ملخص درس الإنية و الغيرية تحليل نص ديكارت ص28 من كتاب الفلسفة آداب
أولى ثانوي باك 2024 الدرس 3
1) الإنية و الغيرية :
ماهية الإنسان " لديكارت ص 28 من كتاب الفلسقة 4 آداب طبعة
أهلاً بكم طلاب وطالبات في موقع النابض alnabth بمعلوماته الصحيحة نقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه كما نقدم لكم الأن أعزائي طلاب وطالبات العلم من من الدروس المقترحة والمتوقعة لهذا العام تحضير وتحليل وملخصات شرح وحل أسئلة الاختبارات والواجب المدرسي ونماذج الامتحان ومنهجية الاجابة وكما عودناكم أعزائي الطلاب والطالبات أن نقدم لكم إجابة السؤال القائل ___ملخص درس الإنية و الغيرية تحليل نص ديكارت ص28 من كتاب الفلسفة آداب
وتكون اجابتة الصحية
الدرس 3
1) الإنية و الغيرية :
كما هو واضح من خلال عنوان المسألة " الإنية و الغيرية " سنهتم في هذا السياق بالعلاقة الممكنة ( تناقض , تكامل , صراع , تواصل ...) بين الإنية و الغيرية و هو ما يتطلب منا في البداية أن نحدد بصفة أولية على الأقل معنيي الإنية و الغيرية و قد يكون من المفيد استشكال العلاقة من خلال وضعية استكشاف معينة . فنحن نلاحظ من خلال تجربتنا اليومية أننا نعيش معا و نتكلم مع بعضنا البعض و نتبادل المشاعر و الآراء و الخدمات و غير ذلك , و لكن علاقتنا ببعضنا البعض لا تخضع لنمط واحد كالحب و الصداقة ... إنما قد تكون عدائية محكومة بالكره , الحقد ... كما أن التساؤل عما يشكل جوهر وجودنا أو ما به يتقوم وجودنا في العالم أي إنّيتنا و وجود الأغيار أي مابه يكون الغير غيرا و علاقتنا الأنطولوجية ببعضنا البعض لا يحظى بأي اهتمام تقريبا منا خلال حياتنا اليومية . إنما قد يحدث أن نهتم بالأمر في بعض الحالات التي تدفعنا إليها وضعيات معيشة دفعا كحالات موت الأحبة أو التعاطف مع أحد الغرباء أو تحول مفاجئ في العلاقات بين الأفراد و الجماعات أو ... و الأمر نجد له تعبيرات مختلفة في الأدب و الأديان و المسرح ... و لكن كذلك في الفلسفة . فكيف تستشكل الفلسفة علاقة البشر ببعضهم البعض على نحو أساسي أي على الصعيد الأنطولوجيّ ؟
أ) عودة الأنا إلى ذاته :
السند البيداغوجي : " في ماهية الإنسان " لديكارت ص 28 من كتاب الفلسقة 4 آداب طبعة 2014
المصدر : " تأملات ميتافيزيقية " الصادر سنة 1641 باللغة اللاتينية ثم باللغة الفرنسية . و هو مؤلف من الحجم الصغير إذ يضم حوالي 100 صفحة , يضم المؤلف 6 تأملات . يهتم ديكارت في أولها بالأشياء التي يمكن الشك في معرفتنا بها و في الثاني بطبيعة الروح البشري أو النفس. و في الثالث بوجود الله , و في الرابع بالتمييز بين الخطإ و الصواب و في الخامس بماهية الأشياء المادية , وفي السادس بوجود الأشياء المادية و التمييز بين النفس و الجسد لدى الإنسان .
يقول هيغل عن ديكارت : " رونيه ديكارت هو الفاتح الحقيقيّ لعصر الفلسفة الحديثة من حيث أنه يعتبر الفكر مبدأ أولا ."
الهدف العام : إدراك التحول الذي قام به ديكارت في طريقة بحث الإنسان عن ذاته و التمييز بين النفس و الجسد الآلة . و تحديد إنية الإنسان بماهي فكر خالص .
وضعية الانطلاق :
نحن نستعمل ضمير المتكلم " أنا " لننسب أفعالا و حالات متعلقة بنا كأشخاص متميزين عن بعضنا البعض . كأن أقول : أنا أتكلم , أنا أشك , أنا على يقين من ... و نحن نتعلم كيف نستعمل هذا و كل الضمائر الأخرى وفق قواعد نحوية و صرفية مضبوطة في كل لغة . و لكن نحن نسلم بوجود الأنا تسليما ساذجا و لا نتساءل عن كنه , ماهية هذا الذي نسميه " أنا " و لا عن معنى وجوده , بل إن الفلاسفة أنفسهم رغم اهتمامهم بالبحث في ماهية الموجودات لم ينتبهوا إلى هذا الأمر الجلل إلا مع ديكارت خاصة (31/03/ 1596-11/02/1650) في كتابه " تأملات في الفلسفة الأولى " المعروف في تاريخ الفلسفة بـ " تأملات ميتافيزيقية ". إن السؤال الفلسفيّ من حيث هو سؤال أنطولوجي أي يتعلق بالوجود عامة و وجود الإنسان بصفة خاصة كان عليه أن يبحث في معنى وجود الأنا و هو الأمر الذي سينهض به ديكارت في كتابه المذكور. ما الأنا ؟ ما الذي يشكل ماهية وجود الأنا هو سؤال يخص الفيلسوف دون غيره . هو سؤال لا يطرحه مستعمل اللغة في الحياة اليومية و لا النحوي و لا حتى عالم النفس فهذا الأخير حتى و إن تحدث عنه فإنه يسلم كغيره من الدارسين بوجوده . إن الفيلسوف فقط هو من شكك في وجوده و حاول أن يبحث في معناه و ماهيته .
المبحث : الانتروبولوجيا الفلسفية
المرجعية :
يعرف ديكارت بـ " أب الفلسفة الحديثة " , و تعرف الفلسفة الديكارتية بكونها فلسفة الذاتية إذ يؤسس ديكارت ما يعرف لديه بشجرة الفلسفة ( انظر كتابه " مبادئ الفلسفة " 1644) على يقين أولّ/ حقيقة أولى بالمعنى المعرفي الإبستيمولوجي على الأقل هو "الكوجيتو" في اللغة اللاتينية وتترجم إلى العربية بـ " الأنا أفكر" موضوع الفلسفة الأولى أو الميتافيزيقا . و قد توصل ديكارت إلى مثل هذا التأسيس الفلسفي عن طريق منهج الشك المنهجي ( راجع كتابيه " مقالة المنهج " 1637 و كتابه " تأملات ميتافيزيقية " 1641). فديكارت هو من بين الفلاسفة الذي انتبه إلى أهمية المنهج في الفلسفة و خصص لذلك كتابه المعروف " مقالة المنهج " . يضاف إلى ذلك أن ديكارت عالم كبير في الرياضيات فهو مؤسس نظام رياضيّ يسمى باسمه هو نظام الإحداثيات الديكارتية و مؤسس التصور الآلي للجسد و الطبيعة عامة ضدّا عن التصور الأرسطي الإحيائي الذي ساد الفكر الفلسفي و العلمي منذ العهد اليوناني إلى حدود الفرن 17 , و هو تصور ينسب للكائنات نفوسا أو قوى روحانية هي علة نموها و حركتها , بينما يقتصر التصور الآلي على النظر إلى حركة الأجسام انطلاقا من تأثير بعضها على بعض دون حاجة لافتراض قوى غيبية تحركها. و هو أمر يعرف لدى فلاسفة العلم المحدثين بنزع القدسية عن الطبيعة La désacralisation de la nature.
الإشكالية :
كيف يمكن تحديد ماهية الإنسان ؟ هل بالبحث في التعريفات المأثورة أم بتفكير الأنا في ذاته ؟ و فيما تتمثل ماهية الأنا : هل في الفكر أم في الجسد ؟
الأطـروحة :
إدراك الأنا لإنيته يتم بالعودة إلى الأنا نفسه و ليس بالملاحظة الخارجية لما يميز الإنسان عن غيره من الكائنات .
الأطروحة المستبعدة :
طريقة النظر الأرسطية و المدرسية لماهية الإنسان .
مسار الحجاج :
1ـ التعريف الأرسطي ( نسبة إلى أرسطو 384 ق.م ـ 322 ق.م ) المدرسي للإنسان :
2ـ اعتراض ديكارت على التعريف الأرسطي المدرسيّ :
3ـ منهج ديكارت في البحث عن ماهية الأنا / الذات :
4ـ الفصل نهائيا بين الطبيعة الميكانيكية للجسد و النفس باعتبارها فكرا.
5ـ نسبة الأفعال إلى الأنا بما هو شيء يفكر
التحليل :
ـ التعريف الأرسطي ( نسبة إلى أرسطو 384 ق.م ـ 322 ق.م ) المدرسي للإنسان :
الإنسان حيوان ناطق zoôn logon ékhôn,
ساد هذا التعريف للإنسان العصرين القديم و الوسيط مع أرسطو و شراحه مثل توما الإكويني الذي حاول أن يطوع الفلسفة الأرسطية لصالح المقولات السائدة في العقيدة المسيحية خلال القرون الوسطى أي إلى حدود ديكارت و تعرف هذه الفلسفة بالفلسفة المدرسية. سيعمل ديكارت منذ مؤلفه " مقالة المنهج " على تجاوز مقولات هذه الفلسفة و مبادئها المنهجية.
و لفهم التعريف الأرسطي المدرسي للإنسان لا بد من العودة إلى ما يعرف بالكليات الخمس في المنطق الصوري لدى أرسطو.
إن الكليات في المنطق الأرسطي الذي يعرف كذلك بالمنطق الصوري هي الحقائق المجردة التي لا تقع تحت حكم الحواس وتدرك بالعقل. وهي خمس، النوع كالإنسان، والجنس كالحيوان، والفصل كالنطق للإنسان، والخاصة كالضاحك للإنسان، والعامة كالماشي للإنسان أيضا.
و الكائن الحي عند أرسطو كائن ينمو وهو النبات أو كائن ينمو ويحس بالألم و اللذة وهو الحيوان و كائن ينمو و يحس و يعقل أي الإنسان . و النفس في نظره كمال أول لجسم طبيعي ذي حياة بالقوة . و لذلك يميز في هذا السياق بين نفس غاذية و نفس حاسة و نفس عاقلة أو ناطقة . فالإنسان يشترك مع الكائنات الحية الأخرى في التغذي و الإحساس و لكنه يتميز عنها بالعقل أو النطق. و النفس الناطقة تتميز بقدرتها على إدراك الكليات المجردة أي صور الموجودات دون صفاتها الحسية .
بين أن تعريف الإنسان عند أرسطو يخضع للملاحظة الخارجية للكائنات الحية التي من بينها الإنسان . وهي طريقة سيعمد ديكارت في " التأملات " و " مقالة المنهج " لتغييرها فعوض أن نبحث عن ماهية الإنسان عن طريقة الملاحظة الخارجية , يقترح ديكارت البحث عن حقيقة الإنسان عن طريق ملاحظة داخلية يعود فيها الأنا إلى طبيعته أي إلى ذاته . و هو ما جعل ديكارت يغير السؤال الميتافيزيقي عن الوجود الإنساني من سؤال : ما الإنسان ؟ و كأن حقيقته أو إنيته موضوع خارجي للفكر إلى سؤال من أنا ؟ باعتبار ماهية الإنسان توجد في الأنا من حيث هو إنسان .
يتبع في الأسفل