0 تصويتات
في تصنيف مناهج دراسية بواسطة

مقالة جدلية الفلسفة الإسلامية. هل الفلسفة الإسلامية إبداع أم تقليد

خاص بالسنة الثانية اداب وفلســـــــــــــــــــــــــــــــفة 

مرحبا طلاب وطالبات البكالوريا 2024 2025 يسرنا بزيارتكم أن نقدم منهجية تحليل نص فلسفي وكتابة مقالات الفلسفة للسنوات الأولى والثانية والثالثة باك جميع الشعب بمنهجية صحيحة ومن أهم هذه المقالات والنصوص الفلسفة نقدم لكم في موقع النابض دوت كوم إجابة السؤال الفلسفي القائل... هل الفلسفة الإسلامية إبداع أم تقليد

الجواب هو 

هل الفلسفة الإسلامية إبداع أم تقليد؟

طرح المشكلة : من المتعارف عليه أن التفكير الفلسفي كانت بدايته الاولى ارض اليونان ، وذلك قبل القرن السادس قبل الميلاد )ق 6.ق.م(إذ تناول الفلاسفة موضوعات عدة مثل النفس والالوهية والأخلاق ونشأت العالم . وبهذا تعتبر الفلسفة اليونانية بأنها الصورة الكاملة والشاملة للتفكير الفلسفي ، وهي الأصل الأول لكل الفلسفات المتوالية واللاحقة .هذا ما جعل الجدل والاختلاف بين الفلاسفة والمفكرين حول نشأة الفلسفة الإسلامية ، فمنهم من عدها إنتاج إسلامي أصيل ، ومنهم من عدها مجرد سرد وتقليد للفلسفة اليونانية . هو الأمر الذي جعلنا نطرح التساؤل التالي : هل الفلسفة الإسلامية في نشأتها تعود إلى جملة من العوامل الداخلية ،أم أن لها تأثير خارجي ؟ بعبارة أخرى هل الإنتاج الفلسفي الإسلامي مصدره داخلي يعود إلى العقلية الإسلامية ،أم هو تفكير خارجي مقتبس من عقلية خارجية؟.

محاولة حل المشكلة :

الأطروحة الاولى : )الفلسفة الإسلامية نشأتها داخلية (ينطلق أنصار هذه الأطروحة من مسلمة مفادها أن مصدر الفلسفة الإسلامية جملة من العوامل الداخلية التي كانت مرتبطة بالبيئة الإسلامية اندك ، إذ نجد من جملة الأدلة المعتمد في تبرير هذا الموقف عامل التنزيل )نزول القران ( لان القران هو المصدر الأول للتفكير الصحيح والعقل الإسلامي ، ومصطلح الفلسفة يوحي من الناحية اللغوية في الاشتقاق العربي إلى مصطلح الحكمة ، والحكمة تستلزم تفكيرا إسلاميا يتلاءم مع التنزيل يكون الأساس فيه عقيدة التوحيد ، وبالتالي يكون في ذلك الإسلام كدين هو أساس لكل تفكير . ذلك لان القران هو العامل الأساسي والحاسم في إيقاظ شرارة الحكمة عند سائر المسلمين عن طريق الحث عليها في دعوة القران إلى استعمال الحكمة وأسلوب اللين في التعامل والحوار جاء في قوله تعالى : )ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن(.كما نجد أن القران يدعو إلى توجيه الإنسان نحو التفكير والتعقل ، والنظر والتأمل في الكون عن طريق العقل )التفلسف( وهذا من خلال آيات كثيرة نذكر منها قوله تعالى :) أولم ينظروا في ملكوت السموات والأرض( كما نجد في قوله أيضا )قل سيروا في الأرض وانظروا كيف بدا الخلق ( هذا وقد أسهم الدكتور على سامي النشار ببعض آرائه . إذ جاء ف قوله : )فذهب البعض إلى أن المسلمين اندفعوا بطبيعتهم إلى البحث الفلسفي ( .كما أن للغة العربية دور كبير في نشأة الفلسفة الإسلامية لأنها لسان القران الكريم ، فهي تؤدي مهام تنويرية حيث تساهم في توسيع آفاق المسلمين العقلية ، بما تهيئه من أرضية ملائمة للجدل الفكري وتقوم على المنطق والقدرة على الإقناع ، وهو ما جعل اللغة العربية تحمل بين ثناياها تصانيف الفقهاء والعلماء والفلاسفة ، وتساهم في توحيد لسان المسلمين على تنوع عرقهم وثقافتهم الأصلية ، كما تساعد على حفظ سور القران الكريم والأحاديث النبوية الشريفة . 

النقد والمناقشة : لكن من الملاحظ أن أنصار هذا الموقف قد بالغوا في تفسيرهم لنشأة الفلسفة الإسلامية لأنهم ركزوا على جملة العوامل الداخلية وتناسوا العوامل الخارجية . إذ أننا لا نستطيع أن نتنكر للمحيط الثقافي الخارجي في ظهور التفكير الفلسفي عند المسلمين ، وخاصة أكثر الفلسفة اليونانية بدليل تأثر بعض الفلاسفة المسلمين ببعض فلاسفة اليونان . 

الأطروحة الثانية :) الفلسفة الإسلامية تأثرت بعوامل خارجية(. يسلم أنصار هذا الموقف بان ما سهم في نشأة الفلسفة الإسلامية جملة من العوامل الخارجية التي كانت خارجة عن دائرة الإسلام والمسلمين إذ تتمثل في : الثقافة اليونانية باعتبار وجود تفاعل بين الإسلام والحضارات الأخرى خاصة الإغريقية نتيجة الفتوحات السلامية باعتبار الدولة الإسلامية أصبحت تتوسع على حضارات مختلفة واديان وعقائد متنوعة ،وذلك عن طريق الترجمة التي تم بها نقل الثقافة اليونانية وتتمثل في التراث اليوناني على اختلاف مدارسة ومذاهبه منذ ما قبل سقراط أو كما يلقبونهم القبسقراطيون حتى بداية الأفلاطونية الجديدة . وصولا إلى العالم الإسلامي حيث ترجمت كل كتب أفلاطون مثل : الجمهورية ، النواميس ، فيدون ، طيماووس ...الخ . كما ترجمت أيضا بعض الكتب التي تنسب إلى أرسطو كالنفس ، والمقولات ، وما بعد الطبيعة ....الخ . ونكتشف مظاهر هذا التأثر من خلال شروح بعض الفلاسفة أمثال : الكندي ، ابن رشد ، ابن سينا يقول الفيلسوف ارنست رينان:)ما كان لنا أن نلمس عند الجنس السامي دروس فلسفية ... وما كانت الفلسفة قط عند المسلمين إلا اقتباسا صرفا للفلسفة اليونانية .....( .

النقد والمناقشة : لكن مما يلاحظ أن أنصار هذا الموقف هم أيضا بالغوا وتعرضوا إلى جملة من الانتقادات منها : تركيزهم على العوامل الخارجية وإهمالهم للعوامل الداخلية ونفيهم لها أصلا ، ذلك لأنه من الصعب أن نتحدث عن فلسفة إسلامية دون أن يكون الإسلام أساسا فيها بدليل ظهور بعض المشكلات الأصلية والفرعية في الفكر الإسلامي كمرتكب الكبيرة مثلا والمعاد ...الخ . 

التركيب : عموما ومما سبق ذكره نستنتج أن الفلسفة الإسلامية تعود في نشأتها إلى عوامل داخلية وأخرى خارجية وذلك لوجود تكامل بين الموقفين السابقين بدليل أن العوامل الذاتية الداخلية المرتبطة بالبيئة الإسلامية ضرورية لظهور التفكير الفلسفي الإسلامي ، ولكنها وحدها غير كافية فهي في حاجة إلى عوامل موضوعية خارجية لتكملها لان هذه الاخيرة مهمة بدورها . والراي الصحيح هو الذي يرى  

ضرورية لظهور التفكير الفلسفي الإسلامي ، ولكنها وحدها غير كافية ، فهي بحاجة إلى عوامل موضوعية خارجية لتكملها فهذه الأخيرة مكملة بدورها . والرأي الصحيح هو الذي يدافع بدوره عن العوامل الداخلية لان القران الكريم قد تعرض في كثير من آياته إلى أمهات المشاكل الفلسفية الإلهية والطبيعية والإنسانية لقوله تعالى : ) ما فرطنا في الكتاب من شيء ( فقد تحدث عن نشأة الكون وفنائه ووحدانية اهلذ يقول الدكتور عبد الحليم محمود : )لن تكن الكتب الفلسفية ترجمت إلى اللغة العربية .... ومع ذلك فان المشكلات الفلسفية الخاصة بالتنزيل والعدل ... قد أثيرت ونقشت(   

حل المشكلة : 

الخاتمة : وفي الأخير نستنتج أن الفلسفة الإسلامية ليست إنتاج إسلامي أصيل فقط ، وليست استمرار للفلسفة اليونانية فقط ، بل سبب ظهور التفكير الفلسفي عند المسلمين هو التفاعل الموجود بين العوامل الداخلية والعوامل الخارجية .

إجابتك

اسمك الذي سيظهر (اختياري):
نحن نحرص على خصوصيتك: هذا العنوان البريدي لن يتم استخدامه لغير إرسال التنبيهات.

اسئلة متعلقة

مرحبًا بكم إلى موقع النابض دوت كوم ، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...