خطبه الجمعه بعنوان(فضل الدعاء في رد البلاء )
أثر الدعاء في رد البلاء
خطبة مكتوبة ومؤثرة ملتقى الخطباء عن أثر الدعاء في رد البلاء ، موقع النابض دوت كوم وهي كالتالي
الإجابة هي كالتالي
خطبه الجمعه بعنوان(فضل الدعاء في رد البلاء )
الخطبة الأولى
لقد بين لنا الله عز وجل في كتابه على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم أموراً كثيرة تعين على دفع البلاء ورفع العقوبة، فمن المناسب أن يعلمها الناس ويعملوا بها، لا سيما في هذه الأيام، التي نسال الله سبحانه وتعالى أن يلطف فيها بنا وبالمسلمين جميعًا، وأن يدفع عنا البلاء وعن المسلمين، وأن يرفع العقوبة عن جميع عباده الموحدين.
أما هذه الأسباب التي بإذن المولى تدفع البلاء وترفع العقوبة، فهي كثيرة، ولكن يجمعها ويحيط بها تقوى الله سبحانه وتعالى، والتي هي فعل كل أمر مأمور به، وترك كل ما نهى الله عزّ وجل عنه وزجر
فهذه هي تقوى الله عز وجل، وهي كفيلة برد البلاء، ورفع العقوبة، وإيجاد المخارج من المضايق، وجلب اليسر بعد العسر، والفرج بعد الشدة، كما قال مولانا سبحانه وتعالى: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ). [سورة الطلاق، الآية: 2].
ومن هذه الأمور التي تدفع البلاء، وترفع العقوبة:
الدعاء: تلك العبادة التي غفل عنها كثير من الناس، في خضم هذه الاحداث الأليمة التي تمرّ بالأمة انصرف الناس عن الدعاء والتضرع والخضوع لله عز وجل، فترى الناس في مجالسهم غارقين في الأحاديث، وسرد الأحداث، وتتبع الأخبار/ وماذا قالت الجريدة، وماذا قال المذياع، وماذا أخبرت به الوكالة الفلانية، وماذا ظهر في التلفاز... إلى غير ذلك، وترى أحدهم مصغياً إلى الإذاعة بأذنيه، وشاخصاً إلى التلفاز بعينه طيلة ساعات ليله أو نهاره، فأين دعاء الله سبحانه وتعالى.
أيّها الأحباب:
إنّ الدعاء مقام عظيم، وشعيرة جليلة، وعبادة فاضلة، وهو من أفضل العبادات، ومن أعظم مقامات الألوهية، ومن أعظم ما يرفع البلاء والعقوبات بإذن الله سبحانه وتعالى، بل إن الله عز وجل أخبر إن الدعاء هو العبادة، لأنه ركنها الركين، وأساسها المتين، وقال سبحانه: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ). [سورة غافر، الآية: 60].
وقد سأل أعرابي الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أقريب ربنا فنناجيه، أم بعيد فنناديه؟! فسكت النبي صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إذا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ). [سورة البقرة، الآية: 186].
والدعاء - بإذن الله - كفيل برد العقوبة، ودفع البلاء إذا صدر من قلب مؤمن متقٍ خاشعٍ مخبتٍ لله عز وجل، ومن لسان متضرع، ومن كف صادق لله عز وجل.
أخرج الإمام أحمد في تفسير هذه الآية: (فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إذا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ). [سورة الأنعام، الآيات: 44]. عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا رأيت الله يُعْطِي العبدَ من الدنيا على مَعاصيه ما يُحِبُّ، فإنما هو اسْتِدْرَاج. ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إذا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ) . [سورة الأنعام، الآيات: 44].
وقال سبحانه وتعالى: (فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ). [سورة يونس، الآية: 98]. ذلك أن قوم يونس عليه السلام لما عصوا، وخرج نبيهم ذي النون مغاضباً، وترك قومه ووعدهم بالعقوبة بعد ثلاث ليالي، وقد علموا أنّه لا يكذب لأنه نبي من عند الله عزّ وجل، فخشوا العقوبة وأخذوا نساءهم وأطفالهم وأنعامهم وإبلهم وبقرهم وغنمهم، وجأروا إلى الله عز وجل ثلاثة أيام، وقيل: أربعين ليلة، ونادوا الله سبحانه وتعالى بأسمائه، واستغاثوا، وتابوا إلى الله عزّ وجل، فصرف الله سبحانه وتعالى عنهم العقوبة، وقد أوشكت أن تحل بهم.
والحاصل أنّ الدعاء بإذن الله نافع في رفع البلاء ودفع العقوبة إذا ما صدر من قلب مؤمن صادق لله عز وجل. ولقد كان نبيكم عليه الصلاة والسلام أفزعُ الناس إلى الدعاء، وخصوصاً إذا ألمت مصيبة أو نزلت نازلة، حتى أنه إذا رأى تغيّراً في أفق الجو لجأ إلى الله عز وجل بالدعاء، وجأر إلى الله سبحانه وتعالى بالتضرّع: (ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ). [سورة الأعراف، الآية: 55].
واسمعوا واقرأوا قصته صلى الله عليه وسلم عند غزوة الأحزاب، وفي بدر لما خرج لملاقاة المشركين، فقد بات ليلته والناس نائمون، بات ليلته كلها وهو يدعو الله عزّ وجل، وقد وعده الله عزّ وجل أن ينصره، ومع ذلك بات يدعو الله طيلة تلك الليلة، يدعو الله بقلب خاشع، وبكف ضارع يجأر إلى الله عز وجل، ويبكي ويتضرع، ويمرّغ وجهه بين يدي رب العالمين في ظلمات الليالي صلوات الله عليه، ففي الحديث "لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَهُمْ أَلْفٌ وَأَصْحَابُهُ ثَلَاثُ مِائَةٍ وَتِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا فَاسْتَقْبَلَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقِبْلَةَ ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي اللَّهُمَّ آتِ مَا وَعَدْتَنِي اللَّهُمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ لَا تُعْبَدْ فِي الْأَرْضِ فَمَا زَالَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ مَادًّا يَدَيْهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ فَأَلْقَاهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ ثُمَّ الْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ وَقَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ كَفَاكَ مُنَاشَدَتُكَ رَبَّكَ فَإِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ). [سورة الأنفال، الآية: 9]."
والقصص مشهورة ومعروفة، فحينما يلجأ العبد إلى ربّه وقت الشدة، يكشف الله عزّ وجل عنه ما يجد: (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إذا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ). [سورة النمل، الآية: 62].
أن المسلم في مثل هذه الأحوال، وفي مثل هذه الظروف عليه أن يلجا إلى الله بالدعاء والتضرع، فإن الله عز وجل يحب الملحّين من عباده في الدعاء. وفي الحديث: "إن الله يحب الملحّين في الدعاء" وفي الآخر: "من لم يسأل الله يغضب عليه".
وما أحسن ما قال الشاعر
لا تسألن بُني ابن ادم حاجة ** وسل الذي أبوابه لا تحجب
الله يغضب إن تركت سؤاله ** وبُنيّ آدم حين يُسأل يغضب
إنّ هناك شروطاً وآداب للدعاء، إذا رعاها العبد استجاب الله له، وإنما يحجب الله عز وجل دعوات كثير من الناس لأنهم فرطوا في هذه الآداب والشروط أو أكثرها.
فمن هذه الشروط التي ينبغي على العبد مراعاتها: أن يدعو بدعوة بر، فإن النبي صلى الله عليه وسلم اخبر أنّ الله سبحانه وتعالى لا يستجيب إلا دعوة البر، وأمّا دعوة الإثم وقطيعة الرحم فلا مكان لها في الإجابة.
وأمر آخر، وهو: أن يدعو الله عزّ وجل، فلا يدعو غيره، لأنّ الدعاء عبادة لا تكون إلا لله، وصرفها لغير الله - كائناً من كان – إنّما هو شرك بالله العظيم: (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ). [سورة الأحقاف الآية: 5].
والشرط الثالث لضمان الإجابة: أن يتخلّص العبد من الذنوب والمعاصي والسيئات، وان يتوب إلى الله توبة صادقة، فلا يليق أن يدعو الله عز وجل وكله سيئات ذنوب ومعاصي وآفات كبيرات وصغيرات، بل عليه قبل ذلك أن يتخلّص من كل ذنب، وان يقبل إلى الله بقلب طاهر أبيض قبل أن يمدّ يده إلى الله عزّ وجل.
جاء في بعض الآثار: "أن قوما من بني إسرائيل أصابتهم عقوبة، فخرجوا يدعون الله عز وجل، فأوحى الله عز وجل إلى نبيهم أن قل لهم إنكم خرجتم إلى الصعدات بأجساد نجسة، ورفعتم أكفاً طالما سفكتم بها الدماء، وملأتم بيوتكم وبطونكم من الحرام، ألان بعد ما اشتد عليكم غضبي لم تزدادوا مني إلا بعداً".
فقبل أن يجأر العبد إلى الله بالدعاء فعليه أن يتفقّد نفسه، وأن يتوب من كل ذنب صغيراً كان أم كبيراً.
الأمر الرابع: أن يحرص العبد على أن يطيب مطعمه، فلا يأكل إلا طيباً، فان أكل الحرام والمشتبه من أعظم ما يمنع ويحجب الدعاء، والعياذ بالله.
وهذه من آفات الناس اليوم... ؟!.
ولما جاءه سعد بن أبي وقاص، وقال: "يا رسول الله، ادعُ الله أن يجعلني مجاب الدعوة. قال: يا سعد، أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة".
فأطاب سعد مطعمه، فكان بعد ذلك لا يدعو دعوة إلا استجاب الله عز وجل عنه
وجاء في الحديث الآخر الذي أخرجه مسلم وغيره أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: "أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ). [سورة المؤمنون، الآية: 51] وَقَالَ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ). [سورة البقرة، الآية: 172].
ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ، يَا رَبِّ. وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ".
وقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث قصة سعد: "والذي نفس محمد بيده، إن العبد ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يتقبل منه عمل أربعين يوماً، وأيّما عبد نبت لحمه من السحت، والربا فالنار أولى به".
ومن الشروط أن تكون الأمة آمرة بالمعروف ناهية عن المنكر، تأخذ على يد السفيه وتأطره على الحق أطراً، وتردعه ردعاً، وتقصره قصراً.
فإن الأمة إذا تركت هذا الأمر عاقبها الله بعقوبة أعظمها أن يسد الله عزّ وجل بابه عنهم، وان يمنع قبول دعوتهم، كما جاء في الحديث الصحيح: "لتأمرن بالمعروف ولتنهونّ عن المنكر، أو ليسلطن الله عليكم شراركم، ثم يدعوا خياركم فلا يستجاب لهم".
ومن آداب الدعاء - أيها الأحباب - أن يدعو المؤمن بقلب صادق خاشع حاضر، وان لا يدعوا بقلب ساهٍ لاهٍ، وان يدعو وهو موقن بالإجابة، كما جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ادعوا الله وانتم موقنون بالإجابة، واعلموا أنّ الله لا يستجيب الدعاء من قلب غافل لاه".
ومن آدابه: أن يصدق العبد اللجأ والاضطرار إليه سبحانه، لأنّ الله عز وجل يستجيب دعوة المضطر ولو كان كافراً كما قال العلماء، وهو فهم منتزع من قوله عز وجل: (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إذا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ). [سورة النمل، الآية: 62].
وقال عز وجل عن المشركين: (فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ). [سورة العنكبوت، الآية: 65]. وغير ذلك من الآيات، وهي كثيرة معروفة.
والدعاء أمر يعترف به الكفار الملاحدة، فقد عرفوا جدواه، واعترفوا بجدواه وأثره قبل المسلمين،
فينبغي على العبد أن يصدق اللجأ والطلب إلى الله عز وجل، حتى يستجيب الله عز وجل له.
ومن آداب الدعاء: ألا يستعجل العبد الإجابة أو يقول دعوت ودعوت فلم أره يستجب لي. قال الرسول صلى الله عليه وسام في الحديث المتفق عليه: "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، قالوا: يا رسول الله، وكيف يعجل؟! قال: يقول: دعوت، ودعوت، فلم يستجب لي فيستحسر عند ذلك، ويدع المسالة".
ومن الآداب - أيها الأحباب - أنّ يستفتح العبد الدعاء بالثناء على الله عزّ وجل، ويختمه بالصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم.
وهكذا علّمنا الله عز وجل في صورة الفاتحة، فأوّلها ثناء على الله تعالى، وآخرها دعاء لله عز وجل، وغير ذلك.
وكذلك سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي قوله صلى الله عليه وسلم: "يا حي يا قيوم بك استغيث".
وجاء رجل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلى وانصرف ولم يصل عليه صلى الله عليه وسلم، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: "عجل هذا، ثم دعاه، فقال له: يا هذا، إذا دعوت فأثني على الله في أوله وصلي على رسول الله في آخره".
وأخبر الرسول صلى الله صلى الله عليه أنّ الدعاء يكون معلقاً بين السماوات والأرض حتى يصلي صاحبه على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والحاصل - أيها الأحباب – أنّ العبد ينبغي أن يفزع إلى الله في الدعاء، لا سيما في هذه الأوقات العصيبة، أقول ما تسمعون، واستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية في الأسفل