شرح قصيدة الجسر بكالوريا محمود درويش
موقع النابض وهو موقع سؤال وجواب يقوم بالإجابة عن أي سؤال يتم طرحة في جميع المجالات، وسيتم الإجابة عنه من خلال كادر متعلم من الدرجة الأولى أو يمكن الإجابة عن طريق المستخدمين الآخرين ، فمن خلال موقع النابض يمكنك مناقشة أي سؤال يتم طرحة وذلك من خلال التعليقات فقط أضغط على طرح سؤال ...شرح قصيدة الجسر بكالوريا محمود درويش
. ونود الإحاطة أن جميع حقوق الطبع والنسخ محفوظة 2023 C لدى موقع النابض...شرح قصيدة الجسر بكالوريا محمود درويش. سررنا بزيارتكم
شرح قصيدة الجسر بكالوريا محمود درويش
الإجابة هي
الشاعر: محمود درويش الجسر
(1) قررت أسرة فلسطينية العودة إلى الوطن بأي طريقة؛ سيراً على الأرجل أو حبواً على الأيدي، هذا قولهم وقرارهم.
وقد ذُلِّلت الطبيعة لهم، فقد انكمشت الصخور، وصار الليل يداً تقودهم إلى طريق العودة.
لكنهم سرعان ما اكتشفوا أنَّ درب العودة محفوف بالمخاطر، ففيه تراق الدماء، وتوصَد السجون، وتضيع في صحارى الهلاك، لقد كان هذا مصير مواكب العائدين قبلهم، فها هو النهر يلفظ على ضفتيه أشلاءً من لحم بشريّ في أوجههم.
كان عددهم ثلاثة؛ هم شيخٌ وابنته ومناضل قديم، وقفوا عند أول الجسر، ودار حوار بين الشيخ وابنته حول منزلهم الذي تركوه منذ زمن، يتساءلون هل فيه ماء للوضوء، وتذكّر الشيخ المفتاح الذي حمله معه على أمل العودة كما وعدوه، قرأ آية من القرآن الكريم لاطمئنانه الكامل بالعودة، وأخذ يُردِّدُ بلا وعي قول أبي تمام، وتوقّعت الفتاة أنّ البيت قد أصبح أطلالاً خربة، لكن الشيخ عدّ ذلك أمراً عادياً، وأبدى استعداده لبنائه من جديد.
لكن الجندي الصهيونيّ لم يُمهله، فناداه محرّكاً أقسام رشاشه الآلي باتجاه صدره، وهو يصيح لن يمرَّ أحد لا بجسمه ولا بمشاعره التي تمتلئ بالشوق والحنين.
(2) كانت الأوامر جاهزة مسبقاً بإطلاق الرصاص على عابر للجسر، فهذا الجسر آلة موت لكلّ من تحدّثه نفسه بالعودة إلى فلسطين.
كانت الرصاصة الأولى تزيح عن الوجوه ظلام الليل الحالك الشديد، وكانت الرصاصة الثانية تخترق صدر المناضل القديم.
فيمسك الشيخ يد ابنته، يقرأ سوراً قصاراً من القرآن الكريم، ويهمس قائلاً بعمق دفين: الأمل في عيني صغيرتي يا صهاينة يا مجرمين، وملامح وجهها السمراء حياتي، فلا تغتال أملي واغتالوني أيها المعتدون.
(3) إن القتل لدى الصهاينة أمرٌ عاديٌّ كمن يُدخِّن لفافة تبغ، لكن الصهاينة المطلعين على التاريخ القذر المهين، يقتلون الشيخ الأمل القديم، ويسقط جسده الطاهر في مياه النهر، وصارت ابنته بلا حماية، فاعتدوا عليها بلا رحمة ولا إنسانية.
(4)وأطبق السكون، وأخذ النهر يلفظ أشلاء القتلى على ضفتيه الشرقية والغربية في وجه كلّ من يفكّر بالعودة إلى فلسطين، كان ثمن العودة غالياً؛ دماء، وأَسْر، وكأنّ أحداً لا يعلم شيئاً عن جرائم المحتلين، الذين يُمزّقون أجساد الفلسطينيين.
وتتسع الهوَّة بين الحالمين والعودة إلى الوطن الحزين، ويطول الطريق، وتراق الدماء في نهر القتلة المجرمين، وتتلوّن ماؤه باللون الأحمر القاني، ويصير الحلم أملاً، يحمل ألم الذكرى، ويحمل الحبَّ الكبير للوطن المقدَّس فلسطين.