ملخص المحور الثاني: مـعـــرفــة الـــغـــيـــر.
مرحبا طلاب وطالبات البكالوريا 2024 2025 يسرنا بزيارتكم أن نقدم منهجية تحليل نص فلسفي وكتابة مقالات الفلسفة للسنوات الأولى والثانية والثالثة باك جميع الشعب بمنهجية صحيحة ومن أهم هذه المقالات والنصوص الفلسفة نقدم لكم في موقع النابض دوت كوم إجابة السؤال الفلسفي القائل...ملخص المحور الثاني: مـعـــرفــة الـــغـــيـــر
ملخص المحور الثاني: مـعـــرفــة الـــغـــيـــر
الجواب هو
1- البين ذاتية أساس معرفة الغير هوسرل:
الإشكال المطروح :هل يمكن إدراك الغير كذات وكيف يتم الإنتقال من إدراك الأنا إلى معرفة الغير كذات؟
الأطروحة: يبين النص أن إدراك الغير يتم بوصفه جسما يشبه جسمي وذات تشبه ذاتي ،وان هذا الإدراك يتم من خلال التوحد به حدسيا بحيث يصبح أنا وأصبح هو وهذا ما يسمى البين-ذاتية الذي يؤسس العالم الموضوعي.
تحليل أطروحة النص:
يبين هوسرل أن معرفة الغير تمر عبر تجربة الجسد ، حيث ادرك الغير كجسد موجود في الواقع ،يشاركني الوجود في هذا العالم،وبوصفه يتحكم في جسده كما أتحكم في جسدي، فبإدراكي لجسدي كموضوع عضوي موجود هنا ألآن أدرك الغير كجسد موجود فعلا .
أي أن وجود الغير كجسد هو الإدراك الأول الذي اباشره وأعيه، ثم انتقل إلى إدراكه كموضوع عضوي –نفسي لأنتقل إلى إدراكه كذات مماثلة لذاتي بوصفه ذاتا لهذا العالم، تدرك هذا العالم الذي أدركه، وتدركني كما أدركها ،وبذلك تتكون لدى كل منا تجربة عن العالم وعن الأخريين.
فالتشابه العضوي والحركي والسلوكي هو ما يجعل إدراكي لذاتي وللأخريين على قدم المساواة، ويجعل الإدراك متطابقا لدى الأنا والغير. فرغم أني أدرك العالم وأعيه من جهتي بوصفه عالمي الخاص،فإن كل التاسيسات التي يباشرها الغير هي تاسيسات (ادراكات) لعالم لم أكن في الأصل أدركه وأعيه (بوصفه عالم اللا أنا ). إلا انه رغم الاختلافات التي يمكن الشعور بها في إدراك هذا العالم فإننا ندركه من زوايا متشابهة بفعل التوحد الحدسي مع الغير مما يجعل كل من الأنا والغير يدرك العالم ويؤسسه بصفة موضوعية.
هذا الإدراك الموضوعي والتشابه بين الذوات والتقائها وتبادل الموقع فيما بينها حيث تدرك الأنا الغير كنظير لها ويصبح الغير هو الأنا وتتحول الأنا إلى الغير بواسطة هذا الاتصال الحدسي المباشر هو الذي يؤسس عالم البين-ذاتية.ويتيح إمكانية الإدراك الموضوعي للعالم
2- عـــزلــــة الأنـــا والــغــيــر:غاستون بيرجي
ألاشكال الذي يطرحه النص ويجيب عنه:
هل يمكن معرفة الغير وتحقيق التواصل معه؟كيف تكون حميمية الأنا عائقا أمام كل تواصل مع الغير.؟
الأطروحة:
يبين النص أن التجربة الذاتية ( لكل من الأنا والغير) هي التي تمثل الوجود الحقيقي للإنسان بوصفه يعيش تجربة معزولة، ومنغلقة على ذاتها ، ولا يمكن ولوجها من طرف الغير كما لا يمكن للأنا ولوج عالم الغير أو التعرف عليه إذ أن كل منهما يبقى سجينا لحميميته الداخلية، الغير القابلة للاختراق. .
التحليل:
◄خصائص التجربة الذاتية حسب النص:
إن الأنا تشعر أن حميميتها وتجربتها الذاتية الداخلية تشكل عائقا نهائيا أمام كل تواصل مع الغير، فإذا كانت الأنا تشعر بحريتها وحياتها وامتلاكها لروحها وذاتها، فإنها تحس أن هذه الذاتية هي سجن غير قابل للاختراق من طرف الغير ، ورغم محاولتها ( أي كل من الأنا والغير) التعرف على حميمية الغير وإشباع رغبتها التي لا تنتهي ولا تتوقف للتواصل مع الغير فإن هذه المحاولات تبوء دائما بالفشل ،إذ يكتشف كل من الأنا والغير أنهما يعيشان داخل قلعة وسجن منيع موصد أمام الأخرين ومنفصل عنهم بشكل جدري، فمهما حاول كل منهما مشاركة الغير أفراحه وأحزانه ستظل دائما هذه المشاركة مجرد مشاركة خارجية (برانية).
◄ يبين النص أن معرفة الغير غير ممكنة:
معرفة الغير كذات غير ممكنة ( أولا لأن المعرفة لا تتجه إلا إلى الموضوعات الخارجية وليس إلى الذوات ، والذات لا يمكن إدراكها إلا من الداخل وهذا مستحيل فيما يتعلق بإدراك ذات الغير ) أي إن إدراك تجربة الغير كتجربة داخلية وذاتية أو إدراك حميمية الغير غير ممكنة ما دام أن كلا من الأنا والغير يبقى حبيسا لحميميته الخاصة الغير القابلة للاختراق من طرف الغير ،هذه الحميمية أو التجربة الذاتية التي يشبهها النص بسجن منيع لا يمكن اختراقه، أو الولوج إليه . وبالتالي فأن أي محاولة للتواصل مع الغير ستبقى مجرد محاولة خارجية لا تمكننا من ولوج حميميته أو عالمه ، مما يجعل أي محاولة للتعرف على حميمية الغير تبوء بالفشل .( يمكن توظيف الاستدلال بالمماثلة كما أشار إليه شيلر لتوضيح هذه القضية أكثر)
◄ حجاج النص:
يمثل النص التجربة الذاتية بالسجن والسور:
أولا لأن ما يمكن إدراكه من الغير بصفة مباشرة هو جسد الغير ، ولا يمكن إدراك حميميته وذاتيته إلا عبر وبواسطة هذا الجسد ، فهل هذا الجسد يعكس لنا حقيقته الداخلية وتجربته الذاتية كما يعيشها هو؟
فإذا كنت أدرك أن الغير لا يمكن أن يخترق حميميتي , وأن يعيش تجربتي الذاتية ويتفهمها كما أتفهمها وأعيشها أنا ، فهذا يعني أن كلا منا يعيش داخل سجن ذاتيته وحميميته، هذا ما يوضحه النص أكثر بتوظيف مثال مشاركة الغير أحزانه ،هذه المشاركة التي تبقى دائما مشاركة خارجية إذ لا يمكن أن أعيش تجربة الغير وأحس بها كما يحس بها هو فهذه الآلام ستبقى دائما آلام الغير وليس آلامي أنا ، أي أن التجربة الذاتية للغير ستظل دائما محاطة بسور غير قابل للاختراق بالنسبة لي، فكثيرا ما نكتشف أن محاولة التواصل مع الغير تبوء بالفشل ،خاصة أن اللغة غير شفافة ولا تعكس ما هو حميمي بل فقط ما هو عام ومشترك ،وان الاستدلال بالمماثلة يكون مضللا ولا يعكس إلا تجربة الأنا وليس الغير.
مناقشة :الأطروحة الأولى: أطروحة النص التجربة الذاتية غير قابلة للاختراق ومعرفة الغير غير ممكنة ، والتواص معه يبوء دائما بالفشل ، وكل من الأنا والغير يعيش في جزيرة معزولة عن الآخرين.
الأطروحة النقيض
معرفة الغير عن طريق التواصل ميرلوبونتي:
ينفي ميرلوبونتي أطروحة الصراع مع الغير (سارتر) العلاقة مع الغير ليست بالضرورة علاقة صراع أي كعلاقة نفي الواحد للأخر ويؤكد على تحقيق التعارف والاعتراف المتبادل بين الأنا والغير من خلال تجربة التواصل، لأن نظرة الغير لا تحولني فعلا إلى موضوع وان كانت تشعرني بنوع من الضيق بوصفها تحل محل تواصل ممكن (تواصل معلق) فالغير الجالس بجانبي يظل غريبا عني وعالمه غير عالمي ما لم ينبس بعد بكلمة وبمجرد أن ينطق ويتواصل معي حتى ألج عالمه ويلج عالمي ، فعالم الغير لا يستعصي علي إلا في غياب التواصل ... ورغم عوائق اللغة ( عدم شفافيتها وقابليتها للإضمار والكذب ، وعموميتها ...) إلا أنه بالحوار المتواصل يمكن تجاوز أكثر هذه العوائق.
الأطروحة النقيض2
التعاطف وتجاوز ثنائية الغير كوسيلة لمعرفة الغير:
ماكس شيلر يرى أن التعاطف مع الغير يتجلى في 5 مراحل متدرجة
1-العدوى العاطفية، 2-التفهم العاطفي، 3-مشاطرة الغير عواطفه، 4- التأثر مع الغير،4- الحب (بوصفه نوعا من الاتحاد مع الغير.)
إلا أن تجربة التعاطف هذه تعترضها إشكالية خارجية الغير ، إذ يمكن اكتشاف أن هذه المشاركة مجرد وهم ’ خاصة لأنها تقوم على الاستدلال بالمماثلة ، وكما يقول شيلر ففي الاستدلال بالمماثلة لا التقي بذات الغير بل بذاتي أنا وحينما استنتج أنها مرتبطة بذات الغير يكون استنتاجي خاطئا..إلا انه مع ذلك فلتعاطف دور، رغم انه لا يقدم معرفة حقيقية للغير ، فله دور كبير نحو تحقيق هذه المعرفة إذ يجعل الذات تتخلص من وهم التمركز على الذات وتدرك واقعية الغير وكونه شبيه يتصرف مثلما تتصرف الأنا ولإدراك الغير بطريقة ايجابية يجب تجاوز ثنائية الروح والجسم أو الظاهر والباطن، أي إدراك الغير في كليته ووحدته حيث يكون الجسم والروح مرتبطين برباط جوهري ، وهذه الوحدة هي التي تتيح أدراك الغير ومعرفته معرفة ايجابية.
.