. ملخص المحور الثالث: دور الإنسان في التاريخ.
مرحبا طلاب وطالبات البكالوريا 2024 2025 يسرنا بزيارتكم أن نقدم منهجية تحليل نص فلسفي وكتابة مقالات الفلسفة للسنوات الأولى والثانية والثالثة باك جميع الشعب بمنهجية صحيحة ومن أهم هذه المقالات والنصوص الفلسفة نقدم لكم في موقع النابض دوت كوم إجابة السؤال الفلسفي القائل...ملخص المحور الثالث: دور الإنسان في التاريخ.
ملخص المحور الثالث: دور الإنسان في التاريخ.
الجواب هو
1- مكر التاريخ :هيجل:
الإشكال: هل الإنسان هو صانع التاريخ أم انه ليس إلا اداة ووسيلة لتحقيق منطق التاريخ وغايات الروح المطلق؟
الأطروحة: يبين النص ان العظماء الذين يصنعون التريخ ليسو في الحقيقة إلا أدوات في يد العقل او الروح المطلق، الذي يعمل على تحقيق غاياته ومبادئه بواسطة الشعوب والعظماء الذين يعتقدون انهم يتصرفون وفق مصالحهم وغاياتهم الخاصة.
يرى هيجل أن الروح او العقل المطلق( بوصفه حرية مطلقة لأنه يوجد نفسه بنفسه ويحدد كينونته ويحقق ذاته بذاته ومن اجل ذاته) يشكل حركية متنامية وصيرورة مطلقة( وفق منطق التطور) هذه الصيرورة التي يتعرف فيها الروح او العقل الكوني على ذاته ويحقق فيها ذاته من خلال التجسد في إشكال موضوعية هي الشعوب التاريخية وعظماء التاريخ وبالتالي فكل شعب من هذه الشعوب يعبر عن مرحلة ، ويشير إلى عصر من عصور التاريخ الكوني، مما يعني ان هذه الشعوب او العظماء ليسوا الا تعبيرا وتجسيدا لمبادي الروح أو العقل الكوني المطلق هذه المبادئ التي توجد في نفسه ويعمل على تحقيقها في العالم.
فهيجل يرى ان عظماء التاريخ هم الذين ادركوا ما هو وني ،هذا الكوني الذي يجسد قوة الروح المطلقة فالروح بوصفه صيرورة متنامية بدأ يكسر قشرة العالم التي لم تعد تتناسب مع نموه ، وهذا يعني أن الغايات التي حققها العظماء هي أولا أشياء عادلة وحقيقية ، هذه الأشياء التي كانت موجودة قبلهم في الروح أو العقل الكوني ، ولكنها كانت خفية ومضمرة ، ودورهم أنهم من أظهرها وحققها على مستوى الواقع، وهم يعتقدون انهم يعتقدون من انجازهم وفق اختيارهم ومصالحهم الا ان هذا مجرد أمر ظاهري وغير حقيقي لأنها كانت موجودة قبلهم في العقل الكوني اي انها تقع وفق الضرورة ومنطق العقل الكوني ، ويكفيهم فخرا انها تحققت على ايديهم، وانهم فهموا حقيقة عالمهم وزمانهم،ومنطق الروح او العقل المطلق وبالتالي هذا يكشف عن خضوع التاريخ للعقل " فكل ما هو واقعي فهو عقلاني، وكل ما هو عقلاني فهو واقعي" وخضوعه لمنطق الضرورة والتطور، ، أي يتصف بالضرورة والحركية والصيرورة والتقدم.وبالتالي فإن هؤلاء العظماء يسقطون او يموتون بمجرد ما ان يحققوا تلك االأحداث التي يجسد العقل من خلالها غاياته
وظف النص في حجاجه مثال قشور الفاكهة ليبين أن العظماء ليسوا إلا أدوات قشور تسقط ( أو ترمى) عند الانتهاء من المهمة التي حدده لهم العقل الكوني ، أي أن العقل الكوني هو الذي يشكل الجوهر والمحرك الحقيقي للتاريخ في حين لا يشكل الأبطال إلا المظهر الخارجي ( القشور) آو الأداة التي تسقط في النهاية( عندما تحقق غايات الروح أو العقل الكوني) وترمى أو تسقط كما ترمى أو تسقط القشور.
2- الإنسان هو صانع تاريخه سارتر:
الإشكال: هل الإنسان هو الذي يصنع تاريخه أم انه خاضع للقوانين الموضوعية للتاريخ ؟ وهل هو خاضع للشروط الاجتماعية أم انه هو الذي يصنع هذه الشروط؟ وكيف يمكن أن يكون الإنسان صانع تاريخه إذا كان التاريخ هو الذي يصنعه؟
ألأطروحة : يبن سارتر انه إذا كان الإنسان يبدو في أحوال معينة خاضعا للشروط الموضوعية التاريخية ،فإنه لا يمكن أن يكون منتوجا للتاريخ لأنه هو الذي يصنع تلك الشروط التي يعمل ،من خلال وعيه بها ، على تجاوزها والتعالي عليها.
يتحفظ سارتر على عبارة انجلز القائلة "أن الناس يصنعون تاريخهم ولكن في وضع محدد يشرطهم" لأن هذا القول ينتهي إلى مفارقة، تجعل الإنسان هو الذي يصنع تاريخه في نفس الوقت الذي هو نتاج لهذا التاريخ ، مادام أنه يتحدد بالشروط الواقعية التي هي سابقة عليه ولا دخل له فيها ، وهذا ما يوضحه من خلال تساؤله وبرازه أن هذا التصور يعني أن يكون الإنسان في نفس الوقت نتاج لمنتوجه الخاص وفاعلا تاريخيا لا يمكن اعتباره بآي حال من الأحوال منتوجا.
وقد التجأ النص إلى آلية النقد للكشف عن حدود هذا التصور وتجاوز المفارقة الناتجة عنه. إذ بين أنه إذا كان الإنسان يصنع التاريخ على أساس الشروط الموضوعية السابقة عليه فإن هذا التصور سيؤدي في نهاية التحليل إلى القول ان الإنسان مجرد آلة أو أداة في أيد غير بشرية تتحكم في العالم أو الواقع الاجتماعي ( آو في التاريخ) ، وهذا ما لا يتفق معه سارتر الذي يرى أن الإنسان هو الذي يصنع التاريخ وليست الشروط الموضوعية هي التي تحدده وتشرطه ( لأن هذه الشروط الموضوعية في النهاية من صنع الإنسان) ، و ما يجعل الإنسان لا يشعر انه هو الذي يصنع التاريخ وانه ينفلت منه ولا يدرك فيه ذاته، ويظهر له كقوة غريبة عنه ، هو أن الناس الآخرين يشاركونه في صنع هذا التاريخ.
فالإنسان إذن هو الذي يصنع التاريخ لأنه يتصف بالقدرة على تجاوز وضعه من خلال وعيه وإدراكه لتلك الشروط الموضوعية التي تشرطه كما تتحدث عنها الماركسية ( فالماركسية مثلا كفكر ومذهب كانت تهدف إلى نشر الوعي الطبقي بين العمال ودفعهم إلى صناعة التاريخ وتملكه نظريا وعمليا والتحول إلى نظام إنتاجي جديد الذي هو الاشتراكية أو الشيوعية). هذه القدرة على تملك الإنسان لتاريخه وصنع ذاته ومستقبله هو ما يطلق عليه النص المشروع. هذا المشروع الذي يحاول الإنسان من خلاله تجاوز وضعه الحالي والتعالي عليه ( بصنع تاريخه) من خلال الوعي بالشروط المحيطة به وتملك تلك الشروط والتحرر منها وتحقيق ممكناته ومشروعه أو تاريخه.
.