0 تصويتات
في تصنيف مناهج دراسية بواسطة (1.1مليون نقاط)

بحث حول الشعور واللاشعور في الفلسفة 3 ثانوي بكالوريا 

مقدمة وخاتمة عن الشعور واللاشعور 

مفهوم الشعور واللاشعور ثالثة اداب وفلسفة 

. 3اف

أهلاً بكم طلاب وطالبات في موقع النابض alnabth بمعلوماته الصحيحة نقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه كما نقدم لكم الأن أعزائي طلاب وطالبات البكالوريا 2023 2024 من أسئلة الاختبارات والواجب المدرسي إجابة السؤال القائل ___بحث حول الشعور واللاشعور في الفلسفة 3 ثانوي بكالوريا 

وتكون اجابتة الصحية 

بحث حول الشعور واللاشعور في الفلسفة 3 ثانوي بكالوريا 

مقدمة : طرح المشكلة

يحدث ان تخاطب انسان و لايتجاوب معك ، وتقرا ولا تفهم ما تقرأ وفي كلا الحالتين يكون الذهن قد شرد وغاب الوعي والشعور وبالتالي فان تعاملنا مع المحيط يتطلب حضور الشعور فماذا نعني به وما هي طبيعته ؟ 

1- ـ الشعور

 الشعور بالشيء هو ادراكه والعلم به على سبيل الفطنة لا على سبيل الاستدلال ويرادفه الحدس ، فهو حدس الذات لأفعالها وأحوالها فانا اكتب وادرك انني اكتب وافكر وادرك ذلك كما اعلم ان كنت حزين او مسرور . الا ان هذا الحدس يكون متراوحا بين الشدة والضعف وبين الوضوح والابهام فهو نشاط نفسي يتميز بوعينا بما نقوم به من افعال . يعرفه موريس برادين Mourice Pradines ( 1874 ـ 1958 ) بقوله : " يعتبر الانتباه بصفة خاصة جهدا نفسيا غايته تركيز افكارنا نحو هدف عقلي او ادراكي " ويعرفه لالاند : " الشعور على وجه التقريب كمايلي : هو حدس العقل التام الواضح لاحواله وافعاله "  

وظيفة الشعور

الانتباه يحدد نوع المنبهات الخارجية التي نتعامل معها ونحتاج اليه لتنسيق وضبط الاداء وبه نحدد الاولويات التي نقوم بها ويمكننا من الأداء الذكي 

مستويات الشعور

هل يكون الشعوردائما على درجة واحدة من الانتباه والتركيز ؟ اليست له درجات ومستويات تتراوح بين القوة والضعف ؟ ان الاهتمام بالدرس لا يمنعك احيانا من سماع بعض الاصوات في الخارج فهل يكون الشعور في نفس المستوى بين الدرس والاصوات الخارجية ؟ 

الشعور التلقائي ( العفوي )   

ويحدث بشكل عفوي فنطلع على احوالنا النفسية او نتعرف على ما تنقله لنا الحواس دون بدل أي مجهود فكري .

الشعور التأملي

التأمل هو النظر المركز الطويل نسبيا حول موضوع واحد او حالة نفسية عن طريق الاستبطان عندما تنعكس الذات على نفسها مصحوبة بالانتباه واليقظة والتركيز .

الشعور الهامشي  

هو مجال الحياة النفسية التي ليت موضوع للشعور التاملي والتي سبق ان كانت موضوعا له ويمكن ان تعود اذا توجه الانتباه اليها بشكل ارادي او تفرض نفسها حسب توفر العوامل التي تساعدها على الطفو على ساحة الشعور مثل شدة المنبه وتكراره وتغيره المفاجئ وحركته 

خصائص الشعور 

متغير 

أي لا يثبت على حال يقول باسكال بليز (1623 ـ 1662 ) pascal blaise " الزمن يشفي من الآلام والمنازعات والضغائن لان الإنسان يتغير ويتبدل من حال الى حال فلا الجارح ولا المجروح بباقيين على حالتهما الأولى " وفي نفس المعنى يقول وليام جيمس William James (1842 ـ 1910 ) فيلسوف امريكي : " فنحن على الدوام ننتقل من إحساس بصري الى احساس سمعي ...ومن استدلال الى بث ومن تذكر الى رجاء ومن الحب الى البغض ...وباختصار فان شعورنا يتخذ عدة اشكال متعاقبة " 

متصل 

تغير الحالات الشعورية لا يعني وجود فراغات تفصل بين الحالات المختلفة بل هو متصل رغم النوم وحالة الغيبوبة فالشعور يستأنف مجراه ويندمج ، فهو عند وليام جيمس متصل بشكل محسوس ويعبر برغسون Bergson عن الاتصال في الشعور بالديمومة ويعني بها اتصال الأحوال الشعورية واندماج اللاحق منها بالسابق اثناء جراينها بحيث تصحبها فكرة الكيف لا فكرة الكم التي تجزء المتصل ويعمد اليها الانسان عند التفكير او التواصل مع الغير .

إنتقائي 

الانتقال من موضوع الى اخر لا يعتمد على عنصر المفاجأة بل هو عملية قصدية انتقائية حسب الاهتمام يقول وليام جيمس : " ان الشعور يهتم اهتماما غير متساوي الدرجات بمختلف عناصر مضمونه فيقبل البعض ويرفض البعض الاخر . فالتفكير هو القيام باصطفاءات " وتتجلى هذه الخاصية في العمليات العقلية العليا وهذه الخاصية هي سبب اختلاف الناس في تسجيل انطباعاتهم حول شيء ما .

كيفي 

الاحوال النفسية التي تشعر بها غير قابلة للتقدير الكمي وانما توصف فقط من حيث الشدة والضعف والوضوح و الغموض .

ذاتي 

الشخص هو المؤهل لمعرفة احواله النفسية ومحاولة معرفة ذلك عند الغير لا يعدو مجرد تخمين وهذا ما يفسر اختلاف ردود افعال بين الاشخاص حول مثير معين .

النظرية التقليدية في الشعور

بما ان كل فرد يشعر باحواله النفسية اذا انعكس على ذاته او ركز على موضوع خارجي وفي كلا الحالتين هو شعور بشيء ويرى مين دي بيران Maine de Biran ان الشعور يستند الى التمييز بين الذات الشاعرة والموضوع المشعور به وهو شرط مشترك وضروري لكل ما سواه من الفعاليات الذهنية وهذا ما نجده عند ديكارت René Descartes ( 1596 ـ 1650) فيلسوف فرنسي يرى ان كل ماهونفسي هو شعوري فشعوره بالتفكير هو الذي اقنعه بانه موجود يقول يقول : " فعرفت من ذلك انني جوهر كل ماهيته او طبيعته لا تقوم الا على الفكر ولا يحتاج في وجوده الى أي مكان ولا يتعلق باي شيء مادي(بمعنى "الانا" أي النفس التي انا بها ما انا متميزة تمام التميز عن الجسم لا بل ان معرفتنا بها اسهل " ويقصد ان الشك الذي طال عنده كل شيء لم يستطيع ان يتجاوز به كونه يشك ويشعر بشكه وتفكيره ولذلك قال انا افكر اذن انا موجود .

إن التسليم بثنائية الجسم والنفس ، يقود إلى التسليم بأن النفس تعي جميع أحوالها ، وأن الشعور والحياة النفسية مفهومان متكافئان ، وأنه لا يوجد خارج الحياة النفسية إلاّ الحياة العضوية (الفيزيولوجية) ؛ فالنفس لا تنقطع عن التفكير إلاّ إذا تلاشى وجودها ، والشعور حدس بل هو صورة للظواهر النفسية ، وهو بذلك معرفة أولية مباشرة مطلقة ، صادق الحكم لا يخطئ أبداً ، على عكس الإدراك الذي هو نسبي من حيث أنه يقوم على الإحساس ، أمّا الشعور فلا واسطة بينه وبين الحوادث النفسية ، فإذا شعرت بحالة ما كان شعوري بها مطلقا أشعر بها كما هي ، لا كما تصورها لي حواسي . وبذلك فإن الشعور يتّسع لكل الحياة النفسية وهو مستقل عن البدن ، وليس وراءه شيء ؛ بل من التناقض أن نقول بأن النفس تشعر بما لا تشعر ، فهي تشعر لأن الحادثة التي تشعر بها موجودة ، أمّا إذا كانت الحالة النفسية غير موجودة فإنه يستحيل الشعور بها .

ونفس الراي نجده عند بيار جاني Pierre Janet (1859 ـ 1947) فيلسوف فرنسي الشعور عنده مجموعة من الارجاع وردود الافعال التي يقوم بها الشخص تجاه افعاله لتنظيمها ومراقبتها وهو عند سارتر Jean Poul Sartre (1905 ـ 1980) فيلسوف فرنسي . شعور بشيء دائما بمعنى ان الشعور موجود ولكنه مرتبط في وجوده مع الموضوع المشعور به . الا ان ابن سينا يرى إمكانية وجود الشعور بشكل مستقل فلا علاقة له بالموضوع المشعور به ولا علاقة له حتى بالجسم حتى انه يمكن تصور جسم مفرق الى أجزائه ومع هذا يبقى على شعوره يقول : " اذا تجرد ـ الانسان ـ عن تفكيره في كل شيء من المحسوسات او المعقولات حتى عن شعوره ببدنه فلا يمكن ان يتجرد عن تفكيره في انه موجود وانه يستطيع ان يفكر " واجمالا يرى العقليون ان الشعور حقيقة موجودة وله وظيفة نفسية فعالة وليس اضافي يمكن التخلي عنه .

تعليق : 

لكن التجربة النفسية تكشف بوضوح أننا نعيش الكثير من الحالات دون أن نعرف لها سبباً ، والمنطق السليم يقول أن عدم وعي السبب لا يعني عدم وجوده . فالسبب موجود ولكنه مجهول فنحن نخضع للجاذبية ولكننا لا نشعر بها ، ونحبّ أشياء دون ان نعرف لماذا ؟ ونكره أشياء دون وعي الأسباب ، ونميل إلى أفكار دون أن نفقه العلة ؛ والعقل يقرّ أنه لا تحدث ظاهرة أو واقعة أو حادثة إلاّ بوجود سبب كاف يُوجدها .

هذه النظرة للشعور رفضها التجريبيون لان الشعور عندهم لا يزيد عن كونه تلك الانطباعات الحسية والدليل على هذا ان زوال الانطباع الحسي يؤدي الى زوال الشعور ومنه فلا وجود للانطباع الذي يسبق الانطباع الحسي فهو مجرد استجابة لمؤثر ما وليس وظيفة . يرى مودسلي Moudsley ان الشعور قد يشهد الحادثة النفسية لكنه لا يحدثها وهكذا اعترضت المدرسة السلوكية بزعامة واطسون John Watson (1878 ـ 1958) على ما جاء في النظرية التقليدية . فالشعور عندهم خرافة ميتافزيقية وهذا تماشيا مع مذهبهم المادي الذي ينكر وجود النفس والروح فإنكار الشعور حسب بيار نافيل يعود الى عدم امكانية ملاحظته يقول : " ... فحل الشعور والأحوال الشعورية محل النفس ، لكنها كانت تفلت من الملاحظة مثل النفس ..." بمعنى ، لا داعي من مواصلة البحث في هذا الميدان ميدان الشعور والأحوال الشعورية فهي لن تحقق أي نجاح يذكر وهذا بالقياس مع الأبحاث السابقة حول النفس والروح ذلك لبعدهما عن الملاحظة الحسية التي يتمتع بها الجسد .

وتدعمت هذه النظرية بابحات ريبو Theodule Armand Ribot ( 1839 ـ 1916) فرنسي الذي جعل كل احوال النفس تابعة للدماغ . فالشعور هو مجرد انعكاس للنشاط الكهربائي في الدماغ عند قيامه بوظيفة عقلية .

الا ان مايؤخذ على هذا الموقف التجريبي المادي انه لم يقدم تفسير مرضي لعملية تخدير المريض اثناء العملية الجراحية فالمعلوم ان الغاية من ذلك هي جعله يفقد الوعي أي الشعور وليس القصد منها فقدانه للجملة العصبية وهذا مايؤكد وجود الشعور. ثم ان الانطباع الحسي لا يزول بزوال الانطباع الحسي انه متصل ومتغير وبالتالي ينتقل الى موضوع اخر وهذا لا يعني زواله .

2

تابع قراءة المزيد من المعلومات المتعلقة بمقالنا هذا في اسفل الصفحة على مربع الاجابة وهي كالتالي 

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (1.1مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
بحث حول الشعور واللاشعور في الفلسفة 3 ثانوي بكالوريا الشعور واللاشعور -  3اف.

2 ـ ظهور التحليل النفسي

ثم جاء عالم النفس النمساوي سيجموند فرويد Sigmund Freud ( 1856 ـ 1939) واستبدل طريقة التنويم المغناطيسي بالتحليل النفسي وتقوم هذه الطريقة على التداعي الحر وهو وسيلة المحلل النفساني فيهيئ الجو الملائم لذلك ويشرع في استجواب المريض ويلح في أسئلته وينبهه الا يخفي أي فكرة حتى لو كانت غير لائقة واذا توقف المريض عن مواصلة الكلام فمعنى ذلك ان الكبت مازال يحاول إخفاء بعض الأفكار فيسيطر عليه المحلل بخبرته ويركز على الكلمة المفتاح ، فيزيل هذا الكبت حتى يفصح المريض عن سبب مرضه ومن ثم يتماثل للشفاء .كما يعتمد فرويد في التحليل النفسي على تفسير الاحلام وينتبه الى فلتات اللسان وينبغي للمحلل ان يعرف ان المكبوتات تتحايل للخروج اما على شكل نكوص وعودة الى الطفولة او اسقاط فنرى في الناس مانراه في انفسنا او التقمص او التبرير .ويتمحور التحليل النفسي عند فريد على ما اطلق عليه الليبيدو او غريزة الجنس واعتبرها المحرك الاساسي ومصدر كل الاحوال والافعال النفسية سوية او مرضية يقول : " ... ان اسباب الاضطرابات الهيستيرية توجد في الدخائل الحميمية للحياة النفسوجنسية للمريض وان الاعراض الهيستيرية هي التعبير عن رغباتهم المكبوتة الاكثر سرية فعندئذ يتحتم على المريض المكتمل لحالة هيستيريا ان ينطوي على كشف لهذه الدخائل الحميمية وفضح لهذه الاسرار "

ومن اشكال اللاشعور :

1 ـ اللاشعور الفيزيلوجي : التنفس ، الهضم ...

2 ـ اللاشعور النفسو فيزيولوجي : الميول العادية

3 ـ اللاشعور الجمعي : المعتقدات والاساطير التي تؤثر في السلوك

4 ـ اللاشعور العائلي : عواطف المحبة والكراهية

5 ـ اللاشعور المرضي

الجهاز النفسي عند فرويد

مستويات الجهاز النفسي

الهو :

 وهو مجموعة الدوافع الغريزية في الإنسان القائمة على مبدأ اللذة فهو غير مهذب وغير أخلاقي ومتحرر من القواعد الأخلاقية يقول فرويد عن هذا القسم : " كل ماهو موروث ، كل ما يظهر عند الميلاد كل ماهو مثبت في الجبلة ، او الفطرة لذا فهو يتألف من الميول الغريزية التي تصدر عن العضوية " ويعرف بالليبيدو ( الغريزة الجنسية)الذي تطور مند الطفولة بداية بالمرحلة الفمية ولذة مص الثدي ، ثم تأتي المرحلة السادية الشرجية عند قضاء الحاجة او التمزيق والتحطيم واخيرا المرحلة الجنسية عندما يهتم باعضائه التناسلية ومظاهر الليبيدو تتمثل في محبة الطفل لامه ومحبة البنت لأبيها وتلخص هذا عقدة اوديب complexe d’odib الذي قتل اباه وتزوج امه او محبة الحنس المضاد وكراهية الجنس المماثل .

او هو ذلك القسم الأولي المبكر الذي يضم كل ما يحمله الطفل معه منذ الولادة من الأجيال السابقة وانه يحمل ما يسميه فرويد الغرائز ومن بينها غرائز اللذة والحياة والموت.وهو يعمل تحت سيطرة ما يضمه منها. وما هو موجود فيه لا يخضع إذن لمبدأ الواقع أو مبادئ العلاقات المنطقية للأشياء بل يندفع بمبدأ اللذة الابتدائي، وكثيراً ما ينطوي على دوافع متضاربة. انه لا شعوري وهو يمثل الطبيعة الابتدائية والحيوانية في الإنسان.

الأنا :

 وهو قوة ضابطة مهمته مراقبة الهو وكل النشاط الإرادي وبفضله نحافظ على كيان الشخصية . وينشأ ويتطور لأن الطفل لا يستطيع أن يشبع دوافع (الهو) بالطريقة الابتدائية التي تخصها، ويكون عليه أن يواجه العالم الخارجي وان يكتسب من بعض الصفات والمميزات وإذا كان (الهو) يعمل تبعاً لمبادئه الابتدائية الذاتية، فإن(الأنا) يستطيع أن يميز بين حقيقة داخلية وحقيقة واقعية خارجية. فالأنا من هذه الناحية يخضع لمبدأ الواقع، ويفكر تفكيراً واقعياً موضوعياً ومعقولاً يسعى فيه إلى أن يكون متمشياً مع الأوضاع الاجتماعية المقبولة. هكذا يقوم (الأنا) بعملين أساسين في نفس الوقت:أحدهما أن يحمي الشخصية من الأخطار التي تهددها في العالم الخارجي، والثاني أن يوفر نشر التوتر الداخلي واستخدامه في سبيل إشباع الغرائز التي يحملها(الهو) وفي سبيل تحقيق الغرض الأول يكون على الأنا أن يسيطر على الغرائز ويضبطها لأن إشباعها بالطريقة الابتدائية المرتبطة معها يمكن أن يؤدي إلى خطر على الشخص.فالاعتداء على الآخرين بتأثير التوتر الناشئ عن الغضب يمكن أن يؤدي إلى ردّ الآخرين رداً يمكن أن يكون خطراً على حياة المعتدي نفسه وهكذا يقرر الأنا (متى) و(أين) و(كيف) يمكن لدافع ما أن يحقق غرضه ـ أي أن على (الأنا) أن يحتفظ بالتوتر حتى يجد الموضوع المناسب لنشره. وهكذا يعمل الأنا طبقاً لمبدأ (الواقع) مخضعاً مبدأ اللذة لحكمه مؤقتاً.

الأنا على :

 ويشمل التربية التي يتلقاها الفرد من الأسرة والمجتمع وهو حافل بالمحظورات وأشكال القمع التي تقف في وجهة الهو.

 فهذا الجهاز يظم عنصرين متناقضين وهما الهو بنزواته والانا الأعلى بسلطته ويتوسطهما الانا . فاذا وفق في إرضاء الطرفين فانه يخلق نوع من التوازن النفسي اما اذا ضعف امام طلبات الهو فانه يتعرض الى تأنيب الأنا الأعلى ومن هنا تنشأ العقد والإمراض النفسية . وهنا نجد أنفسنا أمام حاضن للقيم والمثل الاجتماعية والدينية التي ربى الطفل عليها في بيته ومدرسته ومجتمعه. (فالأنا الأعلى) يمثل الضمير المحاسب، وهو يتجه نحو الكمال بدلاً من اللذة، ولهذا (الأنا الأعلى) مظهران، الضمير والأنا المثالي. يمثل الأول الحاكم بينما يمثل الثاني القيم.

 وإذا أردنا تلخيص هذا البناء الثلاثي الداخلي للشخصية كما يراه بعض العلماء قلنا ما يلي :

إن الأنا هو الذي يوجه وينظم عمليات تكيف الشخصية مع البيئة، كما ينظم ويضبط الدوافع التي تدفع بالشخص إلى العمل، ويسعى جاهداً إلى الوصول بالشخصية إلى الأهداف المرسومة التي يقبلها الواقع، والمبدأ في كل ذلك هو الواقع. إلا أنه مقيد في هذه العمليات بما ينطوي عليه (الهو) من حاجات، وما يصدر عن (الأنا الأعلى) من أوامر ونواهي وتوجيهات فإذا عجز عن تأدية مهمته والتوفيق بين ما يتطلبه العالم الخارجي وما يتطلبه (الهو) وما يمليه (الأنا الأعلى) كان في حالة من الصراع يحدث أحياناً أن يقوده إلى الاضطرابات النفسية.

و كما انكر التجريبيون وجود الشعور فان البعض انكر ايضا وجود اللاشعور على اساس انه يحمل تناقض ( لا شعور / موجود ) يتساءل هنري آي : " اليست الحياة النفسية اللاشعورية مفهوما متناقضا ؟ والا اذا وجد في الحياة النفسية لا شعور فما هو وجوده ؟ " ليصل الى القول : " وبالتالي ان الظاهرة اما لا شعورية فيزيائية واما شعورية نفسية " وهنا نرجع الى ما قاله ديكارت من قبل حول التطابق بين الشعور والحياة النفسية اما فرويد فقد عارضه تلميذه ادلر Adler ( 1870 ـ 1937 ) في القول ان مصدر الاضطرابات النفسية هو اليبيدو وقال انما هو شعور بالقصور والنقص والحل يكمن في التعويض وقد بالغ فرويد عندما اعتبر الأثر الفني والدين والأخلاق نتيجة لتصعيد اليبيدو ففسر الأعلى بالادنى والاشرف بالأرذل .

الصراع و التوازن النفسي

ويحدث المرض النفسي حسب فرويد عندما ينفصل عن الشعور الواعي جزء منه وكلما حاول العودة يلقى الكبت refoulement ويتحول بعدها الى احوال لا شعورية يترسب في الحياة النفسية الباطنية في صورة عقد تحاول ان تطفوا على ساحة الشعور فتكبت وتظهر في شكل امراض او سلوك غريب وشاد ولا يمكن فهم حدوث الامراض النفسية ذات الأسباب اللاشعورية الا من خلال معرفة المنظومة النفسية او الجهاز النفسي عند فرويد .

من الليبيدو إلى الغريزة العدوانية :

لقد اعتبر التحليل النفسي أن جميع دوافع الإنسان ورغباته يمكن ردّها إلى هاتين الغريزتين فقط: غريزة الحياة (أو الغريزة الجنسية) ، وغريزة الموت (أو العدوان والتدمير) .

1 ـ دور الليبيدو :

وتتجلّى غريزة الحياة في كل ما يقوم به الإنسان من أعمال إيجابية بناءة قصد المحافظة على كيانه واستمرار وجوده . ولقد توسع فرويد في مفهوم الغريزة الجنسية فلم يقصرها على التناسل أو التكاثر ، وهي غريزة توجد في الطفل منذ ولادته وليست كما يعتقد البعض أنها لا تظهر إلاّ في سن البلوغ ؛ لقد جعل من الغريزة الجنسية مصدر كلّ محبة وحنان ، كما أنها تشمل جميع مظاهر اللذة الحسية والعاطفية . فاللذة التي يجدها الطفل من عملية الامتصاص لذة جنسية لأنها تؤدّي إلى التخفيف من حدة التوترالجسمي الذي يحس به الطفل ، واللذة التي يشعر بها الطفل من حنان أمه لذة جنسية . وقصارى القول فإن الغريزة الجنسية بمعناها الواسع في أبحاث التحليل النفسي تشتمل على :

- الميول الجنسية التي تستهدف الإنسال والتكاثر .

- مظاهر الحب والودّ بين الآباء والأبناء ، وحبّ الذات ، وحبّ الأصدقاء ، وحبّ الحياة ، وحبّ الإنسانية جمعاء .

- مظاهر اللذة الوجدانية ؛ كاللذة التي يشعر بها الطفل في عملية الإمتصاص والإخراج ونحوهما من النشاط الحركي .

ـ دور الغريزة العدوانية :

أما الجانب الآخر من الدوافع فيتمثل في غريزة الموت التي تظهر في السلوك التخريبي والهدم والعدوان على الغير (كما في الحرب) ، والعدوان على النفس (كما في الانتحار) ؛ وعند فرويد فإن العدوان ينشأ من كبت الميول المختلفة ، ثم تطورت هذه الفكرة عنده وأصبح ينظر إلى العدوان على أنه استعداد غريزي مستقلّ في تكوين الإنسان النفسي . وعلى ذلك فالدوافع للسلوك العدواني فطرية ، ويصبح الإنسان بناء على هذه الفكرة عدوّاً لأخيه الإنسان بالفطرة والغريزة وتنحصر رسالة المجتمع في تهذيب هذه الدوافع وترويضها . ولا تبدو غريزة العدوان في اعتداء الإنسان على أخيه الإنسان وحسب ، وإنما تبدو أيضا في الرغبة في تدمير الجمادات وتحطيمها ؛ فالطفل قد يحطم لعبته وأثاث غرفته ، وليست الحروب وما تجلبه من دمار لمظاهر الحضارة المادية والانسانية إلاّ مظهراً من مظاهر السلوك العدواني الغريزي .

وصفوة القول فإن فرويد يفسر السلوك الإنساني عند الطفل الصغير والراشد ، عند الشخص السويّ والشخص الشاذ ، سلوك الفرد وسلوك الجماعة ، إبداع الفنانين والعلماء ، بالقول بهاتين الغريزتين وبما يقوم بينهما من صراع في الكائن الإنساني ؛ فإحداهما تنزع إلى البناء والأخرى إلى التدمير ،وللمجتمع وظيفة هامة في تغليب وظيفة البناء في الإنسان على وظيفة التخريب .

3-ـ اللاشعور بين النظرية العلمية

 و الافتراض الفلسفي

هل تبرير اللاشعور يمثل نظرية علمية قائمة بذاتها، أم يظلّ مجرد افتراض فلسفي ؟

بين المنهج العيادي والتفسيرالنظري :

 ما مدى مشروعية التساؤل عن القيمة العلمية للمنهج الذي يتبعه المحلّل النفسي من أجل معرفة الرغبات والميول اللاشعورية وما تبديه من نشاط سويّ أو غير سويّ ؟ ثم ما الذي تستطيع فرضية اللاشعور الفرويدية أن تفسره من السلوك الإنساني وهي لا تقدر أصلا أن تلاحظ ما هو شعوري ، ناهيك عمّا هو لاشعوري ؟   

          

التحليل كمنهج عياديّ :

ممّا لا شك فيه أن التحليل النفسي كشف عن فعاليته وجدواه في علاج بعض الاضطرابات العصبية ، كما كشف عن مدى تأثير تجارب الطفولة المبكرة في سلوكات الراشدين ، وأصبحت الدراسات والنتائج التي استخلصها التحليل النفسي لقضايا اللاشعور تنير الكثير من الجوانب في سلوك المجرمين والمنحرفين والمجانين والفاشلين ، وقد عزّزت هذه الدراسات الجانب الإنساني فأصبح عدد من المنحرفين يدخلون المستشفيات بعد أن كان يُلقى بهم قديماً في غياهب السجون ، أو يظلّون عرضة للسخرية والامتهان .

الفرضية والفرضيات المضادّة :

إن المبالغات التي حفل بها التحليل النفسي مع مؤسّسه الرائد قد أدّت إلى الشك في الطبيعة العلمية لفرضية اللاشعور ، بل أن تلاميذ المدرسة كانوا أوّل من شق عصا الطاعة ؛ فآلفريد آدلر (Adler A.1870- 1937) رأى أن اللاشعور ليس مردّه إلى الليبيدو ، بل هو راجع إلى الشعور بالقصور ، فالمصاب بقصور عضوي يسعى إلى تعويض هذا القصور وتغطيته عن طريق الأعراض العصابية ، وكل ما فسّره فرويد بالكبت فسره آدلر بعقدة القصور وبالتعويض . أما كارل يونغ (K.Young 1875-1961) ، فقد عارض هو الآخر أستاذه ورأى أن النظرية الجنسية كما وضعها فرويد غير كافية لأنها لا تتناول إلاّ جانباً واحداً من المشكلة ، فينبغي أن تضاف إليها الحاجة إلى السيطرة . كما أنه ميّز بين نوعين من الناس : نوع يتوّجه إلى الأشياء أكثر مما يتوّجه إلى نفسه ، ويتوجّه إلى الخارج ليتكيّف معه (وهو المنبسط) ، ونوع يتوّجه نحو نفسه ويميل إلى الخيال والتأمل ، ويكون نشاط الليبيدو عنده متوّجهاً نحو ذاته (وهو المنطوي) . وانتهى يونغ إلى وضع نظرية في اللاشعور الجمعي ؛ فلاشعورنا ليس مليئاً بالأزمات التي نكون قد عشناها أثناء طفولتنا فقط ، بل وكذلك بالأزمات التي مرت بها الإنسانية جمعاء ، وفضلا عن ذلك ، فقد بلغ الاعتراض على نظرية التحليل النفسي إلى حدّ أن هناك من أنكر حتى وجود لاشعور .

 إن محاولة التحليل النفسي مع فرويد على الخصوص أن يجعل من فرضية اللاشعور نظرية علمية لم تحقق النجاح المأمول لها إلا من الناحية التطبيقية كما رأينا، أمّا اعتبارها في مرحلة متأخرة فلسفة عامة مطلقة قادرة على تفسير كل النشاطات الإنسانية من فنون و آداب وعلوم ، فإنها دلّت على طموح يتجاوز واقع الأشياء ؛ لأنه أراد أن يفسر الظواهر على تنوّعها بمبدأ واحد هو اللاشعور ، وأن يفسّر كل نشاطات اللاشعور بمبدأ واحد هو الليبيدو ، فحاول بذلك أن يفسر الأعلى بالأدنى ، مؤسّساً مذهباً مادياًّ صرفاً من الوجهة الفلسفية .

خاتمة : حل المشكلة

يتّضح إذن من خلال كلّ ما قدّمناه أن الحياة النفسية تتأسّس على ثنائية متكاملة قوامها الشعور واللاشعور ؛ الشعور بحوادثه وأحواله التي بدونها لا يتأتّى للإدراك وسائر الوظائف العقلية الأخرى أن تتفاعل فيما بينها أو مع العالم الخارجي، واللاشعور بمخزونه المتنوّع كرصيد ثريّ يمكّن في آن واحد من استكشاف تاريخ الفرد وكذا تقويم سلوكه . وبذلك فإنه لا ينبغي النظر دائما إلى الشعور على أنه ساحة صراع بين متناقضات ، بل بوصفه آلية للتوازن والتكيف والمعرفة ، ولا إلى اللاشعور باعتباره سجناً لرغبات مكبوتة قد تعصف بكيان الشخصية ، وإنما كطاقة يمكن توجيهها نحو الإبداع العلمي والفني .

وتظلّ نظرية اللاشعور بوجه خاصّ ، في سياق التحليل النفسي، بمثابة اجتهاد أدّى إلى اكتشافات مضيئة وهامّة حول النفس البشرية ومعالجة كثير من اختلالاتها على مستوى السلوك (وهو ما لا يمكن إنكار إنجازاته على الصعيد العيادي) ، ولكنه اجتهاد مع ذلك ، أقرب - حتى يثبت العكس- إلى الافتراض الفلسفي منه إلى النظرية العلمية المتكاملة .

اسئلة متعلقة

مرحبًا بكم إلى موقع النابض دوت كوم ، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...