هل الإدراك يعود للعوامل الذاتية أم العوامل الموضوعية
مقالة عوامل الإدراك باك 2023
نص السؤال : هل الإدراك يعود للعوامل الذاتية أم العوامل الموضوعية ؟
أهلاً بكم طلاب وطالبات في موقع النابض alnabth بمعلوماته الصحيحة نقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه كما نقدم لكم الأن أعزائي طلاب وطالبات الباك 2023 2024 من أسئلة الاختبارات والواجب المدرسي إجابة السؤال القائل __هل الإدراك يعود للعوامل الذاتية أم العوامل الموضوعية
_وتكون اجابتة الصحية
هل الإدراك يعود للعوامل الذاتية أم العوامل الموضوعية
الانسان كائن عاقل فضولي بوجوده في الحياة يسعي الي إدراك ومعرفة العالم الذي يحول فيه فميزه الله تعالي عن باقي مخلوقاته بميزه العقل وهذا للتدبر في الكون،فمن بين السمات التي توحي بذلك نجد الاحساس والادراك فالاحساس هو عملية فيسيولوجية تختص في استقبال المؤثرات الخارجية ،بينما الادراك هو عملية عقلية معقدة تعمل علي تأويل الاحساسات بصورة معينة ،فتعد مسألة عوامل الادراك من بين اكبر المسائل الفلسفية التي آثارت جدلا بين الفلاسفة .فهناك من يري ان الإدراك يعود للعوامل الذاتية الناتجة عن فعالية العقل والحواس في حين هناك من يري ان الادراك يعود للعوامل الموضوعية الناتجة عن المدرسة الالمانية الجشطالتية .فمن خلال هذا السياق الفلسفي منه نصيغ سؤالنا:
هل الإدراك يعود للشروط الفردية أو الشروط الاجتماعية ؟
الموقف الأول
يري أنصار هذا الموقف ان الإدراك هو نتاج العوامل الذاتية التي يتمتع بها الفرد فمن الرواد الذين آكدوا علي هذا الاخير نجد أنصار النظرية العقلية علي رأسهم ديكارت و أنصار النظرية الحسية علي رأسهم جون لوك ، فلديهم عدة حجج وبراهين لبيان ذلك حيث أن الواقع يبين أن الانسان المدرك دائما ما يكون ذكي يتمتع بخيال واسع فإذا أجرينا عملية حسابية بين طالبين فلن نتوصل الي إدراك متساوي بين الطالبين وانما هناك تفاوت في الإدراك وهذا التفاوت راجع الي الذكاء والخيال والرصيد وكذلك الحياة النفسية لهذا نجد ان الإدراك يعود لهذه العوامل الذاتية فالفرد الذي يملك حياة نفسية مستقر خالية من القلق والتوتر والخوف فحتما يكون ادراكه للاشياء دقيق وسريع اما من يعاني من الخوف فادراكه للاشياء يكون شيء وبطيء ايضا ، ،فأنصار النظرية العقلية يؤكدون علي ان الحواس لا تمدنا الا بمعارف أولية فهي بحاجة دائما الي صقل وتجريد،فيأتي العقل ليصحح ذلك ويمنح لنا قضايا صادقة صدقا كليا ،هذا يعني ان الحواس تمنح معرفة مجردة بينما العقل يثير في التحقيق وذلك عن طريق البحث عن ماهية ذلك الشيء فمثلا: كتاب فوق الطاولة لا استطيع ان ادرك بالحواس خبايا و عبارات و معني ذلك الكتاب وانما ادرك موقعه فقط فهنا معرفة اولوية ولكن المعرفة الصادقة والشمولية ندركها باستخدام القدرات العقلية كالتركيز الذكاء ...الخ ،بينما ديكارت تهجم علي انصار النزعة الحسية وإتهمهم بالخداع وهذا من خلال تجربته عندما صعد الي برج عالي لاحظ الناس يحملون مظلات حمراء ولكن في الحقيقة هي عبارة عن قبعات ،ويمكن الاستدلال بدليل آخر مثلا : رؤية الطائرة في السماء تبدو لنا بحجم صغير ولكن في الحقيقة حجمها كبير نوعا ما ،فهذا ما وضحه ديكارت من خلال قوله :«لا أؤمن بمن خدعني ولو لمرة واحدة »وهنا يقصد المعرفة الخاطئة التي نستمدنا وفق حواسنا،كما يضيف ديكارت علي وجود حقائق فطرية في الذهن اودعها الله فينا منذ البداية مثل : فكرة الانهائي ،فكرة وجود الله ،فيقول :«إني أدرك بمحضي ما في ذهني من قوة الحكم ما كنت أحسب آني آراه بعيني »ويعني ذلك ان معرفة الامور الخارجية يتم استخلاصها وفق فعالية العقل وليس ملكة العين او الحواس بصفة عامة،أما آلان يشير الي ضرورة الفصل بين الاحساس والادراك وذلك من خلال تقديمه لمثال المكعب الذي يبدو للحسين ذوثلاثة اوجه وستة اضلاع ،بينما في الحقيقة التي ادركناها بالعقل اتضح لنا علي انه يحتوي علي ستة اوجه واثني عشر ضلع وهذا ما صرح به في قوله :«الادراك حكم عقلي للمعارف الحسية الجزئية»فهذا يعني ان الانسان يدرك ولا يحس ،وفي نفس السياق أشادت النظرية الحسية بالتمييز بين الاحساس والادراك وذلك باستنادها علي قوة الحواس في معرفة الاشياء واهمالها للعقل بحيث اصرت علي ان الحواس هي التي تكسب للعقل معارف وحقائق بحكم انه لا توجد اي معارف فطرية في العقل فحسب جون لوك الانسان يولد صفحة بيضاء والتجربة تكتب فيه ما تشاء فمثلا :الطفل في مرحلة بداية الطفولة لا يدرك ان النار تسبب الآلم له ولكن سيكتسب ذلك من خلال التجربة فعند وضعه لليد في موقد من النار ويحس بالآلم حينها يتعلم و يدرك هذا الفعل ولا يكرر ذلك في المرة القادمة فلو حقا توجد افكار فطرية في العقل لما وضع يده عليها في المرة الاولي ،فقد وضح جون لوك ذلك بقول :«لو سألت الانسان متي بدأ يعرف لأجابك متي بدأ يحس »يعني أن شعور الانسان بحواسه تجاه الاشياء هي منطلق المعرفة وخير دليل علي ذلك المفكر جون بياجيه عند دراسته للذكاء ربط المراحل الاولي (من0_2سنوات) باحتكاك الطفل بالعالم الخارجي سواء باللمس او الشم ،فقد قيل من احد فلاسفة هذه النزعة :«التجربة هو الاساس الوحيد لجميع معارفنا» فمثلا: تلميذ يحفظ دون فهم وعند الامتحان لم يجب علي الاسئلة هنا اكتسب تجربة علي انه في المرة القادمة يجب التركيز علي الفهم اكثر من الحفظ ،فيقول دافيييد هيوم:«لاشيء من الافكار يستطيع ان يحقق لنفسه ظهورا في العقل ما لم تكن هناك انطباعات حسية مقابلة له »وهذا يعني ان الاحساس هو جسر كل معرفة و المتحكم في توجيه المعارف العقلية ،فمن خلال هذه الحجج والبراهين منه نستخلص ان الادراك والاحساس منفصلان فكل طرف له قيمة خاصة به مستقلة عن الطرف الاخر .
نقد الموقف الأول :
ان القول أن الإدراك يعود للعوامل الذاتية فقط فهذا امر مبالغ فيه ومعرض للانتقادات ، فانصار هذا الموقف قاموا بالإعلاء من شأن العوامل الذاتية التي يتمتع بها الفرد واهملوا العوامل الموضوعية اي انهم نسوا الجانب الموضوعي التنظيمي ، فالدليل علي ذلك هو ان عملية الإدراك معقدة لهذا لابد من موضوع مدرك وهذا الموضوع لابد ان يكون بمجموعة من الاحساسات المنظمة تنظيما كليا ، لهذا من الممكن التسليم بفعالية ودور الجانب الموضوعي في عملية الإدراك فكلما كان الشيء منظم تنظيم موضوعي يكون هناك افضل واسهل للادراك .
الموقف الثاني :
يري أنصار هذا الموقف أن الإدراك يعود للعوامل الموضوعية فمن الرواد الذين آكدوا علي هذا الاخير نجد أنصار النظرية الجشطالتية وعلي رآسهم كوهلر فلديهم عدة حجج وبراهين لبيان ذلك ، حيث ينطلقون من فكرة مفادها ان عملية الإدراك يتحكم فيها الموضوع الخارجي اي الصورة الكلية فكلما كان هناك تنظيم جيد وفق قوانين الانتظام كلما كان هناك سهولة في الادراك ، ،فمن الناحية الاولي اشار زعماء النظرية الجشطالتية علي ان الادراك ليس ادراكا لمجموعة من الاحساسات المنظمة بواسطة العقل ،بل ان كل ادراك هو لمجموعة من العناصر المنظمة تنظيما موضوعيا والاولوية ليست للعناصر الجزئية بل للبنية الكلية ،فهذا ما اكده كوهلر في قوله :«ان الصور المدركة تتركب من عناصر جزئية انتظمت فيما بينها وشكلت صورة كلية ويكون ادراكنا للكل اسبق من الجزء »فعلي سبيل المثال : نحن عندما نشاهد شجرة نقول علي انها شجرة وندركها اولا قبل التمعن في ثمارها و اوراقها و اغصانها ،اذا هنا ركزنا اولا علي الكل ثم اتجهنا للجزء ،بالاضافة الي انصار هذه النظرية قد حددوا قواعد لتنظيم مدركاتنا سميت بقوانين الانتظام ،فنجد قانون الشكل والارضية القائم علي شرط وجود تناقض وتعاكس بين الشكل والارضية لتكون الصورة اوضح فعلي سبيل المثال: صبورة خضراء لو نكتب عليها بقلم اخضر لا تظهر الكتابة ،لكن لو نغير لون القلم بلون اخر معاكس للون الصبورة فحتما ستظهر الكتابة بوضوح ،اضافة الي قانون التقارب بحيث ان الاشياء التي تحمل حجم كبير او لون جذاب او الرؤية من زوايا ومسافات واضحة تبدو بارزة فمثلا رؤية منزل من مسافة قصيرة يبدو اوضح مقارنة من رؤيته من مسافة بعيدة ،نجد ايضا قانون التشابه بحكم ان الاشياء المتشابهة تلفت الانتباه فمثلا في الحراك الشعبي ادركنا رجال الامن بوضوح لانهم يرتدون نفس الزي واضافة الي قوانين اخري كقانون الاغلاق وكذلك الامتلاء والمقصود به الميل لشيء ما ونقوم بتعديله ، ايضا يوجد قانون الوضوح والبروز اي الاشياء التي تكون بارزة و واضحة دائما ما تجذب الأشخاص وتسهل إدراك الشيء لهذا نجد ان اصحاب المحلات عند القيام باعلانات خاصة بالتخفيضات نجدهم يعتمدون علي الوان بارزة تجذب الزبائن ، فمن خلال هذه الحجج والبراهين منه نستخلص ان الإدراك هو نتاج العوامل الموضوعية
نقد الموقف الثاني :
ان القول أن الإدراك يعود للعوامل الموضوعية فهذا امر مبالغ فيه ومعرض للانتقادات فانصار هذا الموقف ركزوا فقط علي الجانب الموضوعي الخارجي واهملوا الجانب الذاتي الداخلي الذي يتمتع به الفرد والدليل علي ذلك هو كون هناك فوارق في استيعاب الأفراد للاشياء فهذا راجع للذات الانسانية ، فلا يمكن أن يكون هناك إدراك دون وجود ميزة العقل و الحواس حيث لوحظ أن حدوث خلل في العقل او احد الحواس الخمس يضعف عملية الإدراك لهذا فالاساس المعرفي راجع للعامل الذاتي .
التركيب :
من خلال ما تطرقنا إليه في المواقف إتضح لنا وجود صراع بين ماهو ذاتي وماهو موضوعي فيما يتعلق بمسألة الإدراك ، لكن من خلال التمعن لهدف الفرد نجد أنه يسعي الي إدراك ومعرفة عالمه الخارجي وهذا الامر. معقد نوعا ما لهذا لابد ان نتخذ موقف يجمع بين العوامل الذاتية و الموضوعية معا لأن المعرفة الشمولية تنتج عندما يكون هناك تفاعل وانسجام بين العامل الذاتي و العامل الموضوعي فعندما يتمتع الفرد لعقل سليم وحواس سليمة وتكون الصورة الخارجية علي اتم الوضوح فاكيد سيكون هناك إدراك كلي فتخيل انك تشاهد في تلفاز وانت فاقد لحاسة الرؤية او لديك حاسة الرؤية لكن الصورة الخارجية التي تنبثق من التلفاز مشوشة نوعا ما نتيجة نوعية ذلك التلفاز فهنا حتما المعرفة تنخفض ،لهذا لابد الاخذ بالعاملين معا لأن وظيفة هذه العوامل مشتركة تتمثل في تسهيل عملية الإدراك للفرد فالاختلاف في طبيعة العامل لا يعني الاختلاف في الهدف الذي يود بلوغه الفرد ، فنستطيع ان نشبه عوامل الإدراك بورقة نقدية ذات وجهين ،وجه يتمثل في الذات و وجه آخر يتمثل في الموضوع.
خاتمة :
نستنتج في الاخير ابالرغم من وجود اختلافات سطحية بين اللعاملين (العامل الذاتي و العامل الموضوعي )ولكن هذا لا يؤدي بنا الي ضرورة الفصل بينهما ، لان هناك تطور في المعرفة الشمولية اذ ان المعرفة تتطور من الناحية الذاتية الي الناحية الموضوعية ،وبالتالي يجب التأكيد علي التكامل والاتساق الفعال بين ماهو ذاتي وماهو موضوعي في عملية الإدراك لانهما اساسيين لبلوغ الحقيقة وتحقيق الاهداف وبهما يستطيع الفرد التكيف مع العالم الخارجي دون آية عوائق فكما اثبتت الابحاث والدراسات ان اي خلل يصيب احد حواسنا يؤدي الي ضعف القدرة علي استخدام القدرات العقلية مما يؤدي الي وجود صعوبة في فهم الجانب الموضوعي الخارجي اي الموضوع (الصورة الكلية التي تمدها لنا العوامل الخارجية) فنجد هناك ترابط واضح وخدمة متواصلة فكل ماهو ذاتي موضوعي وكل ماهو موضوعي ذاتي .