مقاله جدلية حول الفصل بين اللغة والفكر. هل يمكن الفصل بين اللغة والفكر
أفضل مقالة فلسفية جدلية حول هل يمكن الفصل بين اللغة والفكر؟
هل يمكن الفصل بين اللغة والفكر مقالة فلسفية جاهزة للسنة الثالثة ثانوي آداب ولغات
مقالة فلسفية حول علاقة اللغة بالفكر
.
مرحبا طلاب وطالبات البكالوريا 2024 2025 يسرنا بزيارتكم أن نقدم منهجية تحليل نص فلسفي وكتابة مقالات الفلسفة للسنوات الأولى والثانية والثالثة باك جميع الشعب بمنهجية صحيحة ومن أهم هذه المقالات والنصوص الفلسفة نقدم لكم في موقع النابض دوت كوم إجابة السؤال الفلسفي القائل...
الجواب هو
اللغة والفكر بيت الإتصال والإنفصال
مقاله جدلية حول الفصل بين اللغة والفكر. هل يمكن الفصل بين اللغة والفكر
(طرح المشكلة)تمثل اللغة نظاما من الرموز الوضعية الاصطلاحية التي أبدعها الإنسان للتواصل مع غيره والتفاهم معه والتعبير عن أفكاره، في حين يعتبر التفكير نشاطا ذهنيا يقوم على المعاني والتصورات، ويتخذها كأدوات للتحليل والتركيب والتفسير، وقد احتل البحث في العلاقة بين اللغة الفكر مكانة مرموقة في الدراسات اللسانية الحديثة، لذلك كانت محطة اهتمام العديد من المفكرين والفلاسفة وعلماء اللغة كمشكلة لغوية أساسية، مما نتج عنه تباين واختلاف على مستوى المواقف والتصورات، خاصة فيما يتعلق بمشكلة العلاقة بينهما، إذ يرى بعضهم بأن الفكر واللغة يشكلان وحدة عضوية، بمعنى أن هناك اتصال بينهما، بحيث لا يمكن تصور أحدهما دون الآخر، ومنهم من يعتقد بأن اللغة عاجزة عن استيعاب كل أفكارنا، وأن العلاقة بينهما انفصالية، وهذا التباين هو الذي يمنح المشروعية للتساؤلات التالية : هل علاقة اللغة بالفكر هي علاقة انفصال أم علاقة اتصال؟ وبعبارة أخرى هل الفكر متميز ومنفصل عن اللغة أم هما عملية عضوية واحدة؟.
العلاقة بين الفكر واللغة علاقة انفصال (منطق الأطروحة)
إن العلاقة بين الفكر واللغة هي علاقة انفصال وتمايز، وذلك ما نجده عند أصحاب الإتجاه الثنائي (الحدسي) وعلى راسهم الفيلسوف الفرنسي هنري برغسون، فلا يوجد تناسب بين عالم الأفكار وعالم الألفاظ، فما يملكه الفرد من أفكار ومعاني يفوق بكثير ما يملكه من ألفاظ وكلمات، وهذا معناه أن اللغة لا تستطيع أن تستوعب الفكر أو تحتويه، وبالتالي فهي عاجزة عن التبليغ أو التعبير عن هذا يوجد لدينا من أفكار، وللدفاع عن تصورهم اعتمد أصحاب هذا الإتجاه على العديد من الحجج والبراهين والتي نذكر منها الحجج الآتية:
قد أشار الفيسلوف اليوناني أفلاطون قديما إلى أسبقية الفكر عن اللغة، ذلك أن الأفكار في نظره، مصدرها عالم المثل، في حين تنتمي الألفاظ إلى العالم المحسوس، وبما أن العالم الأول أفضل من العالم الثاني، فإن الفكر أوسع من اللغة، ويرى رونيه ديكارت بأن اللغة والفكر من طبيعتين مختلفتين، فاللغة ذات طابع مادي حسي، أما الفكر فهو ذو طابع روحي، أم آرثر شوبنهاور فيقول في هذا الصدد: "إن الأفكار تموت لحظة تجسيدها في الكلمات"، ويعني بذلك أن الفكر حيوي واللغة جامدة إلى درجة تموت فيها الأفكار، بينما يقول الجاحظ "إن حكم المعاني خلاف حكم الألفاظ، إن المعاني مبسوطة إلى غير نهاية وأسماء المعاني محدودة ومعدودة"، أما أبو حيان التوحيدي فيقول "ليس في قوة الفكر أن تملك المعاني" وهذا ما نجده أيضا عند الفرنسي هنري برغسون الذي يقول" أعتقد أننا نملك أفكارا أكثر مما نملك أصواتا" ويقول أيضا" اللغة عاجزة عن مسايرة ديمومة الفكر"، وهكذا فتطور المعاني أسرع من تطور الألفاظ.
الحجة 1: إن الإنسان يفكر بعقله قبل أن يعبر بلسانه، وبالتالي فالفكر سابق أو متقدم عن اللغة، فالمرء يفكر ثميبحث عن الكلمات المناسبة ليعبر عن أفكاره، والدليل على ذلك هو أنه كثيرا ما يتردد الكاتب أو المتكلم أثناء الكتابة أو الكلام، باحثا عن العبارات المناسبة، فلو كانت الأفكار هي ذاتها الكلمات لما تردد الإنسان في التعبير، وصحح ما قاله أو ما كتبه، فالتجربة الذاتية التي يعيشها كل إنسان تكشف أنه كثيرا ما يشعر بسيل من الخواطر والأفكار تتزاحم في ذهنه، لكنه يعجز عن التعبير عنها، لأنه لا يجد إلا ألفاظا محدودة لا تكفي لبيانها، وعلى هذا الأساس كانت اللغة عاجزة عن إبراز المعاني المتولدة عن الفكر إبرازا تاما وكاملا.
شاهد أيضا
منذ عام
أحسن مقالة فلسفية: هل الإدراك تجربة ذاتية نابعة من الشعور...
منذ عام
أفضل مقالة فلسفية جاهزة هل يعود الادراك إلى نظام الأشياء...
منذ عام
هل الادراك محصلة لنشاط الذات أم تصور لنظام الأشياء؟ أحسن...
الحجة 2: إن ماهية الفكر فردية وذاتية، وهو تلقائي وحر وغير خاضع لقواعد نحوية وصرفية، كما أنه فيض من المعاني والتصورات المتصلة، يتميز بالديمومة والتجدد، فهو لا يتوقف عن الجريان وغير محدود، كنهر هيراقليطس، أما اللغة فهي ظاهرة اجتماعية وموضوعية عبارة عن كلمات وألفاظ منفصلة ساكنة محددة الإشارات، وعندئد فوضع الأفكار في قوالب لغوية جاهزة يفقدها حيويتها وأصالتها، بل إن الكلمات تعيق تطور الأفكار وتشوهها لذا قيل: "الألفاظ قبور المعاني"، ويقول لامارتين في هذا الصدد: " إذا كانت كلماتي من ثلج فكيف تهوى في داخلها النيران".
الحجة 3: ثم إن اللغة وضعت أصلا للتعبير عن ما اتفق عليه أفراد المجتمع بهدف تحقيق التواصل وتبادل المنافع، فهي لا تعبر إلا على ما تعارف عليه الناس (أي الناحية الاجتماعية للفكر)، ويبقى داخل كل فرد جوانب عميقة خاصة وذاتية من عواطف ومشاعر لا يستطيع التعبير عنها، لذلك كانت اللغة عاجزة عن نقل مشاعرنا وأحاسيسنا للآخرين، وهذا الأمر لا يرجع حسب الفرنسي هنري برغسون إلى قصور الفكر، بل بالعكس يكمن في اللغة، فهي لا تعطي المعنى الكامل للفكر، ولذلك قال الشاعر بول فاليري" أجمل الأفكار هي تلك التي لا تستطيع التعبير عنها"، فالفكرة ترتبط بالشعور، وهي تحمل كل مضامينه ومعانيه العميقة من انفعالات وعواطف، كالحزن والسعادة والحب، وعندما يريد المرء التعبير عنها وإبلاغها للآخرين يخرجها في شكل عبارات لغوية رمزية خالية من الشعور والحياة، وهو ما يجعل اللغة عاجزة عن تبليغ أفكارنا، وهكذا لجأ الإنسان إلى وسائل أخرى، كالشعر والفن والموسيقى وغيرها من أشكال الفن، من أجل التعبير عن مشاعره وأحاسيسه،وهذا ما يبرر بأن هناك انفصال بين اللغة والفكر.
نقد فكرة أن الانفصال بين اللغة والفكر
إن ما يؤاخذ عليه المدافعين على فكرة الانفصال بين الفكر واللغة، هو الفصل التام بينهما، فإذا كان الفكر سابق من الناحية النظرية والمنطقية فهو ليس سابق عنها من الناحية الزمنية، بدليل أن الإنسان يشعر بأنه يفكر ويتكلم في نفس الوقت، كما أنهم بالغوا في تمجيد الفكر والتقليل من شأن اللغة، الأمر الذي جعل الفكر نشاطا أخرسا، والواقع يؤكد أن التفكير لا يتم بدون لغة، والفكر بدون لغة مجرد شعور باطني لا معنى له، كما أنه لو كانت اللغة عاجزة عن التعبير عن جميع أفكارنا، فقد لا يكون العيب في اللغة، بل في مستعملها الذي قد يكون فاقدا لثروة لغوية تمكنه من التعبير عن كامل أفكاره، لأن المعنى الواحد قد نعبر عنه بعدة ألفاظ وكلمات خاصة الذي يمتلك ثروة لغوية أكثر من بقية الناس، كما أن الدراسات النفسية المعاصرة أثبتت أن تكوين المعاني والأفكار عند الأطفال يتم في اللحظة نفسها مع تعلم اللغة واكتسابها، وهو ما يبرر أن التفكير يتعلم عن طريق اللغة، فالمرء يفكر باللغة، وهكذا فحضور الفكر يشترط حضور اللغة، مما يجعلهما وجهين مختلفين لعملة واحدة.
العلاقة بين الفكر واللغة علاقة اتصال (نقيض الأطروحة)
نقد فكرة الاتصال بين الفكر واللغة
يتبع في الأسفل