تحليل نص مالك بن نبي توجيه العمل نص يجب أن يكون التوجيه المنهجي للعمل شرطا عاما أولا.
مرحبا طلاب وطالبات البكالوريا 2024 2025 يسرنا بزيارتكم أن نقدم منهجية تحليل نص فلسفي وكتابة مقالات الفلسفة للسنوات الأولى والثانية والثالثة باك جميع الشعب بمنهجية صحيحة ومن أهم هذه المقالات والنصوص الفلسفة نقدم لكم في موقع النابض دوت كوم إجابة السؤال الفلسفي القائل...تحليل نص مالك بن نبي توجيه العمل نص يجب أن يكون التوجيه المنهجي للعمل شرطا عاما أولا
تحليل نص مالك بن نبي توجيه العمل نص يجب أن يكون التوجيه المنهجي للعمل شرطا عاما أولا
الجواب هو
نص". "... والواقع أنه يجب أن يكون التوجيه المنهجي للعمل شرطا عاما أولا، ثم وسيلة خاصة لكسب الحياة بعد ذلك، لأن هذا التوجيه حين يتحد مع توجيه الثقافة، وتوجيه رأس المال، يفتح مجالات جديدة للعمل، وعلى قدر ما يصبح في البلاد من فنيين وفنون وحرف تتجه أحوال المعيشة إلى وضعها الطبيعي حتما، | ولا يمكن أن يحدث هذا دون ذاك، لأنه كلما تقدم الوجه المثلث للإنسان تغير وجه الحياة حتما، فيكتمل ويحتل مستوى أرفع. والحق أن كل عمل الإنسان قد صدر عن يده، فهي التي شقت الطريق لفكرة في عالم الأشياء التي صنعتها، وكأنها بذلك كانت تخلق فكره، وتعد مهده وإطاره، والمحيط الملائم لتطوره. فلنكرم اليد التي تمسك بالمبرد، فمنها تنبثق المعجزات التي ننتظرها وقد انبثقت فعلا حين تحركت اليد فأمسكت بالآلة، أو قلبت التراب، وهكذا نجد أن توجيه الثقافة، مع توجيه العمل يمدان دون أدنى شك لليائسين الآمال، وللعاطلين مكانم في المجتمع في ظل وارف من الكرامة والرفاهية"
كتابة مقالة حول نص "مالك بن نبي"
طرح المشكلة
إن الأنشطة البشرية كثيرة ومتنوعة، سواء باعتبار محالات صرفها، أو باعتبار اعتماد الوسائل التي تسخر لها، والغايات المطلوبة منها، والعمل وجه من هذه الأنشطة التي تظهر كجهد إنساني هادف ونافع، تحكمه ضوابط وتوجهه شروط، من هنا كان العمل قيمة ثقافية ووسيلة لبناء الذات الحضارية، والتعبير عن كرامة الإنسان، ومن خلال هذا المنظور جاء نص المفكر الجزائري "مالك بن نبي" ليضبط ظاهرة العمل، والهدف منها، والإطار المنهجي الذي يجب أن يوجه من خلاله، بعيدا عن الفوضى أو الاستيلاب الحضاري وهنا نطرح الإشكال التالي: كيف يمكن النظر إلى العمل وتوجيهه وفق مستلزمات الواقع، ومقتضيات الفكر وأهدافه؟" .
في محاولة حل المشكلة:
يرى المفكر "مالك بن نبي" أن تأمل ظاهرة العمل وفهمها وفق سياق منهجي هادف يقتضي النظر إليها كشرط عام، وكقيمة إنسانية لازمة، ما تنكشف خصائص الإنسان، زيادة على أن العمل هو الوسيلة الضرورية، والسلوك الناجع لجعل الإنسان أهلا للحياة، وتحصيل مطالبها وضروراتها، والتمكين لمتزلته فيها، ويقرن صاحب النص هذا الفهم للعمل مع طبيعة الثقافة وتوجيهاتهما وكذا توجيه رأس المال وضبط أهدافه ووسائل تحريكه كل ذلك من شأنه أن يعطي انفتاحا للعمل على نوافذ الإبداع، ويمكن لخلق محالات جديدة للنشاط الإيجابي والهادف وتحقيق الأثر النافع للجميع.
ويؤكد. "مالك بن نبي" أن العمل في حدود الشروط السابقة يقتضي أن يكون فعل مقترن بالعقل و متوجه نحو الإنتاج، فاختیار مهنة معينة و ممارستها تجعل من الفرد قوة في نفسه، وقوة في المجتمع الذي يكون فيه، لأن تلك المهنة هو اختيار م ن الفرد للميدان الذي يمتحن فيه نفسه، ويمكنه من نمو استعداداته وتفتح ملكاته، فبالعمل يكتشف الإنسان نفسه، وينكشف للآخرين، ولذلك كان تعدد الحرف، وكثرة الفنون، وتنوع الصنائع والمهن، هو الذي يعطي للحياة وظروف المعاش عند الناس صورها الطبيعية، لأن لكل فرد دوره، ويحتل مكانه، وهذا ما يجعله يعمل بذوق وتعلق وضمير مهني و بالتالي التغيير النافع للمحيط، وتغيير وجه الحياة نحو الأفضل، نموا وحضارة، لأن هناك تكامل بين العمل والثقافة ورأس المال (الوجه المثلث للإنسان). ويدعم صاحب النص برهنته بالتأكيد على أن التعالي بما هو نظري عما هو عملي وإحداث مفارقة بينهما هو تصور خاطئ وهادم المنظور العمل الصحيح، لأن كل الوقائع تثبت أن "اليد" كمعبر عن الإنجاز والأعمال والإعمار، هي التي وجهت الفكر، وفتحت أمامه طرق التطور والانفتاح على الإبداع والابتكار، فالإنسان ولد صانعا قبل أن يولد مفكرا على حد تعبير "برغسون". الأجل كل ذلك لا بد من إعطاء الاعتبار لأصحاب الحرف، والصنائع، والمهن، وإكرامهم وتشجيعهم على العمل والإنتاج، فذلك ما يخدم البلد ويبي الحضارة، ويفتق الإبداع، والتنافس على الإنجاز والدليل على ذلك أن الثورة الأوربية الحديثة، قد خلقت المعجزات عندما تحركت الآلة سواء في المصنع لتنتج أو على مستوى الزراعة لتعطي أوفر ما عندها. ويخلص صاحب النص إلى أن قيمة العمل وبناء الحضارة ورقي الإنسان مرهون بالتوجيه الهادف للثقافة والتوجيه المنهجي للعمل حتى يضمن لكل فرد مكانه في المجتمع محفوظ الكرامة، عزيز النفس، مطمئن على عيشه وعمله، وهذا ما يوجد الرغبة الدائمة في مباشرة الأعمال لأنه فيه سعادة، وتربية واستقرار تحضر، ونموذج الفرد الياباني في العمل أصدق دليل على ذلك.
لقد كان نص "مالك بن نبي" تشريحا دقيقا لواقع المجتمعات العربية والإسلامية والتي صار العمل عند الكثير من أفرادها تشوبه الكثير من السلبية، والنظرة الضيقة لقيمة العمل وأبعاده الإنسانية، زيادة على التصور الأعرج في فهم العمل من خلال خلق انفصام وقطيعة بين ما هو نظري وما هو واقع عملي والتعالي على هذا الأخير رغم أنه الدال على حقيقة العمل الفعلي، وإنجازاته عند الإنسان لذلك يبقى نص "مالك بن نبي" مقاربة جادة لتثمين قيمة العمل ووعي الشروط الضرورية التي تحكمه وتوجهه، واستثمارها في الواقع الحياتي.
في حل المشكلة : العمل ظاهرة إنسانية وحضارية، تعكس المستوى الثقافي والاجتماعي لكل أمة من الأمم، وعليه يتوقف نموهم وازدهارهم، لذلك كان لا بد من فهم صحيح لقيمة العمل من خلال التوفيق بين ثلاثية العمل و الثقافة ورأس المال.
.