0 تصويتات
في تصنيف مناهج دراسية بواسطة (1.1مليون نقاط)

يقول هنري بوانكاريه إن التجريب دون فكرة مسبقة غير ممكن دافع عن هذه الأطروحة استقصاء بالوضع

موقع النابض وهو موقع سؤال وجواب يقوم بالإجابة عن أي سؤال يتم طرحة في جميع المجالات، وسيتم الإجابة عنه من خلال كادر متعلم من الدرجة الأولى أو يمكن الإجابة عن طريق المستخدمين الآخرين ، فمن خلال موقع النابض يمكنك مناقشة أي سؤال يتم طرحة وذلك من خلال التعليقات فقط أضغط على طرح سؤال .يقول هنري بوانكاريه إن التجريب دون فكرة مسبقة غير ممكن دافع عن هذه الأطروحة استقصاء بالوضع... ونود الإحاطة أن جميع حقوق الطبع والنسخ محفوظة 2023 C لدى موقع النابض.يقول هنري بوانكاريه إن التجريب دون فكرة مسبقة غير ممكن دافع عن هذه الأطروحة استقصاء بالوضع... سررنا بزيارتكم

يقول هنري بوانكاريه إن التجريب دون فكرة مسبقة غير ممكن دافع عن هذه الأطروحة استقصاء بالوضع 

الإجابة هي 

المقالة الخامسة : استقصاء بالوضع حول تأييد الفكرة المسبقة قبل التجريب .  

يقول هنري بوانكاريه :" إن التجريب دون فكرة مسبقة غير ممكن " . دافع عن هذه الأطروحة

طرح المشكلة : مقدمة: إن الفرضية تعني تلك الفكرة المسبقة التي توحي بها الملاحظة للعالم فتكون بمثابة خطوة تمهيدية لوضع القانون العلمي ، أي الفكرة المؤقتة التي يسترشد بها المجرب في إقامته للتجربة . ولقد كان شائعا بين الفلاسفة والعلماء من أصحاب النزعة التجريبية انه لم يبقى للفرضية دور في البحث التجريبي ، إلا انه ثمة موقف آخر يناقض ذلك متمثل في موقف النزعة العقلية التي تؤكد على فعالية الفرضية وانه لا يمكن الاستغناء عنها وهذا ما نحن بصدد إثباته والدفاع عنه . لذا نتساءل : كيف يمكن الدفاع عن هذه الأطروحة ؟ وهل يمكن إثباتها بأدلة قوية ؟.

محاولة حل المشكلة : 

عرض منطق الاطروحة: يرى انصار الاتجاه العقلي ان الفرضية كفكرة تسبق التجربة ، وهذا الأمر ضروري في البحث التجريبي ومن أهم المناصرين لهذا الطرح . نجد الفيلسوف الفرنسي كلود برنار الذي قال : " ينبغي بالضرورة أن نقوم بالتجريب من خلا ل الفكرة المكونة من قبل ". ويقول أيضا في موضع آخر:" الفكرة هي المبدأ لكل برهنة وكل اختراع واليها ترجع كل مبادرة ". وبالتالي نجده يعتبر الفرض العلمي خطوة من الخطوات الهامة في المنهج التجريبي ، وهذا من خلال قوله :" ان الحادث يوحي بالفكرة والفكرة تقود إلى التجربة والتجربة بدورها تحكم على الفكرة " . أما عن المسلمة المعتمدة في إثبات هذه الأطروحة هوان الإنسان يميل بطبعه الى التفسير والتساؤل كلما شاهد ظاهرة غير عادية ، وهو في هذا الصدد يقدم أحسن مثال يؤكد فيه عن قيمة افرض وذلك من خلال حديثه عن العالم التجريبي فرانسوا هوبير وهو يقول :" ان هذا العالم العظيم على الرغم من انه كان أعمى فانه ترك تجارب رائعة كان يتصورها ثم يطلب من خادمه أن يجربها " ولم تكن عند خادمه أي فكرة عنها وكان هوبير العقل الموجه الذي يقيم التجربة لكنه كان مضطرا إلى استعارة حواس غيره وكان الخادم يمثل الحواس السليمة التي تُطبع العقل لتحقيق التجربة المقامة من اجل فكرة مسبقة وبهذا المثال نكون قد أعطينا اكبر دليل على دور الفرضية ن وبالتالي تكون بمثابة الحجة المنطقية التي تبين لنا انه لا يمكن ان نتصور في دراستنا للظواهر عدم وجود أفكار مسبقة تؤكد على صحتها او خطئها بعد القيام بالتجربة .  

عرض منطق الخصوم ونقده: للأطروحة السابقة خصوم وهم أنصار الفلسفة التجريبية والذين يقرون بان الحقيقة موجودة في الطبيعة والوصول اليها لا يأتي الا عن طريق الحواس اي ان الذهن غير قادر على ان يقودنا الى حقيقة علمية ، والفروض جزء من الحتميات العقلية لهذا نجد هذا الاتجاه يحاربها بكل شد ونجد على راس هؤلاء الفيلسوف الانجليزي جون ستوارت مل الذي يقول :" ان الفرضية قفزة في المجهول وطريق نحو التخمين لهذا يجب علينا ان نتجاوز هذا العائق وننتقل مباشرة من الملاحظة الى التجربة " . ولقد وضع من اجل ذلك قواعد سماها قواعد الاستقراء متمثلة في : " قاعدة الاتفاق او التلازم في الحضور – قاعدة الاختلاف او التلازم في الغياب – قاعدة البواقي – قاعدة التلازم في التغير او التغير النسبي " وهذه القواعد بحسبه تغني البحث العلمي عن الفروض العلمية . ومنه فالفرضية بحسب النزعة العلمية تبعد المسار العلمي عن منهجه الدقيق لاعتمادها عن الخيال التجريبي المعرض للشك في النتائج لأنها تشكل الخطوة الاولى في تأسيس القانون العلمي منها قول نيوتن : " انا لا اصطنع الفروض " لكن موقف هؤلاء الخصوم تعرض لعدة انتقادات منها : ان النزعة التجريبية قبلت المنهج الاستقرائي وقواعده لكنها تناست هذه المصادر هي نفسها من صنع العقل مثلها مثل الفرض ، ثم اليس من التناقض ان نرفض هذا ونقبل ذاك ؟ كما اننا لو استغنينا عن موضوع الافتراض للحقيقة العلمية علينا ان نتخلى ايضا عن خطوة القانون العلمي. اذ هو مرحلة تاتي بعد التجربة للتحقق من الفرضية العلمية اي المرحلة الضرورية لتحرير القواعد العلمية . كما ان عقل العالم اثناء البحث ينبغي ان يكون فعالا ، وهو ما تفعله قواعد جون ستوارت مل التي تهمل العقل ونشاطه في البحث غرم انه الاداة الحقيقية لكشف العلاقات بين الظواهر عن طريق وضع الفروض اذ دور الفرض يكمن في تخيل ما لا يظهر بشكل محسوس . ثم ان نيوتن لم يقم برفض كل الفرضيات بل قام برفض نوع واحد وهو الفرضيات ذات الطرح الميتافيزيقي.  

الدفاع عن الأطروحة بحجج شخصية: يمكننا ان ندافع عن الاطروحة بحجج جديدة تنسجم مع ما ذهب اليه كلود برنار اهمها: موقف بوانكاريه وهو خير مدافع عن دور الفرضية لان غيابها بحسبه يجعل كل تجربة عقيمة ذلك لان الملاحظة الخالصة والتجربة الساذجة لا تكفيان لبناء العلم مما يدل على ان الفكرة التي يسترشد بها العالم في بحثه تكون من بناء العقل وليس بتأثير من الاشياء الملاحظة وهذا ما جعله يقول :" ان كومة الحجارة ليست بيتا فكذلك تجميع الحوادث ليس علما ". ان الكشف العلمي يرجع الى تأثير العقل اكثر مما يرجع الى تأثير الاشياء يقول العالم ويوال :" ان الحوادث تتقدم الى الفكر بدون رابطة الى ان يحي الفكر المبدع" . والفرض العلمي تأويل من التأويلات العقلية . ومع ذلك يبقى الفرض اكثر المساعي فتنة وفعالية ، بل المسعى الاساسي الذي يعطي المعرفة العلمية خصوبتها سواء كانت صحته مثبتة او غير مثبتة ، لان الفرض الذي لا تثبت صحته يساعد بعد فشله على توجيه الذهن وجهة اخرى .   

التأكيد على مشروعية الاطروحة : الخاتمة :نستنتج في الاخير انه لا يمكن باي حال من الاحوال انكار الاطروحة القائلة :"ان التجريب دون فكرة سابقة امر غير ممكن " . اي انكار دور الفرضية او استبعاد اثارها من مجال التفكير عامة ، وذلك لكونها امر عفوي يندفع اليه الانسان بطبيعته ولقد صدق الحسن بن الهيثم حين قال :" اني لا اصل الى الحق من اراء يكون عنصرها الامور الحسية وصورتها الامور الحسية " . ومعنى هذا انه لكي ينتقل من المحسوس الى المعقول لا بد ان ينطلق من ظواهر نقيم عليها الفروض ، ثم من هذه القوانين التي هي صور الظواهر الحسية نصل الى نتائج . ومنه نؤكد ان اطروحتنا اطروحة صحيحة في صيغها الفلسفي ونسقها يمكن ان نتبناها وان نأخذ براي انصاره

2 إجابة

0 تصويتات
بواسطة (1.1مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
2 - مقالات استقصاء بالوضع : انطباق الفكر مع الواقع

المقالة الأولى : نص الموضوع :

يقول هنريبوانكاريه : « إن التجريب دون فكرة سابقة غير ممكن ... » أطروحة فاسدةوتقرر لديك الدفاع عنها فما عساك أن تفعل ؟

طرح المشكلة :

إن الفرضية هي تلك الفكرةالمسبقة التي توحي بها الملاحظة للعالم ، فتكون بمثابة خطوة تمهيدية لوضع القانون العلمي ،أي الفكرة المؤقتة التي يسترشد بها المجرب في إقامته للتجربة . ولقد كان شائعا بينالفلاسفة والعلماء من أصحاب النزعة التجريبية أنه لم يبق للفرضية دور في البحثالتجريبي إلا أنه ثمة موقف آخر يناقض ذلك متمثلا في موقف النزعة العقليةالتي تؤكد على فعالية الفرضية و أنه لا يمكن الاستغناء عنها لهذا كانلزاما علينا أن نتساءل كيف يمكن الدفاع عن هذه الأطروحة؟ هل يمكنتأكيدها بأدلة قوية ؟ و بالتالي تبني موقف أنصارها ؟

محاولة حل المشكلة : عرض منطقالأطروحة :

يذهب أنصار الاتجاه العقلي إلىأن الفرضية كفكرة تسبق التجربة أمر ضروري في البحث التجريبي ومن أهم المناصرين للفرضيةكخطوة تمهيدية في المنهج التجريبي الفيلسوف الفرنسي كلود برنار ( 1813 – 1878 ) وهو يصرح بقوله عنها « ينبغي بالضرورة أن نقوم بالتجريب مع الفكرةالمتكونة من قبل» ويقول في موضع أخر « الفكرة هي مبدأ كل برهنة وكل اختراع وإليها ترجع كل مبادرة » وبالتالينجد كلود برنار يعتبر الفرض العلمي خطوة من الخطوات الهامة فيالمنهج التجريبي إذ يصرح « إنالحادث يوحي بالفكرة والفكرة تقود إلى التجربة وتحكمها والتجربة تحكم بدورها علىالفكرة » أما المسلمة المعتمدة في هذه الأطروحة هو أن " الإنسان يميل بطبعه إلىالتفسير و التساؤل كلما شاهد ظاهرة غير عادية " وهو في هذا الصدد يقدم أحسنمثال يؤكد فيه عن قيمة الفرضية و ذلك في حديثه عن العالم التجريبي "فرانسوا هوبير" ، وهو يقول أن هذا العالم العظيم على الرغم من أنه كان أعمى فإنه تركلنا تجارب رائعة كان يتصورها ثم يطلب من خادمه أن يجربها ،، ولم تكن عندخادمه هذا أي فكرة علمية ، فكان هوبير العقل الموجه الذي يقيم التجربة لكنهكان مضطرا إلىاستعارة حواس غيره وكان الخادميمثل الحواس السلبية التي تطبع العقل لتحقيق التجربة المقامة من أجل فكرة مسبقة . و بهذاالمثال نكون قد أعطينا أكبر دليل على وجوب الفرضية وهي حجة منطقية تبين لنا أنه لايمكن أن نتصورفي تفسير الظواهرعدم وجود أفكار مسبقة و التي سنتأكد على صحتها أو خطئها بعد القيام بالتجربة .

نقد خصوم الأطروحة :

هذه الأطروحة لها خصوم وهمأنصار الفلسفة التجريبية و الذين يقرون بأن الحقيقة موجودة في الطبيعة و الوصول إليها لايأتي إلا عن طريق الحواس أي أن الذهن غير قادر على أن يقودنا إلى حقيقة علمية .والفروض جزء من التخمينات العقلية لهذا نجد هذا الاتجاه يحاربها بكل شدة؛ حيث نجد على رأس هؤلاء الفيلسوف الإنجليزي جون ستيوارت مل ( 1806 - 1873) الذي يقول فيها « إنالفرضية قفزة في المجهول وطريق نحو التخمين ، ولهذا يجب علينا أننتجاوز هذا العائق وننتقلمباشرة من الملاحظة إلى التجربة »وقد وضع من أجل ذلك قواعد سماها بقواعد الاستقراء متمثلة في: ( قاعدة الاتفاق أو التلازم في الحضور _ قاعدة الاختلاف أو التلازم في الغياب –قاعدة البواقي – قاعدةالتلازم في التغير أو التغيرالنسبي ) وهذه القواعد حسب " مل " تغني البحث العلمي عن الفروض العلمية . ومنه فالفرضيةحسب النزعة التجريبية تبعد المسار العلمي عن منهجه الدقيق لاعتمادها على الخيال والتخمينالمعرض للشكفي النتائج – لأنها تشكل الخطوةالأولى لتأسيس القانون العلمي بعد أن تحقق بالتجربة – هذا الذي دفع من قبل العالم نيوتن يصرح ب : «أنا لا أصطنعالفروض » كما نجد "ماجندي" يرد على تلميذه كلود برنار : «اترك عباءتك ، و خيالك عند باب المخبر » . لكن هذا الموقف (موقف الخصوم ) تعرض لعدة انتقادات أهمها :

- أما عن التعرض للإطار العقليللفرض العلمي ؛ فالنزعة التجريبية قبلت المنهج الاستقرائي وقواعده لكنها تناست أنهذه المصادر هي نفسها من صنع العقل مثلها مثل الفرض أليس من التناقض أن نرفض هذاونقبل بذاك .

- كما أننا لو استغنينا عنمشروع الافتراض للحقيقة العلمية علينا أن نتخلى أيضا عن خطوة القانون العلمي – هو مرحلة تأتيبعد التجربة للتحقق من الفرضية العلمية - المرحلة الضرورية لتحرير القواعدالعلمية فكلاهما – الفرض ،القانون العلمي – مصدران عقليان ضروريان في البحث العلمي عدمهما فيالمنهج التجريبي بتر لكلالحقيقة العلمية .

- كما أن عقل العالم أثناءالبحث ينبغي أن يكون فعالا ، وهو ما تغفله قواعد "جون ستيوارت مل "التي تهمل العقل ونشاطه في البحث رغم أنه الأداة الحقيقية لكشف العلاقات بين الظواهر عن طريق وضع الفروض، فدور الفرض يكمن في تخيل ما لا يظهر بشكل محسوس .

- كما أننا يجب أن نرد على"جون ستيوارت مل" بقولنا أنه إذا أردنا أن ننطلق من الملاحظة إلى التجربة بالقفز وتجاهلالفرضية فنحن مضطرين لتحليل الملاحظة المجهزة تحليلا عقليا و خاصة إذا كان هذاالتحليل متعلق بعالم يتصف بالروح العلمية . يستطيع بها أن يتجاوز تخميناتهالخاطئة ويصل إلى تأسيس أصيل لنظريته العلمية مستعملاالفرض العلمي لا متجاوزا له .

- أما" نيوتن " (1642 – 1727 )لم يقم برفض كل أنواع الفرضيات بل قام برفض نوع واحد وهو المتعلق بالافتراضات ذات الطرحالميتافيزيقي ، أما الواقعية منها سواء كانت علية ، وصفية ، أو صورية فهي في رأيهضرورية للوصول إلى الحقيقة . فهو نفسه استخدم الفرض العلمي في أبحاثة التيأوصلته إلى صياغة نظريته حول الجاذبية .

الدفاع عن الأطروحة بحجج شخصيةشكلا ومضمونا :

إن هذه الانتقادات هي التيتدفعنا إلى الدفاع مرة أخرى عن الأطروحة القائلة : « إن التجريب دون فكرة سابقة غير ممكن ... » ،ولكن بحجج وأدلة جديدة تنسجم مع ما ذهب إليه كلود برنار أهمها :

- يؤكد الفيلسوف الرياضي "بوانكاريه " ( 1854 – 1912 ) وهو يعتبر خير مدافع عن دور الفرضية لأن غيابها حسبه يجعلكل تجربة عقيمة ، «ذلك لأن الملاحظة الخالصة و التجربة الساذجة لا تكفيان لبناءالعلم » مما يدل على أن الفكرة التي يسترشد بها العالم في بحثه تكون من بناءالعقل وليس بتأثير من الأشياء الملاحظة وهذا ما جعل بوانكاريه يقول أيضا «إن كومة الحجارة ليست بيتا فكذلك تجميع الحوادث ليس علما

- إن الكشف العلمي يرجع إلىتأثير العقل أكثر مما يرجع إلى تأثير الأشياء يقول " ويوال " : « إن الحوادثتتقدم إلى الفكر بدون رابطة إلى أن يحي الفكر المبدع .» والفرض علمي تأويل منالتأويلات العقلية .

- إن العقل لا يستقبل كل ما يقعفي الطبيعة استقبالا سلبيا على نحو ما تصنع الآلة ، فهو يعمل على إنطاقها مكتشفاالعلاقات الخفية ؛ بل نجد التفكير العلمي في عصرنا المعاصر لم يعد يهمه اكتشاف العلل أوالأسباب بقدر ما هو اكتشاف العلاقات الثابتة بين الظواهر ؛ والفرض العلميتمهيد ملائم لهذه الاكتشافات ، ومنه فليس الحادث الأخرس هو الذي يهب الفرضكما تهب النار الفرض كما تهب النار ؛ لأن الفرض من قبيل الخيال ومنقبيل واقع غير الواقع المحسوس ، ألم يلاحظ أحد الفلكيين مرة ، الكوكب"نبتون" قبل " لوفيري " ؟ ولكنه ، لم يصل إلى ما وصل إليه "لوفيري " ، لأن ملاحظته العابرة لم تسبق فكرة أو فرض .

- لقد أحدثت فلسفة العلوم (الابستملوجيا ) تحسينات على الفرض – خاصة بعد جملة الاعتراضات التي تلقاها من النزعةالتجريبية - ومنها : أنها وضعت لها ثلاثة شروط ( الشرط الأول يتمثل : أن يكون الفرض منبثقامن الملاحظة ، الشرط الثاني يتمثل : ألا يناقض الفرض ظواهر مؤكدة تثبتصحتها ، أما الشرط الأخير يتمثل : أن يكون الفرض كافلا بتفسير جميع الحوادثالمشاهدة ) ، كما أنه حسب "عبد الرحمان بدوي " (1917 - 2002) لانستطيع الاعتماد على العوامل الخارجية لتنشئة الفرضية لأنها برأيه « ... مجرد فرصومناسبات لوضعالفرض ... » بل حسبهأيضا يعتبر العوامل الخارجية مشتركة بين جميع الناس ولو كان الفرض مرهونا بها لصار جميع الناس علماء وهذاأمر لا يثبته الواقع فالتفاحة التي شاهدها نيوتن شاهدها قبله الكثير لكن لاأحد منهم توصلإلى قانون الجاذبية. ولهذا نجد عبد الرحمان بدوي يركز على العوامل الباطنية ؛ «... أي على الأفكار التي تثيرها الظواهر الخارجيةفي نفس المشاهد...»

- ومع ذلك ، يبقى الفرض أكثرالمساعي فتنة وفعالية ، بل المسعى الأساسي الذي يعطي المعرفة العلمية خصبها سواء كانتصحته مثبتة أو غير مثبتة ، لأن الفرض الذي لا تثبت صحته يساعد بعد فشله على توجيه الذهنوجهة أخرى وبذلك يساهم في إنشاء الفرض من جديد ؛ فالفكرة إذن منبع رائعللإبداع مولد للتفكير في مسائل جديدة لا يمكن للملاحظة الحسية أنتنتبه لها بدون الفرض العلمي .

حل المشكلة :

نستنتج في الأخير أنه لا يمكنبأي حال من الأحوال إنكار دور الفرضية أو استبعاد آثارها من مجال التفكير عامة ، لأنهامن جهة أمر عفوي يندفع إليه العقل الإنساني بطبيعته ، ومن جهة أخرى وهذه هي الصعوبة، تعتبر أمرا تابعا لعبقرية العالم وشعوره الخالص وقديما تنبه العالم المسلمالحسن بن الهيثم ( 965 - 1039 ) - قبلكلود برنار _ في مطلع القرن الحادي عشر بقوله عن ضرورة الفرضية « إني لا أصل إلى الحق من آراء يكونعنصرها الأمور الحسية و صورتها الأمور العقلية » ومعنى هذا أنه لكي ينتقل منالمحسوس إلى المعقول ، لابد أن ينطلق من ظواهر تقوم عليها الفروض ،ثم من هذه القوانين التي هي صورة الظواهر الحسية .وهذا ما يأخذنا في نهاية المطافالتأكيد على مشروعية الدفاع وبالتالي صحة أطروحتنا .
0 تصويتات
بواسطة (1.1مليون نقاط)
يقول هنري بوانكاريه إن التجريب دون فكرة مسبقة غير ممكن دافع عن هذه الأطروحة استقصاء بالوضع

اسئلة متعلقة

مرحبًا بكم إلى موقع النابض دوت كوم ، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...