0 تصويتات
في تصنيف مناهج دراسية بواسطة (1.1مليون نقاط)

مقالة الشعور بالانا والشعور بالغير استقصاء بالوضع كتاب الهدى لغات أجنبية 

المقالة رقم: 37 (الطريقة استقصاء بالوضع):

وهي كالتالي 

يقول غاستون بريجيه: «إن الآخر كلما كان مختلفا عني استطاع مساعدتي على أن أكون أنا دافع عن صحة هذه الأطروحة (بكالوريا 2015 شعبة لغات أجنبية يقول سارتر: «إن الآخر ليس شرطا فقط لوجودي، بل هو أيضا شرط للمعرفة التي أكونها عن نفسي دافع عن هذه الأطروحة. (بكالوريا 2009 شعبة علوم تجريبية

طرح المشكلة من المشاكل النفسية التي ظلت تؤرق الإنسان هي محاولة التعرف على الذات التي تعني من الناحية الفلسفية الجوهر الثابت القائم بذاته والذي لا يتغير على الرغم مما يلحقه من تغير في أعراضه مثل الصحة والمرض والغنى والفقر والصبا والشيخوخة؛ فالتعايش الاجتماعي بين الناس يقتضي تشكيل نسيج من العلاقات بين الأفراد يحكمها التفاعل تأثيرا وتأثرا تنافرا وانجذابا، فكل فرد يسعى للتعبير عن ذاته وإثبات وجوده وتمييزها عن غيرها، والذات عموما تعني الشخصية الثابتة التي لا تتغير بتغير الزمان والمكان. وقد كانت الفكرة الشائعة أن التعرف على الذات يقوم على الوعي والشعور لأنه المعبر عن حقيقة الإنسان ككائن مفكر وعاقل ولأن الوعي يصاحبه طوال حياته، لكن هناك فكرة تناقضها ترى أن معرفة الذات وإثبات وجودها تقوم على الغير الذي يؤدي إلى تنبيه الذات لتقارن بينها وبين الآخر باعتبار أن الإنسان كائن اجتماعي. فإن اعتبرت الموقف الثاني صحيحا وله ما يؤسسه فكيف يمكن الدفاع عن ضرورة الآخر كأساس لمعرفة الذات في ظل الاعتقاد بأن الذات أقدر على معرفة ذاتها دون حاجة إلى الآخر ؟

محاولة حل المشكلة: عرض منطق الأطروحة المطلوب إثباتها: يؤكد أنصار هذه

الأطروحة أن الشعور بالأنا ومعرفة الذات ترتبط بالغير ويتوقف ذلك على التقابل والمغايرة والتناقض مع الغير فلا وجود لفردية متميزة بل هناك شعور جماعي موحد ويقتضي ذلك وجود الآخر والوعي به، فعن طريق الآخر نتعرف على وجودنا، وأهم هؤلاء الفيلسوف والراهب الايرلندي جورج باركلي، والفيلسوف الألماني هيغل. وقد انطلقوا من المسلمات

التالية: - لا وجود لانا خالصة مكتفية بذاتها - الطابع الاجتماعي للفرد يجعل الأنا الفردي

في حاجة إلى (الآخر)

الحجج والبراهين: وقد برروا موقفهم بالحجج التالية: يؤكد الفيلسوف الألماني ماكس شيلر أن التعاطف والحب ومشاركة الغير مشاعرهم وآلامهم وأفراحهم يعبر عن تواصل إنساني حقيقي لأن المشاركة العاطفية عمل قصدي يتجه نحو الغير فكل ذات أرادت أو لم ترد تتواصل مع مجتمعها الذي تعيش فيه وتأخذ منه اللغة التي تتكلم بها والقيم الأخلاقية التي تدافع عنها والأهداف التي تعمل من أجلها حيث يقول ماكس شيلر: «التعاطف والحب هما

الطريق المعبر عن التواصل الحقيقي بالغير.

يرى الفيلسوف الألماني هيغل في سياق علاقة الأنا بالغير أن وجود الآخر ضروري لوجود الوعي بالذات، وهي علاقة أساسها التناقض والصراع كعلاقة السيد بعبده، فكل واحد منهما يثبت ذاته من خلال وجود الآخر، فالسيد يتناقض مع خصمه العبد لكنه لا يقتله بل يبقيه حتى يجسد من خلاله سيادته وملكه له ويعزز قوة ذاته فيه، والعبد يتناقض مع سيده الخصم لكنه يثبت ذاته من خلال القيام بالأعمال التي كلفه بها سيده مهما كانت درجة صعوبتها، هذا الصراع يؤدي في النهاية إلى أن يدرك كل منهما أناه وفي الوقت نفسه يدرك خصمه الذي هو الآخر. ومعرفة الخصم الآخر ليس الهدف منها المعرفة وعزل الإنسان نفسه عنه، بل هي معرفة الهدف منها التغلب عليه والتحرر منه، على اعتبار أن الآخر شر لا بد منه. إن استمرارية الوجود مع الغير هي قدر السيد والعبد أو هي قضاء الأنا والغير معا. فالوعي القائم على الإدراك المباشر للذات ينظر إلى الذات الأخرى المقابلة كموضوع عندما يضعها موضع شك والحال أن إثبات الذات باعتبارها تتصف بالإرادة والحرية والاستقلالية والمسؤولية يقتضي حسب هيغل الحصول على اعتراف الآخرين، وهو ما يستدعي ضرورة الدخول في علاقات صراع معهم، وهو صراع بمعناه الإنساني الذي يحركه الوعي بحرية الذات واستقلالها، وليس بمعناه الحيواني الذي يتم بدافع غريزي يحركه حب البقاء والحفاظ على الحياة وانسجاما مع موقفه الفلسفي ينتهي هيغل إلى القول بأن الصراع بين ذاتين

إنسانيتين يؤدي إلى خلق حالتين مختلفتين:

- موقف السيد الذي يُخاطر بكل شيء من أجل انتزاع اعتراف الغير به.

موقف العبد الذي يعترف بالغير ويتنازل عن حريته وإرادته. وهكذا يرى هيغل أن العلاقة التي ينبغي أن تجمع بين الذات والغير، يفترض أن تتأسس

على الندية والاعتراف المتبادل.

إن الاعتراف بالغير هو شرط وجوده والاعتراف بذات الأنا هو جوهر وجودها. يقول هيغل: إن الإنسان مستعد لأن يخاطر بحياته، ويقضي بالتالي على حياة الآخر، كي ينال اعتراف الآخر، ويفرض نفسه كقيمة عليا على الآخر، فإن مواجهتهما لا يمكن أن تكون إلا

صراعا حتى الموت.

الذات بحكم طابعها الإنساني ذات عاقلة مفكرة، بفعل التفكير تعي ذاتها ضمن ما يقابلها من ذوات مغايرة لها ومختلفة عنها إذ كلما زاد الوعي بالاختلاف والتمايز كلما زاد الوعي

بالذات أكثر.

وتثبت تجربة الخجل الشعورية برأي سارتر على حضور الآخر كوسيط بيني وبين نفسي،

فالآخر يحضر في وعبي كذات واعية تراقب أفعالي، فالخجل لا يتحقق بيني وبين نفسي، بل يؤدي إليه الغير، وفي ذلك يقول سارتر : فوجود الآخر شرط لوجودي، وشرط المعرفة نفسي وعلى ذلك يصبح اكتشافي الدواخلي اكتشافا للآخر وقال أيضا: إني في حاجة إلى وساطة الغير لأكون ما أنا عليه ، وفي قول آخر : ( إن الغير ليس فقط من أشاهده، بل هو من يشاهدني

أيضاء.

عرض منطق الخصوم في المقابل يؤكد بعض الفلاسفة أن معرفة الذات تتوقف على الوعي والشعور فالوعي يعتبر ميزة جوهرية وأساسية في الذات وهو الأساس الذي تتوقف عليه معرفتها وهو المصاحب لها طيلة وجودها وأي غياب للوعي يعتبر غيابا للذات وانعداما فا وأهم هؤلاء نجد الفيلسوف الفرنسي رونيه ديكارت وأيضا مواطنه الفيلسوف مان دو بيران وزعيم الفلسفة الظواهرية الفيلسوف الألماني إدموند هوسرل، حيث يؤكد ديكارت أن كل ذات تعي ذاتها وتعرف حقيقة أناها وما يجري فيها من انفعالات كالفرح والحزن والغضب وما يصدر عنها من سلوكات لأن الوعي هو الذي يعبر عن حقيقة الذات ويميزها ويصاحب كل فعالياتها فالوعي هو المرجع الأساسي لتمييز الذات عن العالم الخارجي وإثبات وجودها والمقصود بالوعي المعرفة المباشرة لما يجري في النفس من غير واسطة أو جهد عقلي،

وهذا ما أثبته ديكارت في مقولته الشهيرة التي تعرف باسم الكوجينو: «أنا أفكر إذن أنا موجودة Je pense done je suis فالنفس البشرية أو الذات لا تنقطع عن التفكير إلا إذا انعدم وجودها فالشعور هو الذي يؤكد لنا أننا موجودون وأن الغير موجود وأن العالم موجود فالتفكير هو جوهر الأنا فتنعكس الأنا على ذاتها شاكة ومتسائلة لتثبت وجودها وحدها بغض النظر عن الآخرين وبغض النظر عن جسدها. ودعم هذا الموقف هنري برغسون مؤسس علم النفس الاستيطاني الذي يرى أن الإنسان يدرك ذاته إدراكا مباشرا فهو يدرك تخيلاته

وأحاسيسه بنفسه إذ لا يوجد في ساحة النفس إلا الحياة الشعورية.

نقدهم: صحيح أن الإنسان كائن عاقل وأن الوعي يلعب دورا مهما في معرفة الذات لكن هناك الكثير من الفلاسفة الذين اعترضوا على ذلك وبينوا نقصه وعجزه في معرفة الذات قالوعي الذاتي قد يكون مجرد تأمل ميتافيزيقي يعبر عن أوهام لا تمثل حقيقة الذات كالمبالغة والتضخيم والجهل والغرور. كما أن اعتبار الوعي هو المؤسس للذات ووجودها قد يكون مجرد خداع وانطباعات خاطئة تعبر عن ظلال الحقيقة وليس جوهرها وهو ما أشار إليه

الفيلسوف اليوناني أفلاطون في أسطورة الكهف.

إن الشعور من وجهة نظر طبيب الأعصاب النمساوي سيغموند فرويد غير قادر على الوصول إلى معرفة الجانب الآخر من النفس وهو اللاشعور باعتباره الجانب الأعمق والأكبر من النفس وبالتالي غير قادر على معرفة الذات معرفة حقيقية كالمجرم الذي لا يعرف أن

العنف الذي تعرض له في صغره قد يكون سبب سلوكه الإجرامي.

أحيانا يعتقد الإنسان خطأ أن وعيه قادر على معرفة ذاته فيقع في مغالطة مع نفسه، أي أن الصورة التي يشكلها وعيه حول ذاته تكون مخادعة أو مخيبة، لأن الكثير من عواطفنا ومدركاتنا معرضة لتأثيرات الآخرين مما توقعنا في الخطأ أو الخداع فالكثير من الناس يظن نفسه أفضل من الآخرين وأنه يملك قدرات خارقة وأنهم أقل درجة وذكاء منه لكنه يكون واهما. وفي ذات السياق اعترض الفيلسوف الهولندي سبينوزا على تفسير الذات بالشعور فوصف الشعور بالوهم والمغالطة، واعتقاد الناس بأنهم أحرار في تصرفاتهم برأيه ظن خاطئ لعدم وعيهم بسلطان رغباتهم وشهواتهم، إنهم لا يعلمون شيئا عن الأسباب المتحكمة والموجهة لشعورهم. ومثاله في ذلك السكير الذي يتوهم أنه يتحدث عن وعي وعن إرادة

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (1.1مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
مقالة الشعور بالانا والشعور بالغير استقصاء بالوضع كتاب الهدى لغات أجنبية و علوم تجريبية

اسئلة متعلقة

مرحبًا بكم إلى موقع النابض دوت كوم ، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...