تحضير ملخص درس الوعي واللاوعي
.
ملخص درس الوعي واللاوعي
مرحباً طلاب وطالبات العلم في موقع النابض دوت كوم يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم إجابة السؤال التالي... تحضير ملخص درس الوعي واللاوعي
الإجابة الصحيحة والنموذجية هي
.
1ـ ملخص درس الوعي واللاوعي .
إذا كانت الفلسفة الكلاسيكية قد اعتبرت الإنسان واعيا بالدرجة الأولى ، فإنها قد أغفلت الجوانب اللاواعية في الإنسان ، وهو ما سيتم الانتباه إليه في الفلسفة والعلوم الإنسانية المعاصرة. وفي هدا السياق ، عمل المحلل النفسي والفيلسوف سيغموند فرويد على الدفاع عن فرضية اللاشعور كفرضية ضرورية ومشروعة. هكذا اعتبر أن هناك الكثير من أفعال الإنسان وأفكاره لا يمكن تفسيرها انطلاقا من الوعي، بل هي صادرة عن دوافع لاواعية. ويدل اللاوعي على ذلك الجانب العميق والخفي في الجهاز النفسي، والذي يحتوي على دوافع ورغبات غريزية ومكبوتة التي تقف وراء معظم أفعال الإنسان وإبداعاته الفكرية والفنية. وتجد تلك الدوافع اللاواعية تجليات لها في عدة مظاهر لا يمكننا تفسير وفهم الكثير منها ، من بينها الإبداعات الأدبية والفنية وفلتات اللسان وزلات القلم والهفوات والأحلام ... كأشكال تعبيرية تتيح لتلك الدوافع اللاواعية والرغبات العميقة أن تطفو إلى السطح وتعبر عن نفسها بكل حرية. إن فرويد يمنح الأسبقية للاشعور أو اللاوعي في تفسير الأنشطة الصادرة عن الجهاز النفسي . ويتكون الجهاز النفسي حسب فرويد من الهو والأنا والأنا الأعلى. فالهو هو أصل الجهاز النفسي، ويتمركز الهو حول مبدأ اللذة أو ما يصطلح فرويد على تسميته بنزعة الليبيدو ، لأن همه الأساسي هو الحصول على اللذة ودفع الألم . ومن خصائص الهو أنه بعيد عن المنطق والعقل لكونه يتصف بالتهور والاندفاع ، ولا يتمثل القيم الأخلاقية والمجتمعية. أما الأنا فهو شخصية المرء في أكثر حالاتها اعتدالا بين الهو والأنا الأعلى ، حيث يقوم بإشباع بعض الغرائز التي يطلبها الهو ولكن في صورة متحضرة يتقبلها المجتمع ولا يرفضها الأنا الأعلى ، فهو يقوم بوظيفة أساسية هي التوفيق وتحقيق التوازن بين الرغبات والاندفاعات الغريزية اللامعقولة للهو والأوامر والمتطلبات الاجتماعية المثالية للأنا الأعلى ، وإذا فشل في ذلك أصابه القلق ولجأ إلى تخفيفه عن طريق الحيل الدفاعية. أما الأنا الأعلى فيعبر عن شخصية المرء في صورتها الأكثر تحفظا وعقلانية، حيث لا تتحكم في أفعاله سوى القيم الأخلاقية والمجتمعية والمبادئ مع البعد الكامل عن جميع الأفعال الشهوانية أو الغرائزية ، فهو يمثل الضمير المجتمعي ، أي ما اكتسبه الإنسان من المجتمع من معايير وقيم أخلاقية. فالأنا الأعلى مثالي وليس واقعي ، ويتجه للكمال لا إلى اللذة – أي أنه يعارض الهو والأنا.
وإذا كان فرويد قد أكد على دور اللاوعي في توجيه سلوكات الإنسان، فإننا نجد بعض الفلاسفة ينتقدون فكرة اللاوعي هذه ويحاولون من جديد إعادة الاعتبار لدور الوعي في صدور مختلف الأفعال والمواقف عن الإنسان ككائن مفكر وعاقل وواع. وفي هذا السياق، يمكن أن نشير إلى الفيلسوف إميل شاريتيه المعروف بـ ألان ALAIN ، فقد اعتبر أن الطرح الفرويدي قد وقع في عدة أخطاء ، فهو يرفض أن يكون اللاشعور أنا آخر، بل إن كل أفكارنا وسلوكاتنا هي نتاج لإرادة صادرة عن الذات الواعية الفاعلة والمتحكمة ، بل أقر على أنه لا توجد فينا أفكار إلا ما تمنحنا إياه الذات المتكلمة أي الذات الواعية ، أي أنه رفض تقسيم وتجزيء شخصية الإنسان إلى شطرين : الذات الواعية في مقابل الذات اللاواعية كما فعلت الفرويدية ، من جهة أخرى فإن الأحلام حسب ألان ما هي إلا رموز بإمكان الناس تفسيرها اعتمادا على نظام رمزي سهل ، بينما اعتبرها فرويد ذات رمزية ملتوية ومعقدة ، كما اعتبر أن الغرائز شعورية عكس فرويد التي ربطها باللاشعور على اعتبار أن الهو هو مستودع هذه الغرائز . هكذا فالوعي عند الفلاسفة كديكارت وسارتر وألان هو المصدر أو الأساس الذي تنبني عليه كل الحقائق ، فسلوكات الإنسان وأفكاره صادرة عن الوعي .
2ـ مصطلحات فلسفية.
ـ الهو : هو أصل الجهاز النفسي ويمثل الرغبات الغريزية التي تهدف إلى تحقيق اللذة الحسية.
ـ الأنا : ينشأ عن اصطدام رغبات الهو بالواقع ويمثل مبدأ الواقع ، فهو يشكل منطقة الصراع في الجهاز النفسي حيث يقوم بوظيفة أساسية هي تحقيق التوازن بين الرغبات والميولات الجنسية اللامعقولة للهو والقيم الأخلاقية المثالية للأنا الأعلى .
ـ الأنا الأعلى : يمثل مبدأ المثال والقيم الأخلاقية العليا للمجتمع ( الضمير المجتمعي الأخلاقي ) .
ـ الشعور : هو معرفة مباشرة بالحالات النفسية ومجال الشعور ، وهو مجموع العواطف والأفكار والصور التي تؤسس الحياة العقلية لكل فرد.
ـ اللاشعور : هو ذلك الجانب الخفي والعميق في الجهاز النفسي ، والذي يتكون من دوافع غريزية ومكبوتة لم يتم إشباعها نظرا لتعارضها مع مبدأ الواقع ، وهي تعبر عن نفسها في الأحلام والنكت وزلات القلم وفلتات اللسان...
ـ الحلم : هو تعبير رمزي عن رغبات لاشعورية يصعب تحقيقها في الواقع نظرا لرقابة الأنا والأنا الأعلى ، فيحتال عليهما الهو ليلا أو نهارا لكي يحقق رغباته .
ـ الليبيدو:هو الطاقة النفسية المتعلقة بالغرائز الجنسية ، كما يقصد فرويد بالليبيدو "الرغبة الجنسية المتجهة نحو الموضوع ".
3ـ التعريف بالفلاسفة .
ـ سيغموند فرويد (1856 1939) طبيب أعصاب نمساوي وهو الذي أسس مدرسة التحليل النفسي وعلم النفس الحديث. وقد اشتهر بنظريات العقل واللاواعي ، حصل على الدكتوراه وعمل في معمل ارنست بروك في 1881 ، وعمل في مستشفى فيينا الرئيسي، ونشر أبحاث عديدة في الأمراض العصبية ، كما عين محاضرا في علم أمراض الجهاز العصبي في 1885. نشر كتاب دراسات في الهستيريا في 1895، وكان نقطة تحول في تاريخ علاج الأمراض العقلية والنفسية .
ـ إميل شارتيي ( 1868/ 1951 ) : المعروف باسم " ألان " ، أهم كتبه : مقالات حول التربية ، نسق الفنون الجميلة(1920) ، الأفكار والعصور (1927) ، حديث على شاطئ البحر (1931) ، أصول الفلسفة (1941) . من أقواله : أن نفكر هو أن نقول " لا " .