تحضير درس الشعور واللاشعور في مادة الفلسفة للسنة الثالثة ثانوي
#تحضير درس الشعور واللاشعور في مادة الفلسفة للسنة الثالثة ثانوي
أهلاً بكم طلاب وطالبات في موقع النابض alnabth بمعلوماته الصحيحة نقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه كما نقدم لكم الأن أعزائي طلاب وطالبات العلم من من الدروس المقترحة والمتوقعة لهذا العام تحضير وتحليل وملخصات شرح وحل أسئلة الاختبارات والواجب المدرسي ونماذج الامتحان ومنهجية الاجابة وكما عودناكم أعزائي الطلاب والطالبات أن نقدم لكم إجابة السؤال القائل ___تحضير درس الشعور واللاشعور في مادة الفلسفة للسنة الثالثة ثانوي
وتكون اجابتة الصحية
تحضير درس الشعور واللاشعور في مادة الفلسفة للسنة الثالثة ثانوي
تـمـهـيـد:
كـلّ فـرد مـن أفـراد الإنـسـان يـتـمـتـع بـالـقـدرة عـلـى مـعـرفـة مـايـجـري فـي داخـلـه مـن حـوادث وحـالات نـفـسـيـة فـأنـت مـثـلا تـغـضـب وتـعـرف أنـك غـاضـب، وتـحـزن، وتـعـرف أنـك حـزيـن، وتـدفـعـك مـواقـف مـعـيـنـة إلـى تـذكـر مـاضـيـك، وتـتـعـرف فـي نـفـس الـوقـت أنـك فـي حـالـة تـذكـر، وهـكـذا مـع بـقـيـة الـحـالات الأخـرى وإذا رأيـت شـيـئـا مـا خـارج ذاتـك كـمـنـزل أو شـجـرة فـإنـك تـكـون لـه فـي ذهـنـك صـورة وتـسـتـطـيـع الـتّـعـرف إلـى هـذه الـصـورة حـتـى فـي غـيـاب الـشـيـئ الـذي تـشـيـر إلـيـه تـلـك الـصـورة.
وهـكـذا فـالإنـسـان مـنـا يـتـعـرف مـن جـهـة إلـى أشـيـاء وأحـداث مـوضـوعـيـة خـارجـيـة، ويـتـعـرف مـن جـهـة أخـرى إلـى أحـوال نـفـسـيـة داخـلـيـة، كـالـحـزن والـفـرح والـتـذكـر والـتـصـور... وهـذا الـتـعـرف الـثـانـي هـو الـذي نـسـمـيـه ( شـعـورا ) ولـذلـك نـسـتـطـيـع أن نـقـول أن الـشـعـور يـكـون ذاتـيـا ويـشـيـر إلـى الاطـلاع عـلـى الـحـالات الـنـفـسـيـة مـن تـذكـر وإدراك وانـفـعـالات...
ويـكـون مـوضـوعـيـا ويـشـيـر إلـى الاطـلاع عـلـى صـور الأشـيـاء الـخـارجـيـة لا إلـى الأشـيـاء ذاتـهـا كـمـعـرفـتـي لـصـورة الـشـجـرة أو صـورة الـمـنـزل فـي غـيـابـهـمـا عـن عـيـنـي.
1 - ضـبـط تـصـوّر الـشـعـور :
مـن الـتـمـهـيـد الـسـابـق نـسـتـطـيـع أن نـسـتـنـتـج أن الـشـعـور كـلـمـة تـطـلـق عـلـى : " مـجـمـوعـة الـعـمـلـيـات الـعـقـلـيـة أو الـحـالات الـنـفـسـيـة الـتـي يـعـيـهـا الـفـرد ويـسـتـطـيـع اسـتـرجـاعـهـا فـي لـحـظـة مـا " أو هـو :
" إدراك المرء لـداته أولأحوالـه وأفـعـالـه إدراكًـا مـبـاشـرًا وهـو أسـاس كـل معـرفة "
ويـجـب أن تـنـتـبـه إلـى أن الـشـعـور لايـخـتـلـف عـن الـحـالات الـشـعـوريـة مـثـل الـعـيـن الـتـي تـخـتـلـف مـثـلا عـن الـنـظـراء أو الأذن الـتـي تـخـتـلـف عـن الـسـمـع. فـالـشـعـور لا يـخـتـلـف عـن حـالاتـه الـشـعـوريـة بـل هـو مـجـمـوع فـالـفـرح شـعـور، والـغـضـب شـعـور...
1 1- خـصـائـص الـشـعـور:
لكـي تـفـهـم الـشـعـور أكـثـر أدرس خـصـائـصـه جـيّـدا وهـي :
أ - الـشـعـور شـخـصـي :
لـيـس هـنـاك شـعـور مـطـلـق مـسـتـقـل عـن الـذات الـشـاعـرة، بـل هـو مـلازم لـهـا ولايـمـكـن الاطـلاع عـلـيـه إلاّ مـن طـرف صـاحـبـه، فـأنـا وحـدي، الـقـادر عـلـى مـعـرفـة مـا يـجـرى فـي نـفـسـي، مـن حـالات وحـوادث لا يـمـكـن لـغـيـري أن يـطـلـع عـلـيـهـا إلاّ إذا أعـلـمـتـه أنـا بـهـا، إذن فـأحـوالـي الـنـفـسـيـة شـخـصـيـة خـاصـة بـي ومـلازمـة لـذاتـي، الـشـاعـرة. ولـذلـك قـيـل : " الـشـعـور هـو دائـمـا شـعـور شـخـص مـعـيـن، أحـوالـه مـتـضـامـنــة وأجـزاؤه مـتـكـامـلـة فـي كـل هـو الأنـا الـشـخـصـي ".
ب - الـشـعـور اصـطـفـائـي :
إنـنـا لانـأخـذ مـن الـعـالـم الـمـحـيـط بـنـا كـل مـا يـطـرحـه هـذا الـعـالـم مـن مـواقـف وأشـيـاء وحـوادث بـل نـخـتـار دائـمـا مـانـحـتـاج إلـيـه ويـتـمـاشـى مـع مـيـولـنـا واهـتـمـامـاتـنـا. فـالـفـلاح والـطـبـيـب والـمـعـلـم والـفـنـان والـعـالـم إذا لاحـظـوا مـوقـفـا مـّـا لا يـدركـونـه بـنـفـس الـكـيـفـيـة او اذا رأوا شـيـئـا مّـا لايـدركـونـه نـفـس الإدراك، فـمـا يـراه الـفـنـان فـي الـشـجـرة لايـراه الـحـطـاب ولا الـنـجـار، ومـا يـراه الـحـطـاب أو الـنـجـار أو الـفـنـان لا يـراه عـابـر الـسـبـيـل فـي الـحـرّ الـشـديـد. وهـكـذا فـالـشـعـور يـنـتـقـي، ويـتـجـلّـى فـي الـعـمـلـيـات الـذهـنـيـة الـعـلـيـا. وهـذا الانـتـقـاء هـو مصدر اختلاف الـناس فـي تـسـجـيـل انـطـبـاعـاتـهـم عـن الأشـيـاء والأشخاص.
جـ - الـشـعـور مـتـغـيـر :
إن الـشـعـور دائـم الـتـغـيـر، فـي كـل لـحـظـة غـيـره فـي الـلـحـظـة الـسـابـقـة، ولـذلـك تـجـد أحـكـامـنـا تـخـتـلـف حـسـب الـظروف الـمـحـيـطـة بـنـا، وأحـوالـنـا تـنـتـقـل مـن الـحـزن إلـى الـسـرور إلـى الـغـضـب إلـى الـشـك...
د - الـشـعـور مـتـصـل وواحـد :
ان تـغـيـر الـحـالات الـشـعـوريـة لا تـعـنـي ان الـشـعـور مـركـب مـن وحـدات مـنـفـصـلـة بـل هـو بـمـثـابـة سـلسـلـة مـتـصـلـة الـحـلـقـات، يـقـول ولـيـم جـيـمـس " الـشـعـور تـيـار مـتـواصـل ومـتـدفـق، بـاسـتـمـرار حـالاتـه الـسـابـقـة تـؤثـر فـي حـالاتـه الـحـاضـرة واتـصـال الـشـعـور مـتـواصـل حـتـى فـي حـالات الـنـوم بـدلـيـل أن الـنـائـم يـحـلـم ويـفـكـر فـي انـشـغـالاتـه ويـسـمـع مـن يـنـادونـه...
2 - درجـات الـشـعـور :
الـشـعـور بـنـوعـيـه أي، ( الـشـعـور بـالـمـوضـوع والـشـعـور بـالـذات ) لـيـس علـى درجـة واحـدة مـن الـوضـوح والـقـوة بـل هـو درجـات ثـلاث هـي :
أ - الـشـعـور الـتـأمـلّـي :
ويـشـاربـه إلـى ذلـك الـشـعـور الـمـصـحـوب بـالـتـأمـل فـيـمـا تـنـطـوي عـلـيـه الـنـفـس مـن مـشـاعـر ورغـبـات وأفـكـار بـقـصـد إدراكـهـا بـوضـوح، فـهـو شـعـور مـصـحـوب بـالانـتـبـاه الـشـديـد لـلـمـوضـوع الـمـشـعـور بـه مـثـل شـعـور الـطـالـب بـمـوضـوع الامـتـحـان أثـنـاء الامـتـحـان، نـجـده يـراقـب أفـكـاره ويـرتـبـهـا ويـصـوغـهـا صـيـاغـة واعـيـة مـمـيـزا فـي ذلـك بـيـن ذاتـه الـمـفـكـرة وأحـوالـه الـشـعـوريـة الـتـي تـكـون مـادة تـفـكـيـره.
ب - هـامـش الـشـعـور :
ويـشـار بـه إلـى شـعـورنـا بـالـمـوضـوعـات الـتـي يـكـون انـتـبـاهـنـا إلـيـهـا أقـل درجـة مـن الـوضـوح والـدقـة. فـالـحـالات الـنـفـسـيـة هـنـا تـظـهـر فـي الـشـعـور مـن غـيـر انـتـبـاه إلـيـهـا ولا اهـتـمـام بـهـا مـثـل شـعـور الـطـالـب يـوم الامـتـحـان بـحـركـات الأسـاتـذة الـحـراس وتـنـقـلاتـهـم أثـنـاء تـركـيـزه عـلـى الإجـابـة.
جـ - مـا تـحـت الـشـعـور :
ويـشـار بـه إلـى الـمـوضـوعـات الـتـي لا تـدخـل الـشـعـور بـشـكـل مبـاشـر، مـثـل تـلـك الـحـالات الـتـي تـنـتـابـنـا بـيـن الـيـقـضـة والنـوم.
اسـتـنـتاج :
إن الـشـعـور إذن لـيـس عـلـى درجـة واحـدة مـن الـوضـوح والـقـوة، بـل هـو يـخـتـلـف بـاخـتـلاف حـالاتـنـا الـنـفـسـيـة ودرجـة اهـتـمـامـنـا بـالـمـوضـوعـات والأشـيـاء والـمـواقـف. ونـلاحـظ هـنـا أن لـلـشـعـور ثـلاث مـكـونـات أو عـنـاصـر أسـاسـيـة هـي : الإدراك أو الـمـعـرفـة كـإدراكـنـا بـجـمـال لـوحـة فـنـيـة مـثـلا :
الـوجـدان : وهـو إحـسـاسـنـا بـالارتـيـاح نـتـيـجـة إدراكـنـا لـذلـك الـجـمـال.
وأخـيـرًا الـنـزوع : وهـو رغـبـتـنـا فـي اقـتـنـاء تـلـك الـلـوحـة وشـرائـهـا.
الـنـفـسـيـة هـو غـيـر مـوجـود بـالـنـسـبـة إلـيـنـا.
لـكـن الـواقـع يـبّـيـن أن الـشـعـور لايـصـاحـب كـل الأفـعـال الـصـادرة عـنـا فهـو يـتـجـلـى تـبـعـًا لـقـانـون الـعـوائـق والـصـعـوبـات وقـانـون الاهـتـمـام.
هـذا ونـلاحـظ مـن جـهـة أخـرى أن الـقـول بـأن الـشـعـور يـسـاوي الـنـفـس يـجـعـل مـن الـصـعـب تـمـامـا تـفـسـيـر تـلـك الـتـصـرفـات الـتـي نـقـوم بـهـا ولانـعـرف لـهـا أسـبـابـا مـثـل : الـنّـسـيـان، الأحـلام، الـكـره، الـحـب، بـدون أسـبـاب مـعـقـولـة... وهـكـذا يـبـدو أن بـعـض أفـعـالـنـا شـعـوريـة وبـعـضـهـا لاشـعـور.