0 تصويتات
في تصنيف مناهج دراسية بواسطة (1.1مليون نقاط)

مقالة الفرضية 2025 

مقالة جدلية عن الفرضية

مقالة فلسفية بكالوريا 2025 

أهلا وسهلا بكم أعزائي الطلاب في موقع << النابض دوت كوم >>  التعليمي نطرح عليكم من المناهج الدراسية أسئلة تحضير و تلخيص أهم الدروس والنموذجية وحل الاختبارات لجميع مواد مناهج التعليم الحديث  كما نقدم لكم من كتاب الطالب المدرسي إجابة السؤال :-...مقالة جدلية عن الفرضية 2025  

  الجواب هو / /  

مقالة الفرضية 2025 

عرض المشكلة

المقدمة

لطالما كان العقل البشري نافذته إلى المعرفة، يتأمل الظواهر من حوله، يطرح الأسئلة، ويسعى وراء التفسير. فمنذ الأزل، كانت الملاحظة هي الشرارة الأولى التي تُشعل فتيل الاكتشاف، حيث يقف الباحث متأملًا ظاهرة ما، محاولًا فهم خفاياها وأسرارها. ولكن الملاحظة وحدها لا تكفي، إذ يحتاج العقل إلى خطوة أعمق، إلى تفسير منطقي يقود إلى الفهم، وهنا تأتي الفرضية—تلك الفكرة الذكية التي ينسجها الباحث بناءً على ما رآه، مستندًا إلى معرفته السابقة وحدسه العلمي. لكن العلم لا يُبنى على التخمين وحده، بل يتطلب التجربة، وهي المحكّ الحقيقي الذي يضع الفرضيات تحت الاختبار. فبالتجربة، تتجسد الفرضيةHypothesis في واقع ملموس هاته الخطوة التي عرفت بانها التفسير المؤقت لحوادث الطبيعة الذي ينقلب بعد الاختبار التجريبي الى تفسير نهائي.، إلا أن الدور الذي تلعبه هذه الخطوة الفرضية كان محل نقاش وجدال بين أصحاب النزعة التجريبية الذين اعتبروها غير مهمة ودعوا الى دحضها وبين أصحاب النزعة العقلية الذين اعتبروها مرحلة ضرورية، ومن هنا يمكننا طرح التساؤل حول ضرورتها، وهل للفكرة المسبقة دور في الملاحظة والتجربة؟ بعبارة أخرى هل فعلا يمكن الاستغناء عن الفرضية أم أنها ضرورية خلال البحث العلمي؟

تابع قراءة في الأسفل .

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (1.1مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
مقالة جدلية عن الفرضية 2025


محاولة حل المشكلة

  النزعة التجريبية

     يرى أنصارها مثل ماجندي، جون استوارت ميل، نيوتن، آلان. فرنسيس بيكون أن الفرضية غير ضرورية في التجريب العلمي ومرفوضة انطلاقا من أنها تشكل عائقا ابستيمولوجيا أمام الحقيقة العلمية بدليل

     «فرانسيس بيكون الفيلسوف والعالم الإنجليزي»، كان له تأثير كبير على المنهج العلمي. لقد حذر من الاعتماد المفرط على الفرضيات في البحث العلمي، مشيرا إلى أنها قد تؤدي إ لى «استباق الطبيعة»، أي فرض الأفكار على العالم الطبيعي بدلاً من الاستماع إلى ما تقوله الطبيعة نفسها. بيكون يعتبر أن الفرضيات يمكن أن تكون مضللة. وقد وصف الفرضيات بأنها استباق الطبيعة ولذلك لم يعطي لها أهمية، وقد دعا إلى منهج تجريبي يعتمد على الملاحظة والتجربة لاكتشاف الحقائق الطبيعية يقول الاختبار أفضل برهان وفقًا لبيكون يجب أن يكون العلماء حذرين -من «الأوهام» التي يمكن أن تشوه الفهم العلمي والتي تشمل الافتراضات الخاطئة -والتحيزات الشخصية وتتمثل الأوهام عند بيكون في أربعة أوهام وهي:

 أوهام القبيلة تنبع من الطبيعة البشرية نفسها وتشمل التحيزات والميول المعرفية المشتركة بين البشر.

 أوهام الكهف تتعلق بالتحيزات الفردية التي تأتي من تجارب الشخص الخاصة -وتعليمه وخلفيته.

 أوهام السوق تتعلق بالمشاكل التي تنشأ من اللغة والتواصل، مثل سوء استخدام الكلمات والتعريفات غير الواضحة

 أوهام المسرح تنشأ من الاعتماد الأعمى على الأفكار السابقة والمفاهيم الموروثة دون فحص نقدي

• الفرضية فكرة مسبقة توجه الفكرة نحو نتيجة متخيلة

    الفرضية هي افتراض مسبق أي انه يسبق التجربة زمنيا وهنا تتجلى سلبياتها حيث توجه التجربة قهرا نحو نتيجة قد حددت قبلا على سبيل المثال تم تسخين الماء في أماكن مختلفة: مرة عند مستوى سطح البحر، ومرة على قمة جبل شاهق. عند سطح البحر، بدأ الماء بالغليان عند 100 درجة مئوية كما هو متوقع. لكن على قمة الجبل، غلى الماء عند درجة أقل من 100 مئوية بسبب انخفاض الضغط الجوي. لم تكن الفرضية دقيقة تمامًا، حيث تبين أن نقطة غليان الماء تعتمد على الضغط الجوي، وليس ثابتة عند 100 درجة مئوية في جميع الظروف.

• الملاحظة والتجربة كافيتان لتطبيق المنهج التجريبي

اذ أقر أوغست كونت أن الطريقة العلمية والواقعية تختلف عن الطريقة الفلسفية فهي ليست بحاجة الى التأويل العقلي وتصورات الخيال وانما تعتمد على التجربة وهذا ما أكده أرنست ماخ حين قال"المعرفة العلمية تقوم على انجاز تجربة مباشرة" على سبيل المثال في أحد المختبرات، لاحظ عالم أحياء أن بعض أنواع الفطريات تفرز مادة غامضة تقتل البكتيريا القريبة منها. دون وضع فرضية مسبقة، قرر دراسة هذه الظاهرة عبر سلسلة من التجارب، فعزل المادة، واختبر تأثيرها على مختلف أنواع البكتيريا. كانت النتيجة مذهلة: المادة لم تقتل البكتيريا فحسب، بل فتحت الباب أمام اكتشاف المضادات الحيوية، وأشهرها البنسلين ويقول ماجندي"أن الملاحظة الجيدة تغنينا عن سائر الفروض"

• الفرضية صادرة عن العقل فهي ذاتية تتعارض مع الموضوعية

          قد تكون خاطئة أو بعيدة عن الواقع وهنا تظهر الذاتية كعائق أمام البحث العلمي، ففي القديم كانوا يفسرون ظاهرة تساقط الأمطار ببكاء الألهة، وافتراض العلماء القدامى بأن الارض مسطحة الشكل وأنها مركز الكون وقد بين تطور العلوم أنه كان اعتقاد خاطئ لهذا قال نيوتن :" إنني لا أصطنع الفروض" ، ويقول ماجندي ناصحا  تلميذه كلود برنارد بأن يكتفي بالحواس "أترك عباءتك وخيالك عند باب المخبر ". كما حاول بيكون جعل التجربة أكثر موضوعية لما حرم كل عالم من التدخل في العملية التجريبية فقال "المخبر للتجربة وليس للخيال" مثال ذلك في ذروة الموت الأسود الذي اجتاح أوروبا في القرن الرابع عشر، لم يكن لدى الناس فهم علمي للأوبئة، فانتشرت الفرضيات الخرافية كالنار في الهشيم. كان الاعتقاد السائد أن الطاعون ليس مجرد مرض، بل لعنة شيطانية جلبتها الساحرات على البشر. في الساحات العامة، اجتمع الناس حول محارق مشتعلة، يحرقون النساء المتهمات بالسحر، مقتنعين أنهم بذلك يطهرون مدنهم من الوباء. لكن في ظل هذا الهوس بالخرافة، كانت الفئران والبراغيث، الحاملة الحقيقية للطاعون، تتكاثر بلا رادع، ناشرة المرض بين الأزقة والبيوت. وبينما كان الناس منشغلين بملاحقة الساحرات، كان الطاعون يحصد أرواح الآلاف دون تمييز، وكأن المرض نفسه يسخر من جهل البشر. في النهاية، لم تؤدِ هذه الفرضية إلا إلى المزيد من الموت والفوضى

• الفرضية جزء من التخمينات العقلية

          كما يعتبر الفيلسوف جون ستيوارت ميل من الفروض جزءًا من التخمينات العقلية لهذا نجده يحاربها بشدة. حيث يقول فيها: «إن الفرضية قفزة في المجهول وطريق  نحو التخمين، ولهذا يجب علينا أن نتجاوز هذا العائق وننتقل مباشرة من الملاحظة  إلى التجربة. ويقول كذلك: إن التجربة تغني الباحث عن كل فرضيات العالم. وقد وضع من أجل ذلك قواعد سماها بقواعد الاستقراء. تهدف قواعد الاستقراء التي وضعها «ميل» إلى تقديم طرق منهجية للحصول على معرفة علمية دقيقة دون الاعتماد على الفروض. ويرى ميل» أن الفرضيات تعتبر قفزات في المجهول، لأنها تعتمد على تخمينات قد تكون غير مؤكدة، مما يجعلها عرضة للشكوك. لذلك، يدعو إلى الانتقال المباشر من الملاحظة إلى التجربة لتجنب هذه الشكوك. لنفترض أن الباحث يدرس علاقة تشكل الغيوم بسقوط المطر. بدلاً من وضع فرضية أن تشكل الغيوم يسبب سقوط المطر ثم اختبارها، يمكن للباحث أن يعتمد على ملاحظة البيانات المتاحة حول تشكل الغيوم وسقوط المطر، ومن ثم إجراء تجارب مباشرة مثل مراقبة ومقارنة الظواهر الجوية في مختلف المناطق والزمن. ويمكن تطبيق عليها قواعد استقرائية:

 طريقة الاتفاق أو التلازم في الحضور: إذا وجدنا أن وجود الغيوم الكثيفة يتزامن دائمًا مع سقوط المطر، فهذا يشير إلى علاقة سببية.

 طريقة الاختلاف أو التلازم في الغياب: إذا غابت الغيوم الكثيفة وغاب معها المطر فهذا يؤكد العلاقة السببية.

 طريقة التلازم في التغير: إذا تغيرت كثافة الغيوم (مثل زيادة أو نقصانها) وتغير معها كمية المطر مثل زيادة أو نقصان كمية المطر الساقط)، فهذا يدل على ارتباط سبب.

 طريقة البواقي: عندما نقوم بإزالة الأسباب المعروفة الأخرى لسقوط المطر (مثل الرياح الرطبة أو العوامل الجوية الأخرى)، وإذا تبقى لنا تشكل الغيوم كعلة وحيدة يمكننا أن نستنتج أن تشكل الغيوم هو السبب الرئيسي المتبقي. هذه القواعد، حسب ميل، تغني البحث العلمي عن الفروض العلمية. ومنه، فالفرضية حسب النزعة التجريبية تبعد المسار العلمي عن منهجه الدقيق لاعتمادها على الخيال المعرض للشك في النتائج.

يتبع في الأسفل
بواسطة (1.1مليون نقاط)
النقد

        لا يمكن أن ننكر القدر الذي وقف فيه أصحاب هذا الرأي لكن لو كانت الفرضية زائدة والعالم شخص يتخلص من الأحكام المسبقة بطريقة كلية فهل يمكن للعلم أن يتقدم دون تخمين سابق عن التجربة؟ وهل يمكن للعالم أن ينتج علماً لا يحمل صفة الإنسان وهو صادر عنه؟ الإجابة هي لا، أي هذا غير ممكن، لأن العلم يصدر من إنسان، ويهدف لخدمته ويسعى للمحافظة عليه ككائن قادر على إبداع المعرفة فهذا يجعل من العلم تصوراً عقلياً، وفكري محكم يحاول أن يدافع على الوجود الإنساني الحقيقي، ويحاول أن يقدم فرضيات ثم أن التاريخ والواقع يبينان أن عدد كبير من الفرضيات العقلية تحولت إلى نظريات علمية دقيقة وواضحة، ومكنت الباحثين من الوصول إلى اختراعات علمية طابقت خيالاتهم، ومنه فهذا التقدم الواقعي حصل بالاعتماد على الفرضية في التجربة العلمية كمرحلة مهمة وسابقة للتجربة. وهل هنالك قيمة علمية لتكديس الملاحظات والتجارب مهما كان عددها دون تدخل السلطة التأويلية والتفسيرية للعقل؟

  

  النزعة العقلية

   يرى أنصار الطرح الأول النزعة العقلية أن الملاحظة والتجربة ال تكفيان في صياغة القوانين العلمية ، وأن الفرضية كخطوة عقلية سابقة للتجربة أساسية والزمة في المنهج التجريبي ، فتشابك الظواهر يتطلب إعمال العقل ،ومن بين أنصار هذا الطرح نذكر : هنري بوانكاريه ، كلود برنارد ،ابن الهيثم ،يوال ..،معتمدين في تبرير موقفهم على جملة من الحجج والبراهين :

• الفرضية ليست فكرة ميتافيزيقية بل تعبر عن جرأة وعبقرية صاحبها

      فالعقل هو الأداة الوحيدة القادرة على تفسير الظواهر وتنظيم المعلومات المستقبلة من الوسط الخارجي من خلال ابتكار فرضيات تتحول إلى حقائق علمية بواسطة التجربة، باعتبار أن الطبيعة صامتة لا تفسر نفسها بل تقدم الحقائق بصورة مشوشة، يقول يوال: "إن الحوادث تتقدم إلى الفكر بدون رابطة إلى أن يحي الفكر المبدع" ويقول تندال " كان انتقال نيوتن من تفاحة ساقطة الى قمر ساقط عملا من أعمال الخيال المتأهب"مثال ذلك في أوائل القرن العشرين، لم تكن هناك تجربة تثبت أن الزمن يمكن أن يتمدد أو أن الكتلة تزداد مع السرعة، ولكن ألبرت أينشتاين امتلك الجرأة لافتراض ذلك من خلال نظريته النسبية الخاصة عام 1905. افترض أن سرعة الضوء ثابتة بغض النظر عن سرعة الراصد، وهو افتراض ثوري قلب الفيزياء التقليدية رأسًا على عقب. لاحقًا، أكدت التجارب صحة فرضيته، مثل تجربة هافيل وكيتنغ التي استخدمت ساعات ذرية على طائرات سريعة، حيث لوحظ تباطؤ زمني كما تنبأت به النسبية.

• الفرضية هي الجسر الرابط بين خطوتي المنهج التجريبي الملاحظة والتجربة

       يرى برنارد أن الفرضية عنصر مكمل للملاحظة والتجربة لأنها أولا ناتجة عن ملاحظات دقيقة وثانيا لأنها تحدد نوع التجربة وظروفها يقول برنارد "الملاحظة توحي بالفكرة والفكرة تقود الى التجربة" وبالتالي فان الفرض أهم وسيلة ذهنية لدى الباحث على سبيل المثال في القرن السابع عشر، تحدى جاليليو جاليلي الفرضية الأرسطية التي تنص على أن الأجسام الثقيلة تسقط أسرع من الخفيفة. اقترح أن جميع الأجسام، بغض النظر عن كتلتها، تسقط بنفس السرعة في غياب مقاومة الهواء. لاختبار ذلك، أسقط كرات بأوزان مختلفة من برج بيزا المائل، ولاحظ أنها وصلت إلى الأرض في نفس الوقت. أثبتت تجربته أن التسارع الناتج عن الجاذبية ثابت لجميع الأجسام، مما ساهم في تطوير قوانين الحركة لاحقًا.

• الاستقراء توجهه فكرة ولا يتجه العالم الى فحص العينات بشكل عشوائي

        الاستقراء لو كان خلوا من عنصر الابتكار والكشف الذي يتمثل في الفرض لما كان خليقا أن يسمى منهجا فمهمة العالم لا تقف عند تسجيل الملاحظات والنتائج التي تؤدي اليها التجارب بل لابد له من ربط هذه الملاحظات والنتائج وتفسيرها علميا مما يسمح يتعميمها على باقي العينات يقول برنارد “الفرض هو نقطة الانطلاق ال\اساسية لكل استدلال تجريبي"على سبيل المثال في القرن التاسع عشر، لاحظ ديمتري مندليف أن خصائص العناصر الكيميائية تتكرر بشكل دوري عند ترتيبها وفقًا لأوزانها الذرية. لم يبدأ بفحص كل عنصر عشوائيًا، بل استند إلى فرضية أن هناك نمطًا معينًا يحكم هذه التكرارات. بناءً على ذلك، أنشأ الجدول الدوري وترك أماكن فارغة لعناصر لم تكن مكتشفة بعد، متوقعًا خصائصها بدقة. لاحقًا، تم اكتشاف هذه العناصر، مثل الغاليوم والجرمانيوم، وتطابقت خصائصها مع تنبؤاته، مما أكد صحة نهجه الاستقرائي الموجه بفرضية.

• نجاح الكثير من العلماء في صياغة قوانين علمية بفضل الفرضية رغم عجزهم الحسي عن الملاحظة والتجربة مثل " فرانسوا هوبير وستيفن هوكينغ"

    حيث تعتبر تجربة العالم التجريبي فرانسوا هوبير أفضل مثال يؤكد دور الفرض حيث وبالرغم من أنه كان أعمى الا انه قد خلف تجارب عظيمة وكان منبع نجاحها يرد الى افتراضاته والتي يطلب فيها من خادمه أن يحققها تجريبيا بالرغم من أنه لم تكن لخادمه أي فكرة عنها فكان هوبير العقل الموجه الذي يقيم التجربة بحواس غيره و مثال ذلك ستيفن هوكينغ، العالم الفيزيائي الاستثنائي، لم يكن مجرد باحث عادي يقف في المختبر بين الأنابيب والتجارب العملية، بل كان عقلًا نابضًا بالعبقرية رغم عجزه الجسدي عن القيام بالملاحظة المباشرة أو التجربة الفعلية. مقيدًا بمرض التصلب الجانبي الضموري، استطاع هوكينغ التحليق بفكره إلى عوالم لم يصلها كثيرون، مستخدمًا سلاحه الأقوى: الفرضية العلمية. ببراعة مدهشة، صاغ هوكينغ أفكاره حول الثقوب السوداء والزمكان، حيث قدّم نظريته الشهيرة عن "تبخر الثقوب السوداء"، أو ما يُعرف بـ "إشعاع هوكينغ"، التي تحدت المفاهيم التقليدية في الفيزياء النظرية. لم يكن بحاجة إلى مختبر مليء بالمعدات، بل إلى عقل قادر على رؤية ما لا يُرى، وذكاء استطاع أن ينسج من الفرضيات واقعًا علميًا أصبح اليوم حجر الأساس في فهمنا للكون.

• الملاحظة والتجربة لا تكفيان لتطبيق المنهج التجريبي

بالعقل يمكن للباحث ان يجعل من الملاحظة العادية ملاحظة علمية ومن خلاله يتسنى له طرح تفسيرات حيالها لأن الملاحظة السطحية وغير الهادفة والتجربة العشوائية لا تبنيان علما فالجميع يشترك في الحواس لكن خصيصة التفسير والبرهنة للعماء فقط يقول بوانكاريه"ان الملاحظة والتجربة لا تكفيان لانشاء العلم ومن يقتصر عليهما يجهل صيغة العلم"

النقد

         لا يمكن أن ننكر القدر الذي وفق فيه أصحاب هذا الرأي لكن إن الأخذ بالفرضية والاحتكام لها، كمرحلة من مراحل التجربة قد يؤثر على الموضوعية وهذا يؤدي إلى التشكيك في نتائج العلم لوجود قاعدة غير تجريبية لهذا فالفرضية تتكون من تأثير الأحكام المسبقة خاصة الاعتقادية، والدينية وهذا ما يجعل الذوات العلمية لا تتعامل مع الفرضية بشكل مماثل، فيأخذ العلم في التشتت، ويقترب من النسبية وينزل إلى مرتبة الإبداعات الإنسانية المشكوك فيها، كما أن الإقناع والتنبؤ والتعميم كشروط للتجربة لا تتحقق إذا حدث اعتماد كلي على الفرضية، لأنه لا يمكن ملاحظة المعطى العقلي، ومتابعته كقانون علمي فالتعميم مثلا يصبح غير ممكن لأن الفرضية مختلفة من عالم الآخر، والتنبؤ كذلك غير ممكن لأنه لا يوجد مقدمات ملموسة نتوقع بها ما سيحدث في المستقبل، لهذا فالفرضية ليست علم إذا كانت غير متبوعة بتجربة توضحها.

التركيب

   يمكن القول أن الاعتماد على الفرضية بشكل مطلق كمصير للتجربة العلمية غير مقبول، لأن العلم يحتاج الصرامة التجربة ولا يحتاج لظن العلماء، وكذلك يمكن القول أن إقصاء التجربة للفرضية غير مقبول لأنها تصبح ميكانيكية خالية من هدف العالم وتأملاته العقلية المنظمة للتجربة لهذا وسط هذا التداخل بين الحاجة للفرضية والاستغناء عنها يمكن أن نعود إلى الاعتقاد القائل بأقلمة التجربة العلمية حسب الموضوع المدروس، فعندما تدرس الطبيعة، يصبح الافتراض العقلي مشكوك في صدقه مقارنة مع التجربة التي تأخذها كظاهرة معزولة على الواقع أما العقل فهو مجرد دور ثانوي يتعامل مع التركيب والتحليل، لكن إذ توجهنا إلى العالم المجهري والذري أصبحت الفرضية العقلية مرحلة جوهرية، لأن التجارب هنا تعجز أمام التعقيد والدقة المتناهية في الصغر، وعندما نتوجه إلى دراسة الإنسان والتجريب على العلوم الإنسانية يخرج العلم من الطابع التجريبي تماما، ويتحول لتعميمات افتراضية وأحكام تطلق بمعزل على التجربة، لهذا فالتجربة والفرضية لا تتناقضان بقدر ما تتحدان في إدراك الحقيقة لأن المنهج التجريبي يحقق معارف عظيمة لا بطالها الشك وصدقها الواقعي موجود، لكن يدين في وصوله إلى هذه النتائج إلى انطباقه مع نفسه لذلك يتعين تجاوز مأزق التفريق بين ما هو عقلي وما هو تجريبي، بل إنه من دون مبادئ الفرضية لا يمكن للتجربة أن تنجح والعكس وهذا الموقف التركيبي قال به روبير بلانشي فهو يجمع بين الافتراض العقلي والتجربة العلمية لكنه يخصص حيز صغير جدا لهذه الفرضية، فيجعلها لا تخرج على النطاق العلمي، ولا تترك للعالم حرية الاختيار الشخصي، فعرفها بقوله: «هي ظن علمي فقط، لا يعطي للعالم احتمالين بل يعطيه مقدمة واحدة فقط يتبعها في التجربة».

حل المشكلة

      وأخيرا نستنتج أن الفرضية لها وجود مشروط في خطوات المنهج التجريبي، أي وجودها مثبت وضروري لأنه يمكن التجربة من توجيه عقلي ضروري فيؤسس مسارها ويدرس تغيراتها ويحلل نتائجها لكن الاعتماد على الفرضية كعامل شخصي يؤدي هنا إلى الخطأ لأن هذا يضر بالتجربة وهكذا عدت الفرضية أسلوبا جامعاً بين التصورات العقلية والواقع التجريبي، واستفاد العلم منها كأداة تدعم العلم، وتثبت قوته، ومثال ذلك اعتماد العلم على مبدأ الحتمية ومبدأ الاطراد فهما افتراضيين عقلانيين، وليس تجريبين والعلم يؤكد يوماً بعد يوم على أهمية هاذين العاملين في ازدهاره ودقة نتائجه، ويؤكد حاجته الماسة للقول بالنظام العام للأشياء والصرامة الكونية لقد تبين أن كل العوامل تتداخل في نفع الإنسان : العالم العقلي الافتراضي، والعامل الحسي التجريبي لهذا قال توماس كون: «لا يوجد ما يحتم على العالم تقيده بالفرضية، إلى بعض المحطات البسيطة».

اسئلة متعلقة

0 تصويتات
1 إجابة
سُئل مارس 14 في تصنيف مناهج دراسية بواسطة alnabth (1.1مليون نقاط)
0 تصويتات
1 إجابة
0 تصويتات
1 إجابة
مرحبًا بكم إلى موقع النابض دوت كوم ، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...