب الحجاجية؛ من أبرزها التعريف.. الوصف.. الاستشهاد.. التكرار بنوعيه اللفظي والمعنوي...
- آليات الربط بين الجمل والفقرات
حرص الكاتب على ضمان نوع من التوازن والاتساق للنص من خلال الإحالة التي تنتظم في مجموعة من الروابط اللغوية؛ نذكر منها: أسماء الإشارة ( ذلك، هذا هذه.. ) والأسماء الموصولة ( الذي، اللذان، التي.. ) والضمائر ( هو، هي.. ) إضافة إلى حروف العطف (الواو، الفاء، أو، بل، لكن.. ) فضلا عن روابط أخرى تحقق الانسجام بين الفقرات مثل: فحسب، خاصة، غير أن، بالإضافة، بالرغم من ذلك، إذن، في المقابل... )
رابعا: التركيب
يتبين لنا من خلال ما سبق أن الكاتب حميد لحميداني عالج في هذا النص المقالي قضية نقدية تتعلق يإبراز خصائص المنهج الاجتماعي وأهميته في دراسة الإبداع الأدبي " الرواية " وقد استند في معالجة هذه القضية التي محور حولها نصه هذا على مجموعة من الآليات المنهجية والوسائل الفنية والأساليب التفسيرية والحجاجية.. الأمر الذي جعله يتمكن حسب منظورنا الخاص من تقريب المتلقي من تجليات تطبيق المنهج الاجتماعي في قراءة واقع الإبداع الأدبي وتحديدا جنس الرواية.. وبهذا نصل إلى إثبات صحة الفرضية التي طرحناها في مستهل دراستنا لهذا النص، وذلك بانتمائه إلى جنس المقالة النقدية وبحديث الكاتب فيه عن العلاقة الموجودة بين الإنتاج الأدبي والوسط الاجتماعي الذي ينتمي إليه، والتي يبرزها المنهج الاجتماعي في مقاربته للأعمال الإبداعية بشكل واضح وجلي.