تحليل قصيدة على قدر أهل العزم كاملة
شرح قصيدة على قدر أهل العزم للصف الثاني عشر
الصور البلاغية في قصيدة على قدر أهل العزم
مناسبة قصيدة على قدر أهل العزم تأتي العزائم
أهلاً بكم طلاب وطالبات في موقع النابض دوت كوم يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم من كتاب الطالب اللغة العربية شرح قصيدة على قدر أهل العزم للصف الثاني عشر
الإجابة هي كالتالي
قصيدة على قدر أهل العزم
هي قصيدة للشاعر المعروف أبي الطيب المتنبي، الذي وُلِد ونشأ في مدينة الكوفة التي تعدّ أحد مواطن الحضارة العباسية، وقد عُرف المتنبي منذ صغره بالنباهة والنظرة الجادة للحياة والقدرة على نظم الشعر، وكان حافظًا لفصيح اللغة وغريبها من أشعار الجاهلية، ويُذكر أنه تنقّل بين بلاد كثيرة حتى وصل إلى بلاد الشام واستقر عند سيف الدولة الحمداني، فصحبه في غزواته وحملاته على الروم، وقد ظهرت في شعر المتنبي نفثات روحية وصورة صادقة لأحواله المختلفة.
مناسبة قصيدة على قدر أهل العزم
نظم أبو الطيب المتنبي قصيدة "على قدر أهل العزم" في مدح سيف الدولة الحمداني، ووصف فيها المعركة التي خاضها سيف الدولة ضد الروم في ثغر "الحدث" على حدود الدولة الإسلامية وانتصر فيها، وقد تردد فيها صدى القوة والحماس والانتصار الذي كان يؤمن به الشاعر، وصدى التردد والهروب الذي كان عليه الروم.
تحليل قصيدة على قدر أهل العزم
تقع قصيدة على قدر أهل العزم لأبي الطيب المتنبي في ستة وأربعين بيتًا، وفيما يأتي شرحها وتحليلها:
شرح المقطع الأول قصيدة على قدر أهل العزم
يتمثل هذا المقطع بالبيتين الأول والثاني من القصيدة، يبثّ فيهما الشاعر حكمة مفادها أنّه من كان عالي الهمة شديد البأس تعظم عزيمته ويتحقق أمله، إذ إنّ الرجال قوالب الأحوال إذا صغروا صغرت وإذا كبروا كبرت، ومن كان دون ذلك فعزيمته على قدره، ومن أبيات القصيدة التي تمثل ذلك ما يأتي:
على قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ
وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها
وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ
شرح المقطع الثاني قصيدة على قدر أهل العزم
بعد الحكمة التي استهل بها الشاعر قصيدته بدأ بالمديح صراحةً وانتقل من العموم إلى الخصوصية، مصورًا عزيمة سيف الدولة وهمّته في أوقات المعارك والحروب، فهمّته تعجز عن مجاراتها جيوش الأرض، ثم بدأ برسم صورة معركة الحدث مبينًا قوة سيف الدولة فيها وإحداث الخسائر في صفوف الأعداء إلى الحدّ الذي تستطيع صغار النسور وكبارها إيجاد ما يكفيها من الطعام إثر الهجوم على الأعداء، وحتى لو خُلِقَت هذه النسور بلا مخالب فبإمكانها العيش، وفي ذلك إشارة إلى كثرة القتلى في صفوف الأعداء.
ويؤكد الشاعر على ما سبق من خلال قوله إنّ موضع المعركة غير قادر على التمييز بين الألوان أهي من الأمطار وغزارتها أم من تلك الجماجم واصفًا إياها بالحمراء، ثم يطرح بعد ذلك صورة من واقع الحياة آنذاك وهي تلك التمائم التي تُعلّق في رقبه من مسّه الجنون، وتمائم المعركة كانت هي جثث الأعداء والجنون كان أرض المعركة، وفي ذلك كله بيان لقوة سيف الدولة، ومن أبيات القصيدة التي تمثل ذلك ما يأتي:
يُكَلِّفُ سَيفُ الدَولَةِ الجَيشَ هَمَّهُ
وَقَد عَجَزَت عَنهُ الجُيوشُ الخَضارِمُ
وَيَطلِبُ عِندَ الناسِ ما عِندَ نَفسِهِ
وَذَلِكَ مالا تَدَّعيهِ الضَراغِمُ
يُفَدّي أَتَمُّ الطَيرِ عُمراً سِلاحُهُ
نُسورُ المَلا أَحداثُها وَالقَشاعِمُ
وَما ضَرَّها خَلقٌ بِغَيرِ مَخالِبٍ
وَقَد خُلِقَت أَسيافُهُ وَالقَوائِمُ
هَلِ الحَدَثُ الحَمراءُ تَعرِفُ لَونَها
وَتَعلَمُ أَيُّ الساقِيَينِ الغَمائِمُ
سَقَتها الغَمامُ الغُرُّ قَبلَ نُزولِهِ
فَلَمّا دَنا مِنها سَقَتها الجَماجِمُ
بَناها فَأَعلى وَالقَنا تَقرَعُ القَنا
وَمَوجُ المَنايا حَولَها مُتَلاطِمُ
وَكانَ بِها مِثلُ الجُنونِ فَأَصبَحَت
وَمِن جُثَثِ القَتلى عَلَيها تَمائِمُ
طَريدَةُ دَهرٍ ساقَها فَرَدَدتَها
عَلى الدينِ بِالخَطِّيِّ وَالدَهرُ راغِمُ
تُفيتُ اللَيالي كُلَّ شَيءٍ أَخَذتَهُ
وَهُنَّ لِما يَأخُذنَ مِنكَ غَوارِمُ
إِذا كانَ ما تَنويهِ فِعلاً مُضارِعاً
مَضى قَبلَ أَن تُلقى عَلَيهِ الجَوازِمُ
وَكَيفَ تُرَجّي الرومُ وَالروسُ هَدمَها
وَذا الطَعنُ أساسٌ لَها وَدَعائِمُ
وَقَد حاكَموها وَالمَنايا حَواكِمٌ
فَما ماتَ مَظلومٌ وَلا عاشَ ظالِمُ
شرح المقطع الثالث قصيدة على قدر أهل العزم
أراد الشاعر في هذا المقطع أن يقدم الدليل على الأفعال التي قام بها سيف الدولة الحمداني وشجاعته، من خلال تصوير جيش الأعداء والعدّة التي اعتدّ بها، فهو جيش جرار له من العدة والعدد ما يوحي للناظرين بأنّ الخيول المستخدمة فيه كأنها بلا قوائم، ولا يستطيع الرائي أن يميز بين أسلحة المقاتلين وثيابهم وخوذهم، لكنّ شجاعة سيف الدولة وتخطيطه للمعركة كان الأقوى والأنجح، فالنار كشفت عن زيف السلاح والرجال في جيش الروم ورباطة جأش الرجال في جيش سيف الدولة، ومن أبيات القصيدة التي تمثل ذلك ما يأتي:
أَتوكَ يَجُرّونَ الحَديدَ كَأَنَّهُم
سَرَوا بِجِيادٍ ما لَهُنَّ قَوائِمُ
إِذا بَرَقوا لَم تُعرَفِ البيضُ مِنهُمُ
ثِيابُهُمُ مِن مِثلِها وَالعَمائِمُ
خَميسٌ بِشَرقِ الأَرضِ وَالغَربِ زَحفُهُ
وَفي أُذُنِ الجَوزاءِ مِنهُ زَمازِمُ
تَجَمَّعَ فيهِ كُلُّ لِسنٍ وَأُمَّةٍ
فَما تُفهِمُ الحُدّاثَ إِلّا التَراجِمُ
فَلِلَّهِ وَقتٌ ذَوَّبَ الغِشَّ نارُهُ
فَلَم يَبقَ إِلّا صارِمٌ أَو ضُبارِمُ
تَقَطَّعَ مالا يَقطَعُ الدِرعَ وَالقَنا
وَفَرَّ مِنَ الأَبطالِ مَن لا يُصادِمُ
تابع في الأسفل تكمله تحليل قصيدة على قدر أهل العزم