0 تصويتات
في تصنيف مناهج دراسية بواسطة (1.1مليون نقاط)

مقالة جدلية هل الارادة تعارض الرغبة دائما

هل الارادة تعارض الرغبة دائما حلل وناقش بطريقة جدلية 

أهلاً بكم طلاب وطالبات في موقع النابض alnabth بمعلوماته الصحيحة نقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه كما نقدم لكم الأن أعزائي طلاب وطالبات العلم من من الدروس المقترحة والمتوقعة لهذا العام تحضير وتحليل وملخصات شرح وحل أسئلة الاختبارات والواجب المدرسي ونماذج الامتحان ومنهجية الاجابة وكما عودناكم أعزائي الطلاب والطالبات أن نقدم لكم إجابة السؤال القائل ___هل الارادة تعارض الرغبة دائما

وتكون اجابتة الصحيحة 

هل الارادة تعارض الرغبة دائما؟

مقدمة:

-في حياتنا اليومية عادة نوظف هذين المفهومين في سياقات مختلفة ومتعددة، كأن يقول مثلا التلميذ أريد انجاح وأرغب في إمتلاك سيارة فاخرة،فيظهر من هذا المثال بداية ان الفعل الارادي فعل ممكنا بينما الرغبة هي مجرد رجاء وتمني، لذلك على مستوى الفكر الفلسفي كان هناك جدل وصراع بين الفلاسفة ورجال الاخلاق وعلماء النفس، حيث هناك من أقام تعارضا بين الارادة والرغبة، وهناك من جمع بينهما وقال بتداخلهما وتآزرهما وحتى ضرورة الرغبة للارادة.

والاشكال المطروح هنا ادن هو: هل الفعل الارادي يستبعد الرغبة حيث لا يمكن الجمع بينها؟ ام انه لا ارادة دون وجود رغبة للقيام بالفعل؟وبمعنى آخر هل الارادة تتناقض مع رغباتنا وانفعالاتنا ام هما متكاملان متحايثان؟

١) عرض الاتجاه العقلي:

الاتجاهات العقلية عموما-منذ سقراط افطون ارسطو،وصولا الى سبينوزا وحتى فلاسفة الاخلاق وغيرهم- يقيمون مقابلة بين الارادة والرغبة،او بينها ومختلف الانفعالات،بمعنى يرى هؤلاء ان الارادة كقدرة واعية لحل تنازع الميولات،او هي القدرة عى القيام بالفعل مع وعي الاسباب الدافعة اليه والنتائج المتربة عنه،تتعارض مع الرغبة التي هي عندهم حالة انفعالية تلقائية او مجرد هوى او دافع وميل بلا وعي، ولتوضيح ذلك على سبيل المثال،هناك عطشان يقدم على الشرب مباشرة خاضعا(لنزعته ورغبته دون حيطةمن خطورة هذا الارتواء)،وآخر يتحكم في هذه الرغبة داركا لاسبابها ونتائها.فالأول أذعن لرغبته والآخر تحكم فيها مغلبا إرادته،او الشخص الذي يرغب في إرضاء دافع غريزي كأن يرغب في الزواج بإمرأة أخرى ويتمنى ذلك، لكن دون توفر مختلف الشروط الواقعية والممكنة وهذا ما يتوقف عليه الفعل الارشادي(من معقولية الاسباب

لذلك ربط كل من افلاطون وسقراط بين الارادة والمعرفة فهي عندهم حكم عقلي،

لذا فالفلسفة البوذية ترى ان هناء وسعادة الانسان في قتل رغباته. ونفس الموقف يقفه رجال الدين واغلب فلاسف الاخلاق، وكأن الحياة العقلية تتعارض مع مطالب الجسد و الحياة الانفعالية.

الحجة:

استند هذا الاتجاه في تبرير موقفه الى ًجملة حجج .

١)ان الارادة هي فعل قصد وإدراك،لا يخلو من عمليات عقلية كالتحليل والتخطيط،بينما الرغبة اندفاعية وتلقائية،انفعالية لاواعية.

٢)الارادة فعل ممكن بينما الرغبات اقرب الى التمنيات مثلا قد يرغب التلميذ في النجاح لكنه يفقد الارادة في النجاح(كتوفير الوسائل،التحكم في مختلف الاهواء)

٣)الرغبة تشوش الفكر وتشتت التركيز، متغيرة ومتعارضة

٤)الرغبة لا تعرف الاشباع فهي سلوك أعمى،بلا تبصر ولا بصيرة.

لذا قال(سبينوزا):ان العقل جوهر الارادة"

اذن ليس كل ما نرغب فيه نريده ولا كل ما نريده نرغب فيه

مناقشة:

فعلا للفعل الارادي خصائص تميزه عن الحياة الانفعالية والغريزية وسلوك العادة،فالرغبة هي ميل اقل وعيا واقل واقعية.

لكن الرغبة ليست سلوك اعمى ولا مثل التمني، بل هي ميل واع طلبا لموضوع غير موجود لكنه ممكن،فهذا الطرح يغلب عليه الطرح النظري والفلسفي،وهو حكم مثالي يفصل بين الحياة العقلية والحياة الانفعالية ، من منطلق التسليم بثنائية ان الانسان(عقل/جسد،روح/مادة) وكأن لا وجود للتكامل والتداخل والتفاعل المتبادل التأثير، وهذا ما نراه أمرا مبالغ فيه.

فمثلا أيعقل ان تكون هناك ارادة لدى التلميذفي النجاح وهو فاقد للرغبة في التعلم ؟اليست الارادة في الاخير هي مجرد رغبة غالبة؟ان كبت الرغبة احيانا قد يكون سببا في اضطراب الفعل الارادي كذلك.

عرض النقيض:

اذا كان العقليون قد فصلوا بين الارادة والرغبة، فإن بعض الاتجاهات قد جمعت بينهمافي اشكال متعددة، مؤكدة التداخل حينا، والتحايث والتأثير المتبادل أحيانا أخرى، مسقطة النظرة السلبية للرغبة والنظرة الاخلاقية والحكوم القيمي والمعياري لها. هذا ما براه الاتجاه الحسي وبعض الطواهريين ،حيث اعادوا الاعتبار للرغبات ومطالب الجسد،ووحدة الكائن البشري.

ففرويد مثلا يصرح انه لا إنفصال بين الروح والمادة، والجسد والعقل.

و كوندياك يقول: ان الرغبة جوهر الارادة"

فالرغبة أصبحت هي أوائل الارادات.،لا مجرد تابعة بل متبوعة، فكأنها بمثابة البنزين للمحرك.

الحجة:

١)لا ارادة دون وجود رغبة تشحن الفعل وتقويه،مثلا التلميذ فاقد الرغبة في الدراسة هو فاقد الارادة في التعلم

٢) الارادة تقوى وتضعف بقوة وضعف الرغبات

٣)ما الارادة الا تغليب لأحد الرغبات،اي هي مجرد اصطفاء وانتقاءلإحداها وإسقاط لأخرى

لهذا يقول دولوز:"ان علاقة الارادة بالرغبة 

علاقة تماهي".

اذن يفهم من كل هذا ان الارادة والرغبة توجد علاقة بينها ذات أوجه متعددة.

مناقشة:

فعلا من الصعب معرفة أين يبدأ الفعل الارادي و أين تنتهي الرغبة، أيهما القائد والمنقاد،لكن ان كانت الرغبة ضرورية في حياتنا فضرورتها لا تعني انها هي الموجه الوحيد والكافي لسلوكنا،لان ليس كل رغبة 

هي رعبة واعية،ولا كل رغبة هي قابلة لان تجسد في الواقع،فليس كل ما يتمناه الفرد يدركه.

التركيب وبناء الرأي الشخصي:

 يظهر بعد تحليل الاطروحتين ومناقشتها،أن فمسالة علاقة الارادة بالرغبات ليست بالامر البسيط، حيث يمكن تغليب هذا على ذاك او إزاحة احدهما على حساب الاخر،بل الارادة كسلوك عاقل هو في حاجة الى رغبة تكون فاضلة تدعمه وتشحنه مثلا توفر ارادة قوية لدى المدخن لكف عادة التدخين(ادراكا منه لمضاره الصحية والمالية) هي مدعومة في آن واحد بالرغبة توفير المال وتوفير الصحة

 ان تفسير العلاقة بينها لتفسير معقد لا يمكن فصله عن طبيعة شخصية الفرد وابعادها او جوانبها المتعددة(كتأثيرالمجتمع،و التربية ونفسية الفرد، وبنيته الفزيولوجية)

هذا التداخل والتعقيد يبق للفيلسوف الالماني(شوبنهاور) الاشارة اليه في فكرة(قوة الارادة)

لذلك نرى ان الارادة حينا تعارض الرغبات وحينا آخر يدعم احدها الاخر، والعقول والواقعي هو احداث توازن بينهما.فلا كل رغبة خسيسة،ولا كلها دعما للفعل الارادي.

الخاتمة 

وفي الاخير يمكننا تدعيم ما ذهبنا إليه برأي( موريس ميرلوبونتي الظواهري) حيث أكد فكرة التداخل بين(الجسد والروح، المادة والعقل).

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (1.1مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
هل الارادة تعارض الرغبة دائما

اسئلة متعلقة

0 تصويتات
1 إجابة
سُئل فبراير 29، 2024 في تصنيف مناهج دراسية بواسطة النابض دوت كوم
مرحبًا بكم إلى موقع النابض دوت كوم ، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...