0 تصويتات
في تصنيف مناهج دراسية بواسطة (1.1مليون نقاط)

.ما الذي يجعل الانسان انسان

النابض دوت كوم تحضير دروس البكالوريا سنة أولى وثانية باك 

ملخص شرح تحضير تحليل حل درس ما الذي يجعل الانسان انسان

أهلاً بكم أعزائي الزوار في صفحة موقع النابض دوت كوم يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم من كتاب الطالب سنة 1_2ثانوي جذع مشترك بكالوريا 2022 2023 جميع الشعب تلخيص وتحليل وشرح أهم دروس سنة أولى وثانية باك كما نقدم لكم الأن أعزائي طلاب البكالوريا في موقعنا النابض alnabth دوت كوم إجابة السؤال ألذي يقول..... ما الذي يجعل الانسان انسان

وهو كالتالي 

ما الذي يجعل الانسان انسان

قبل أن نتساءل عما يجعل الإنسان إنسانا، ينبغي أن نحدد ماذا نعني بالإنسان، تلك الكلمة التي تبدو في غاية البداهة. فهل هُناك ما هو أسهل من تحديد ما نعنيه بالإنسان؟ إنه قد يبدو أكثر بساطة من أي تعريف ممكن، بحيث اننا لو حاولنا ذلك سيتعقّد الأمر أكثر: فما الذي يجعل الكلمات المستخدمة في تعريف الإنسان أكثر وضوحا وبساطة من مفهوم الإنسان بحد ذاته!

ولكن هذا هو الإنسان بالمعنى الوصفي فقط، هناك إنسان بمعنى آخر، معنى معياري أخلاقي ومعنوي هو الذي يعنيه الناس دائما حينما يتساءلون عن الإنسان. هنا الذي يجعل الإنسان إنسانا ليس هو الطبيعة أو الواقع، وإنما الإنسان بإرادته. فالإنسانية بهذا المعنى ليست قدرا، وإنما هي خيارٌ وإرادة أن يكون الإنسان إنسانا أو لا يكون.

هناك بالطبع من يجادل بأن الإنسان لا يملك إرادة حرة، وبالتالي لا يمكنه أن يكون شيئا من تلقاء ذاته، وإنما الشروط المادية هي التي تجعله على ما هو عليه أيّا كان، وبالتالي لا يمكن أن يكون هناك إنسان بالمعنى الأخلاقي للكلمة. هناك فقط إنسان بالمعنى الوصفي والذي تخبرنا العلوم المختلفة عن تاريخه وخصائصه ككائن حي يعيش في هذا العالم. وليس هناك شيء اسمه انسان حقيقي، أو إنسان أكثر إنسانية، هناك بشر وحسب. وفقا لهذه الرؤية فإن من يوصفون بأنهم يملكون إرادة حرة (خيرة أو شريرة)، لا يختلفون في شيء عمن لا يظهرون أي إرادة ولا أي قيم أو أخلاق، في النهاية هناك بشر بينهم اختلافات، ولكن هذه الاختلافات لا تحمل أي قيمة معيارية جوهرية، وليس هناك فرق معياري بين الخير والشر أو بين الحسن والقبح. إنها فروق وصفية فقط مثل أي فروق فيزيائية أو بيولوجية لا تحمل أي دلالة متجاوزة. هذا هو الإنسان بدون إرادة حُرة.

بالنسبة لهذه الرؤية فإن السؤال عما يجعل الإنسان انسانا، هو سؤل بلا معنى. ففي النهاية الإنسان إنسان، مثلما أن الشجرة شجرة، والحصان حصان، والأشياء هي الأشياء. ولا يحتاج الإنسان للقيام بأي شيء ليكون إنسانا، فهو هو في كل الأحوال.

 ولكن ماذا لو تمكن الإنسان في يوم ما من خلق إنسان في المعمل على طريقة المسلسل Westworld"": بشر كاملون بكل الوعي والأفكار والمشاعر والأحاسيس مشابهون للبشر في كل شيء، ما عدا كونهم هم أنفسهم منتوج بشري. هنا هو إذا لم يكن الإنسان الحقيقي ينطوي على بُعد مفارق يمسح بوجود الإرادة والمعايير والأخلاق، فما الذي يجعل هذا الإنسان المصنوع يختلف عن الإنسان الصانع؟ بعبارة أُخرى ما الذي يمنح الوعي الإنساني قيمة أكبر من أي وعي آخر يمكن إنتاجه اصطناعيا إذا لم يكن هناك شيء في الإنسان أكثر من الإنسان نفسه، أي إذا لم تكن هناك روح إنسانية حرة.

بعض الذين شاهدوا ذلك المسلسل قد يكونوا تعاطفوا مع البشر الاصطناعيين، أو استبشعوا العنف الذي كان يمارسه ضدهم البشر الحقيقيون، على الأقل لكونه يظهر مقدار القسوة والبشاعة الموجودة في "الإنسان الحقيقي" تجاه صورته الاصطناعية، أي تجاه ذاته بالأحرى، إذ أن الإنسان ما كان ليمارس ذلك العنف لو أن تلك الكائنات الاصطناعية لم تكن على صورة الإنسان، لو أنها كانت أبقارا اصطناعية على سبيل المثال.

فلماذا نعتبر أن الوعي والشعور الذي يفترض أنه تطور عبر الانتخاب الطبيعي أكثر أصالة من ذلك الذي ينتجه الذكاء الاصطناعي، إذا افترضنا جدلا أن ذلك ممكن؟

لنضع أنفسنا الآن مكان أولئك الناس في Westworld""، والذين اكتشفوا في النهاية انهم عبارة كائنات اصطناعية. وبغض النظر عن أزمتهم الوجودية حينها، نريد أن نتساءل عن القيمة التي يحملونها تجاه أنفسهم، ماذا سيعني أن يكون الإنسان إنسانا حينها؟

في الواقع، هم أيضا بما أنهم كانوا يملكون الوعي مثلنا تماما، يملكون أحاسيس ومشاعر وكل شيء، فإننا لو كنا مكانهم سنكون كما نحن الآن حين نرى أن كل شيء يعود للإنسان في النهاية، فإذا كنت أعتقد بأنني أملك وعي وإرادة حرة وأفكار وشعور وإحساس فأن أي كلام عن زيف أو اصطناعية هذه الأشياء لا معنى له. مثلا إن كنت أتألم بشدة فإن اعتقادي بأنني في برنامج ذكاء اصطناعي ما، لن يخفف من شدة هذا الألم مثلما أنني لو فكرت في أن الألم هو مجرد كيمياء لا أكثر لن يخفف ذلك منه شيئا.

إذن، القضية هي ليست ما إذا كان الإنسان حُرا حقا وأخلاقيا حقا، إذا لا مجال لاختبار هذه الحرية، وإنما القضية هي هل يملك الإنسان هذا الشعور في نفسه، هل يملك شعور الأخلاق والحرية؟ وإذا أراد البعض تسميته وهما أو هبةً من الطبيعة العمياء فليكن ذلك، ليس هذا هو المهم، المهم هو ما الذي يجعل الإنسان الذي لا يملك حس الحرية والأخلاق بالتالي، إنسانا؟ فإذا كان الإنسان مجرد آلة مادية عمياء، فما الذي يجعله مختلفا عن أي إنسان اصطناعي ممكن مثل إنسان Westworld"". ما هو الفرق حينها؟

قد يبدو وضع الإرادة الخيرة كشرط ضروري لكي يُعتبر الإنسان إنسانا، وإلا فهو ليس كذلك، قاسيا وبشعا ومخالفا للأعراف والقوانين، ولكنه في الواقع ليس أقل بشاعة من افتراض أن الإنسان في الأصل بلا إرادة وأن الأخلاق غير ممكنة أساسا

هناك مسلمة توصل اليها البشر وكرستها الأديان وهي أن الإنسان من حيث هو إنسان فهو ينطوي على قدسية ما، في الاسلام هناك فكرة التكريم الإلهي للإنسان، ولكن هناك أيضا فكرة أن الإنسان يمكن أن ينحط لأسفل سافلين، مما يوحي بأن التكريم الإلهي للإنسان هو إمكانية بأكثر مما هو واقع متحقق مقدما، بمعنى أن الإنسان يُمكن أن يرتفع الى مستوى التكريم الإلهي أو أن ينحط بإرادته، وكون الإنسان إنسانا ليس كافيا، بل عليه أن يمتلك إرادة أن يكون إنسانا أخلاقيا ومعنويا.

إن الاعتراض بأن الإرادة الحرة غير موجودة أو غير ممكنة لا يختلف في نتائجه النهائية عن افتراض أن الإرادة الأخلاقية هي الشرط الذي يكون به الإنسان إنسانا بالمعنى المعياري للكلمة. لأن نفي الإرادة هو في النهاية نفي للإنسان جملةً، لأنه نفيٌ للأخلاق، بينما اشراط الأخلاق كمعيار قد يكون نفيا فقط للإنسان الذي يفشل في أن يكون أخلاقيا.

بعبارة أُخرى، قد يبدو وضع الإرادة الخيرة كشرط ضروري لكي يُعتبر الإنسان إنسانا، وإلا فهو ليس كذلك، قاسيا وبشعا ومخالفا للأعراف والقوانين، ولكنه في الواقع ليس أقل بشاعة من افتراض أن الإنسان في الأصل بلا إرادة وأن الأخلاق غير ممكنة أساسا، وأنه بالتالي لا يتحمّل أي مسئولية، وأنه ليس مضطرا لأن يكون أي شيء أكثر مما هو عليه، مهما بدا "شريرا" إذ ليس هناك شر ولا خير.

إذا كانت الماهية الأخلاقية قدرا على الإنسان وأمرا محتوما، بمعنى إذا كان الإنسان السيء هو كذلك لأن ذلك هو قدره في الحياة وكذلك الإنسان الخيّر، فإن من الأفضل للحياة الذهاب الى آخر مدى في الحتمية ومنح صفة الإنسانية على أساس الإرادة الخيرة، حتى لو لم تكن أصيلة أنطولوجيا، وتحميل الإنسان الذي يفتقر لهذه الإرادة كل المسئوليات الأخلاقية التي لا يستطيع حملها بطبيعته وقدره المشؤوم، وعقابه على ذلك. وعلى أية حال، فإن الطبيعة والحياة وفي كل الأحوال، وإلى حد بعيد تقوم بهذا الدور، بل بما هو أكثر قسوةً من ذلك، فالإنسان أيّا كان يواجه مصيرا ما أمام الطبيعة والحياة، والتي لا يبدو أنها تتعامل بأخلاق مع الإنسان لا في الخير ولا في الشر. وحينما يضع الإنسان الأخلاق كأساس للإنسانية نفسها، فإن هذا المعيار أكثر عدالة من الطبيعة العمي

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (1.1مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
ما الذي يجعل الانسان انسان

اسئلة متعلقة

0 تصويتات
1 إجابة
0 تصويتات
1 إجابة
مرحبًا بكم إلى موقع النابض دوت كوم ، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...