0 تصويتات
في تصنيف دينية بواسطة (1.1مليون نقاط)

خطبة بعنوان استقبال رمضان مختصرة 1444 

خطبة الجمعة حول كيفية استقبال رمضان المبارك مختصرة 2023 

استقبال رمضان مختصرة ملتقى الخطباء 

موقع النابض دوت كوم يقدم لكم أعزائي الزوار خطبة الجمعة بعنوان استقبال رمضان مختصرة وهي كالتالي 

الخطبة الأولى ( استقبال رمضان مختصرة )

الحمد لله رب العالمين .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

أما بعد أيها المسلمون

يقول الله تعالى في محكم آياته :(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (183) البقرة .

إخوة الإسلام

تستقبل الأمة الإسلامية بعد أيام قلائل ضيفاً عزيزا ،ووافداً كريما ،تتشوّف القلوب إلى مجيئه ،وتتطلع النفوس إلى قدومه ؛إنه ضيفٌ حبيبٌ على قلوب المؤمنين ،عزيزٌ على نفوسهم ، يتباشرون بمقدمه ،ويهنئ بعضهم بعضا بحلوله، لما فيه من خير وبركة؛ ومغفرة وإحسان ،إنه شهر رمضان ،شهر الخيرات والبركات ،شهر الطاعات والقربات ،شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن ،شهر الذكر والاستغفار والدعاء والمناجاة ،شهر الجود والسخاء ،والعطاء والإحسان ،شهرٌ تعددت خيراته ،وتنوعت بركاته ،وعظمت مقاماته ،فقد خصه الله تعالى بميزات وخصائص عظيمة ،ومناقب متعددة، تميزه عن سائر الشهور، لذلك فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بمقدمه ،ويبين لهم خصائصه وفضائله ،ويَحثَّهم على الجد والاجتهاد فيه، بطاعة الله تعالى ،والتقرب إليه بما يرضيه ، ففي مسند الإمام أحمد :(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ لَمَّا حَضَرَ رَمَضَانُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «قَدْ جَاءَكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ فِيهِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ»، وفي سنن الترمذي وغيره :(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ وَيُنَادِى مُنَادٍ يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ» ،وينصح الرسول صلى الله عليه وسلم الصائمين من أمته فيقول لهم كما في صحيح البخاري: (وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ ، فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ ، أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ) ،فالصائم ينبغي أن يكون هادئ النفس، حسن الخلق، يضع نصب عينه أنَّ الصيام جُنَّة ووقاية له من الآثم، وجُنَّة ووقاية له من سوء الخلق، وجُنَّة له مِن المعاصي، وجُنَّة له من فحش القول، وجُنَّة له من قول الزور والعمل به، ولا يكون استقبال شهر رمضان بجمْع صنوف وأنواع المطاعم والمشروبات والمأكولات ؛ ولكن استقبال شهر رمضان يكون بالتهيّؤ للطاعات ، واستعدادا للعبادة ، وإقبالا صادقا على الله جلّ وعلا ، وتوبة نصوحا من كل ذنب وخطيئة ،فموسم رمضان فرصةٌ للإقبال على الله ،والتوبة من الذنوب، يقول صلى الله عليه وسلم :«كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ » رواه ابن ماجه ؛ فالذنوب كثيرة ،والتقصير حاصل ،وأمامنا موسمٌ عظيم للتوبة إلى الله جلّ وعلا ،فلا نضيع هذه الفرصة ،فإذا لم تتحرك النفوس في هذا الموسم الكريم للتوبة إلى الله ،والندم على فعل الذنوب ،فمتى تتحرك !، ولهذا صحَّ في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ » رواه الترمذي ، وذلك لأنه موسم عظيم للتوبة ؛ تتحرك فيه القلوب إلى الله بالتوبة والإنابة إليه ،والإقبال على طاعته جلّ وعلا ،ومما يُستقبل به هذا الشّهر الكريم الدعاء الصادق ،والالتجاء إليه سبحانه بأن يعين العبد على طاعة الله في هذا الشهر الفَضِيل ،فالعبد لا قدرة له على القيام بالطاعة وتحقيق العبادة والإتيان بها على وجهها إلا إذا أعانه الله ،فـ « لَوْلَا اللَّهُ مَا اهْتَدَيْنَا وَلَا صُمْنَا وَلَا صَلَّيْنَا »؛ ولهذا فعلى المؤمنين أن يُقْبِلوا على الله جلّ وعلا داعين ومؤمِّلين وراجين ومخبتين ،يرجون رحمته ،ويطلبون مدده وعونه ،بأن ييسر لهم صيام رمضان ،وأن يعينهم على قيامه ،وأن يكتب لهم الخير والبركة فيه ، وأن يجعلهم من عتقائه من النار ،

أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم

الخطبة الثانية ( في رحاب شهر رمضان )

الحمد لله رب العالمين .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

أما بعد أيها المسلمون

وعلى المسلم أن يستقبل شهر رمضان بالحَمْد والشُّكر لله -سبحانه وتعالى، أن أطال في عمره وبلغه رمضان، إذ إنّ بلوغ شهر رمضان وصيامه من أعظم النِّعم التي مَنّ الله تعالى بها على عباده؛ ولذلك ينبغي للعبد الإكثار من حَمْد الله، وشُكره، ففي مسند أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ كَانَ رَجُلاَنِ مِنْ بَلِىٍّ مِنْ قُضَاعَةَ أَسْلَمَا مَعَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- وَاسْتُشْهِدَ أَحَدُهُمَا وَأُخِّرَ الآخَرُ سَنَةً. قَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ فَأُرِيتُ الْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ الْمُؤَخَّرَ مِنْهُمَا أُدْخِلَ قَبْلَ الشَّهِيدِ فَعَجِبْتُ لِذَلِكَ فَأَصْبَحْتُ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَوْ ذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «أَلَيْسَ قَدْ صَامَ بَعْدَهُ رَمَضَانَ وَصَلَّى سِتَّةَ آلاَفِ رَكْعَةٍ أَوْ كَذَا وَكَذَا رَكْعَةً صَلاَةَ السَّنَةِ»، وعلى المسلم أن يستقبل شهر رمضان بإخلاص النيّة لله -سبحانه وتعالى-: فلا بُدّ من تبييت النيّة، وعَقْد العزم على الصوم قبل الفجر ،واستغلال الأوقات المُباركة بالتزام الطاعات، واجتناب المعاصي والسيّئات ، وتطهير القلوب، والتوبة الصادقة ،لا سيّما أنّ الله -سبحانه وتعالى- يجزي العبد على نيّته؛ إذ رُوي عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، أنّه قال: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى). وعلى المسلم أن يستقبل شهر رمضان بتعلُّم أحكام الصيام: فقد ذهب أهل العلم إلى وجوب تعلُّم أحكام الصيام على كلّ مَن وجب عليه الصيام؛ إذ إنّ الجهل بأحكام الصيام، وآدابه، وشروطه من الأسباب التي قد تحرم المسلم من الأجر والثواب، ولَرُبّما صام من لديه عُذرٌ شرعيٌّ يُوجب إفطاره، ولرُبَّما صام العبد ولم يَنل من صيامه إلّا الجوع والعطش؛ لجَهله بأحكام الصيام.

الدعاء الختامي لخطبة الجمعة على مربع الاجابة اسفل الصفحة 

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (1.1مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
**وصايا في استقبال شهر رمضان**

**إِنَّ الحَمدَ للهِ، نَحمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أَنفُسِنا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَه، وَمَنْ يُضلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَمَ تسلِيماً كَثِيراً. أمّا بعد،**

**عِبادَ الله: اتقُوا اللهَ تعالى، واعْلَمُوا أَنَّ التَذَكُّرَ والاعْتِبارَ سِمَةٌ مِن سِماتِ المؤمنين الصادِقِين، أَصْحابِ القُلُوبِ الحَيَّةِ، وهو مِن أَسبابِ فَلاحِ العبدِ وسَعادَتِهِ وانْتِفاعِه، ومِن صِفاتِ أَصحابِ العُقُولِ الراجِحةِ والفِطَرِ السَّلِيمَةِ والنُّفُوسِ المُقْبِلَةِ على الله. قال تعالى: ( وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُوا الأَلْبابِ )، وقال تعالى: ( وَما يَتَذَكَّرُ إلاَّ مَن يُنِيب ).**

**فَهُم يَعْتَبِرُون عِنْدَما يَرَون أَو يَسْمَعُون بِعُقُوباتِ المُخالِفِين لِأَمْرِ اللهِ ويَتَّعِظُون بِذلك. ويَعْتَبِرُون عِنْدَما يَرَون المَوْتَى، أَو يَمُرُّون بِالمَقابِرِ، فَيُحْدِثُ ذلك لَهُم تَوْبَةً وإِنابَةً. ويَعْتَبِرُون عِنْدَما يَدْخُلُون المُسْتَشْفَياتِ ويَرَون إِخوانَهُم المَرْضَى فَيَزْدادُ شُكْرُهُم عَلَى نِعمةِ الصِّحَّةِ. وأَنواعُ الاعتِبارِ يا عِبادَ اللهِ كثيرة. ومِن هذه الأَنواعِ: الاعْتِبارُ بِمُرُورِ الأيَّامِ وسُرعَةِ انْقِضائِها، وأَعْنِي بِذلك: الاِعتِبارَ الذي يَحْمِلُ العَبْدَ على محاسبةِ النَّفْسِ والاستِعدادِ للمَعاد، وإلا فسُرْعَةُ مُرُورِ الأيامِ يُدْرِكُها الناسُ كُلُّهُم، بَرُّهُم وفاجِرُهم، مُؤمنُهُم وكافِرُهُم.**

**فالاعْتِبارُ بِسُرعَةِ مُرُورِ الأَيَّامِ يُذَكِّرُ المؤمنين بِأُمُور:**

**أَوَلُها: هَوانُ الدنيا وأَنَها لا تَدُومُ لِأَحَد.**

**الثاني: القُرْبُ مِن الآخِرة، لِأَنَّ عُمُرَ الإنسانِ مَحْدُود، وكُلَّما تَقَدَّمَت بِه الأيامُ، ذَهَبَ جُزءٌ مِن عُمُرِه واقْتَرَبَ مِن الآخِرَة.**

**الثالث: الحِرْصُ على اسْتِغْلالِ العُمُرِ قبلَ الفَوات.**

**الرابع: الصبرُ على المَصائِبِ والأقدارِ المُرَةِ المُؤْلِمَة، فإن سُرْعَةَ مُرُورِ الأيامِ وانْقِضائِها، تُذَكِّرُ العبدَ المُصابَ بِأَنَّ مَرارةَ المُصيبَةِ مَرارةٌ مُنْقَطِعَةٌ لا تَدُوم، وتَعْقُبُها بَعد المَوتِ حلاوةٌ دائِمةٌ إذا صَبَرَ العبدُ واحتَسَب.**

**أيها المؤمنون: اعتَبِرُوا بِمُرُورِ الأيامِ واجعلُوا ذلك سَبباً لاجْتِهادِكُم، ومُحَفِّزًا لِمحاسبَةِ النفْسِ, والاقبالِ على الله، وتَذَكُّرِ المَوتِ والبَعْثِ والحساب، خُصُوصًا وأَنَّنا نَشْعُرُ بِتَقارُبِ الزمان وسُرْعةِ الأيام، مِصْداقًا لِقَولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: ( لا تقومُ الساعةُ حتى يتقاربَ الزمانُ فَتكونَ السنةُ كالشهرِ، ويكونَ الشهرُ كالجُمُعةِ، وتكونَ الجُمُعَةُ كاليوم، ويكونَ اليومُ كالساعةِ، وتكونَ الساعةُ كإضرامِ النارِ أو كإِحراقِ سَعْفَة ).**

**جُمْعَتُنا هذه: آخِرُ جمعةٍ مِن شعبان، نَسْتَقبلُ بَعدها شهرَ رمضان، الذي نسالُ اللهَ أن يُبَلِّغُنا إيَّاه، وأنْ يَجْعَلَنا مِمَّن يَصومُه ويَقومُه إيمانًا واحتِسابا. وطُولُ العُمُرِ إذا لم يَكُن على طاعَةِ الله، فإنَّه وبالٌ على صاحِبِه، لأن العَبْدَ سَيُسْأَلُ عَن عُمُرِه فيما أفناه. وخَيْرُ المؤمنين مَن طال عُمُرُه وحَسُنَ عملُه.**

**وإِدراكُ شهرِ رمضان نِعمةٌ عظيمةٌ، فاعْرِفُوا قَدْرَ هذه النعمة، واستقبِلُوا شَهْرَكُم بِما يَليقُ به، وإيَّاكُم والغفلَةَ والتفريطَ، فإن إدراكَ رمضانَ مِن الفُرَصِ التي لا تُعَوَّض.**

**فاسْتَقْبِلُوه بالفَرَحِ، فإن المؤمنَ يفرحُ بِفَضلِ الله، وعَلَيْكُم بِتَقْوَى اللهِ، وإخلاصِ العَمَلِ لله، فإن اللهَ تعالى لا يَقْبَلُ من العملِ إلا ما كان له خالِصًا وابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُه. فاسْتَقْبِلُوه بالتَّوبَةِ النَّصُوحِ والعزيمةِ على إِصلاحِ الحال، والتَّخَلُّصِ مِن حُقُوقِ العبادِ، وكذلك بالتَّفَقُّهِ في أَحْكامِ الصيامِ والقِيام، فإن العَمَلَ إذا لَم يَكُن على السُّنَّةِ فإنه مَرْدُودٌ على صاحِبِه، لِقَوْلِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: ( مَن عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنا فَهو رَدّ ). خُصُوصًا وأَن التَّفَقُّهَ في أَحكامِ الصَّوْمِ سَهْلٌ ويَسير، لا سِيَّما في هذا الزمان الذي تَوَفَّرَت فيه جمِيعُ سُبُلِ العِلْمِ مِن مَقْرُوءٍ ومَسْمُوعٍ ومَرْئِي.**

**باركَ اللهُ لِي وَلَكُم فِي القُرآنِ الْعَظِيم، وَنَفَعنِي وَإِيّاكُمْ بِمَا فِيِه مِنْ الآيَاتِ وَالذّكرِ الْحَكِيم، أَقُولُ مَا تَسْمَعُون وَاسْتَغْفُرُ اللهَ لِي وَلَكُم وَلِسَائرِ الْمُسْلِمِين مِنْ كُلِّ ذَنبٍ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم.**

**الخطبة الثانية**

**الْحَمْدُ للهِ عَلى إِحسانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوفِيقِهِ وَامتِنَانِهِ، وَأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ تَعْظِيماً لِشَأَنِهِ، وَأشهدُ أنَّ مُحمّداً عَبدُهُ وَرسولُهُ، صلى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسلمَ تسليماً كثيراً . أَمّا بَعدُ**

**أيها الناس: مَن كان علَيْه أَيَّامٌ مِن رمضانِ الماضي، فَلْيَتَّقِ اللهَ ولْيَقْضِها قَبْلَ دُخُولِ شَهْرِ رَمَضان، حتى لو كان آخِرَ يَوْمٍ مِن شعبان، فإِنه لا يَجُوزُ التأخِيرُ في ذلك إلا مِن عُذْر.**

**ثُمَّ اعْلَمُوا يا عِبادَ اللهِ: أَنَّ العِنايَةَ بالأعمالِ الصالحةِ, والإكثارَ مِنها، مِن سِماتِ المؤمِنين في رمضانَ وَغَيْرِهِ مِن مَواسِمِ الخَيْر، ولكن لابُدَّ أَنْ نَعْلَمَ بأَنَّ أَوَّلَ ما يَجِبُ عَلَينا هو العِنايَةُ بِالواجِباتِ أَوَّلاً، وتَركُ المُحَرَّماتِ، لِأَن هذا ما نُطالَبُ بِهِ في الآخِرَة، كالمُحافَظَةِ على الصلاةِ مَعَ الجماعَةِ، وبِرِّ الوالِدَين، وصِلَةِ الرَّحِمِ، وتَرْكِ الغِيبَةِ والكَذِبِ وأَكْلِ الحَرام، لِأَنَّ الواجِبَ مُقَدَّمٌ على المُسْتَحَبِّ في كُلِّ زَمان، كما قال اللهُ في الحديثِ القُدْسِيّ: ( وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ ). ويَنْبَغِي لِإِمامِ المَسْجِدِ والمُؤَذِّنِ أَنْ يَتَذَكَّرا ذلك، لِأَنَّهُما مِن أَكْثَرِ الناسِ مَسْئُولِيَّةً في رَمضان. فالمُؤَذِّنُونَ أُمَناءُ المُسْلِمين على صَلاتِهِم وسُحُورِهِم، فلا يَجُوزُ لَهُم أَنْ يَتَهاوَنُوا في الوَقْتِ خُصُوصاً الفَجْرَ والمَغْرِبَ. وهكذا أَئِمَّةُ المَساجِدِ، فَإنَّ أمانَتَهُم عَظِيمَةٌ، ومَسْئُولِيَّتَهم كَبيرة، فَهُم قُدْوَةٌ للناسِ في أَداءِ الصلاة، ومُطالَبُونَ بالانْضِباطِ والحُضُورِ وعَدَمِ التَّغَيُّبِ في رَمَضانَ وغَيْرِه. وفي رَمَضانَ تَتَأَكَّدُ المَسْئُولِيَّةُ عَلَيِهِم، فَلا يَجُوزُ لِإِمامِ المَسْجِدِ في رَمَضانَ، أَنْ يَذْهَبَ إلى مَكَّةَ لَأَداءِ العُمْرَةِ ويَتْرُكُ جَماعَتَه، لِأَنَّ العُمْرَةَ في رَمَضانَ مُسْتَحَبَّةٌ، وأَما إِمامَتُه لِجَماعَتِه فَواجِبَة، يَأْثَمُ في تَرْكِها ولو كانَ يَوماً واحِداً.**

**اللهم بَلِّغْنا رَمضان، اللهم بَلِّغْنا رَمضان، اللهم بَلِّغْنا رَمضان، اللهم اجعلنا ممن يصومه ويقومه إيمانا واحتسابا، واجعلنا فيه من عتقائك من النار، اللهم وفقنا فيه للعمل الصالح ولا تجعلنا من الخاسرين، اللهم اجعلنا من المقبولين الفائزين، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والعصيان واجعلنا من الراشدين. اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، اللهم أصلح أحوال المسلمين حكاماً ومحكومين، اللهم أنزل على المسلمين رحمةً عامة وهداية عامةً يا ذا الجلال والإكرام**

اسئلة متعلقة

0 تصويتات
1 إجابة
0 تصويتات
1 إجابة
مرحبًا بكم إلى موقع النابض دوت كوم ، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...